بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، العام 2023 عاماً للاستدامة وتحت شعار «اليوم للغد»، ينطلق الالتزام الإماراتي نحو الاستدامة والبيئة والعمل البيئي والمناخي نحو آفاق جديدة ومتجددة، تنطلق في ذلك من رؤية مبكرة للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد والإنسان الذي أولى البيئة وحمايتها واستدامة مواردها اهتماماً خاصاً منذ ما قبل قيام الدولة. وقد خلد في ذاكرة الأجيال جهوده المباركة في مدينة العين عندما اعتنى بالأفلاج وحسن توزيع الموارد المائية المحدودة بين المزارعين، ليتطور ذلك الاهتمام باتجاه نشر الحزام الأخضر والمساحات الخضراء في كل بقعة من بقاع الدولة، وقد كان أول من اعتنى بأشجار الغاف والقرم. وحظيت تلك الجهود الطيبة بتقدير عالمي رفيع باختياره، طيب الله ثراه، رجل البيئة الأول، ومضت الإمارات لتحقق الريادة في هذا المجال، وهي تشارك العالم تجربتها وتقدم الحلول والمبادرات للتعامل مع التحديات الجديدة للتغير المناخي والاستنزاف غير المسؤول للموارد الطبيعية.
نجحت الإمارات وبفضل الرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة في جعل قضايا الاستدامة في مقدمة أولويات واهتمامات الجميع، وحرصت على إشراك كل مؤسسات الدولة وكذلك الخاصة والأفراد لتبني الحلول والخيارات التي تخدم الاستدامة البيئية على مختلف الصعد والمستويات، وأطلقت العديد من المبادرات التي تخدم وتشجع هذه التوجهات الرائدة.
اختيار شعار «اليوم للغد» لعام الاستدامة يجسد انشغال الإمارات بتوفير الغد الأجمل للأجيال ليس على أرضها فحسب وإنما لكل من يعيش على هذا الكوكب الذي يتطلب من الجميع التعاون وحشد الإمكانيات وترشيد الموارد لتحقيق الاستفادة المثلى لها للجميع حاضراً ومستقبلاً.
نحن على موعد متجدد مع جملة من المبادرات النوعية خلال عامنا هذا عام الاستدامة، خاصة وأنها ستكون بإشراف سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، رجل النجاح والتميز، وسمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، ذات البصمات المضيئة في كل عمل نهضت به.
تحتفي الإمارات بعام 2023 عام الاستدامة بطريقتها الخاصة في صنع الإنجاز وتحقيق التطلعات والطموحات من خلال منهجية العمل الذي عُرفت به وتتحدث به لغة الأرقام الساطعة، تحتفي به وسط استعدادات مكثفة لاستضافة أهم حدث عالمي في العمل المناخي «كوب 28» لتؤكد للجميع قيمة العمل الجماعي ودوره لإسعاد الأجيال القادمة وإنقاذ كوكبنا، وأهلاً بعام الاستدامة.