هكذا بالفعل.. يبدو لقب أوروبا الأول في تاريخ مانشستر سيتي، هكذا يبدو اللقب كأنه مكافأة على ما قدمه السيتي هذا الموسم، والمواسم السابقة أيضاً ومنذ زرعت مجموعة السيتي الحلم والأمل بعمل مستمر وشاق بدءاً من عام 2008، ثم كان التعاقد مع جوارديولا ليتولى مهمة الفريق عام 2106 بداية جديدة لمرحلة تحقيق الهدف الأكبر والأسمى، وهو الشعبية والجماهيرية التي تخطت حدود الدوري الإنجليزي، وحدود بريطانيا وأوروبا، لتنتشر راية «القمر السماوي» في قارات العالم.
بعد الفوز بكأس إنجلترا قال جوارديولا: «إن سيتي الذي يخوض نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية بعد خسارته أمام تشيلسي في 2021، يجب أن يفوز بالبطولة ليحصل على التقدير الذي يستحقه، نحن على مسافة مباراة واحدة، ولن يكتمل كل شيء إذا لم نفز بدوري الأبطال، لذا يتعين علينا القيام بذلك».
وفعلها السيتي في مباراة شديدة القسوة والإثارة، فالضغوط على لاعبي مانشستر سيتي كانت هائلة، فحديث الثلاثية التاريخية لم يتوقف، وحديث القوة والتألق والسيطرة على الكرة الإنجليزية لم يتوقف، والحديث عن العبقري جوارديولا الذي وصف بأنه الرجل الذي غيّر كرة القدم لم يتوقف، وهذا بجانب ترشيح الجميع للسيتي للفوز على إنتر ميلان، وهذا كله مع وزن الحلم ضاعف من الضغوط على لاعبي الفريق ومدربهم، فكيف يمكن أن يخرج نجم الكرة الأوروبية والإنجليزية دون أن يحقق الحلم؟
شهد استاد أتاتورك الواقع في الضواحي الشمالية الغربية لإسطنبول على بعد أميال من أي مكان، معركة في ميدان كرة القدم، حيث قدم إنتر ميلان عرضاً دفاعياً تكتيكياً جيداً، وأخذ من السيتي سره وسحره في الشوط الأول، وفي الشوط الثاني، وكاد أن يحقق التعادل، وكان الحل عبر رودري أحد أهم لاعبي الفريق، وهو النموذج الذي يراه جوارديولا للاعب الوسط الذي يستحق دائماً درجة 8 من عشر في المتوسط، بينما يمكن قبول درجات متفاوتة بالنسبة للاعبي المراكز الأخرى.
لقد قدم مانشستر سيتي مستويات استثنائية، فهو فريق يلعب كرة قدم ممتعة عالية السرعة، وكان ذلك في إطار مشروع ضخم وواعد، يحمل حلماً أكبر من الفوز بمباراة أو ببطولة، مشروع يحمل حلم المستقبل، واحتلال عرش كرة القدم الأوروبية والعالمية، وهذا المشروع يجمع 13 نادياً في مختلف القارات، ويقوده مجموعة من الرجال الأكفاء الذين يحركهم الشغف بكرة القدم، وفى مقدمتهم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، ومعالي خالدون المبارك، وكان الطريق والوسيلة للصعود أعلى جبل التفوق هو تقديم المتعة والبهجة في الملعب.
وبالفعل وصل مانشستر سيتي إلى أعلى مستويات كرة القدم، وصل إلى «القوة القصوى»، وجمع بين الأداء الجميل، وبين البطولات وبين الأرقام القياسية، وبين المهارات الفردية الرفيعة، وبين اللعب الجماعي السريع والمعقد والذي يبدو بسيطاً وهو ليس كذلك.
** مبروك لمانشستر سيتي، مصنع المتعة والبهجة، الثلاثية التاريخية، وغداً سوف يُطرح السؤال المهم: ماذا بعد؟