وحده الوطن، حين أكتب عنه، أصبح هكذا، تبدو الكلمات عصية عن وصف ما يجول في الخاطر وينبض بالقلب.. أبدو لا أدري رغم أنني أدري.. أكتب السطر ثم أمحوه، فما لديّ وما بداخلي أكبر.. أسرح بخيالي وأنا أستعيد كل الأيام التي لا يمكن إلا أن تكون هي الأخرى أعياداً.. عيدنا الذي يأتينا في عيد الاتحاد، هو عيد للأعياد، يأتي ليكمل عاماً من الاحتفال.. الاحتفال بوطن الأمنيات والآمال، وطن العزة والرجال، وطننا الوادع كقصيدة شعر، الشامخ كما الجبال.
يأتينا عيد الاتحاد وربان سفينتنا سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يأخذ بأيدينا من نور إلى نور، ومن خير إلى خير، ومن قمة إلى قمة.. لا يمر يوم على الإمارات، إلا وهي ترفل في ثوب العزة والسرور والإباء، تختال بأيامها الزاهية وتباهي بقائدها أمير الوفاء.
خلال الأيام الماضية، هاتفني الكثير من الأصدقاء من بلدان أخرى، يهنئونني بعيد الاتحاد، لكن اللافت فيما قالوا إنهم لا يرون عندهم مثل تلك الأعياد الرسمية مناسبة تستحق كل هذا الزخم كما في الإمارات.. أحدهم قال لي عبارة ما زال صداها يتردد في خاطري، قال: تحتفل حين تشعر أن هذا الوطن الكبير يحتويه صدرك.. تحتفل حين ترى القائد الكبير أقرب إليك حتى من أهلك، تعلم أنك إن ناديته أجاب، تحتفل حين تتلون أيامك بألوان المحبة والسرور، حين تصبح أنت الهاجس لقادتك، لا يعنيهم سوى أن تكون في أمان، وأن تحلم وأنت واثق أنك في وطن يحقق الأحلام.
بالتزامن مع احتفالنا بعيد الاتحاد، اعتمد صاحب السمو رئيس الدولة قرار حزمة منافع سكنية للمواطنين، هي الثالثة في عام واحد، وكذلك القروض السكنية، وإعفاء المتقاعدين وأسر المتوفين من سداد مستحقات القروض، وفي احتفالية عيد الاتحاد التي وضعت رؤيتها سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، شعرنا كيف أن غدنا بهي كحاضرنا، وفي مسيرة القبائل المهيبة بدا التاريخ وكأنه توقف على تلك الأرض.. بدا التاريخ وكأنه استقر في الإمارات، وأفرد لها الصفحات، ومن بعيد، بدا زايد كأنه يرقبنا، ترتسم على محياه ابتسامة رضا، فتلك الأرض يسكنها الرضا.
أيام للوطن نعيشها، عيد الاتحاد، وقبله يوم العلم.. ويوم الشهيد عرفاناً لأولئك الذين جادوا بالدماء، وسطروا صفحة خالدة كتبوها بالدماء.. كلها أيام للفخار في وطن الكبار.
عهد منا أن نظل أوفياء.. عهد منا أن نرابط رهن إشارة قادتنا نفتدي الوطن بالدماء.. عهد منا أن نعلم أبناءنا كيف أن الإمارات هي البيت وهي العمر وكل الأشياء.. هي الصباح وهي المساء والأم والأب والأرض والسماء.
كلمة أخيرة:
من قال إن الأوطان «مكان»؟ الأوطان روح وعمر وأمل وجِنان