مدهش ذلك الذي يحدث في أبوظبي.. خارق، وفوق مستوى الاستيعاب، وغير قابل للتكرار في مدينة أخرى، إلا هنا في الإمارات أيضاً.. لا ينافسنا سوانا.. كل يوم هناك جديد، وربما أكثر من فعالية في يوم واحد.. في كل ركن هناك ذلك الصخب الممتع، الذي لا يؤرقك، لكنه يدفعك إلى الابتسام.. في كل زاوية حكاية، وملمح عالمي، يرتدي ثوب أبوظبي، ويختال فيها.
اعتدنا أن نجد مدينة تدهشك في أمر ما، تتخصص في شأن ما، لكن أن يرى العالم أحداثاً واهتمامات وشخوصاً وفعاليات متنوعة في مدينة واحدة، فإن ذلك ممكن في أبوظبي وحدها، والأهم أنها ناجحة على الدوام، متميزة في كل مرة، آسرة لقلوب زوارها، تضيف إلى الأحداث، وتصنع من تجارب العالم إرثها الخاص.
في الأيام الماضية، وعلى صعيد ما يعنينا فقط في القطاع الرياضي والإعلامي، كنا على موعد مع أربع فعاليات، كل منها له خصوصيته وتفرده، منها الكونجرس العالمي للإعلام، الذي استضافته العاصمة على مدار ثلاثة أيام، استشرف فيها العالم آفاق مستقبل الإعلام، وشهده ثمانية آلاف زائر، وشارك فيه مئات الخبراء والمتحدثين، الذين صاغوا من هنا ملامح المستقبل في صناعة «الميديا» التي طالعت الغد من أبوظبي.
وعلى مدار تسعة أيام تابعنا بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو، والتي كانت كبيرة وراسخة بهوية إماراتية وإمكانات عالمية، وأثبتت فيها عاصمة الإمارات أنها عاصمة الجو جيتسو عالمياً.
وقبلها كان مهرجان بايك أبوظبي الذي قدمت فيه العاصمة صك النجاح، وكان الحدث هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، بمشاركة أبطال من 33 دولة -وكالعادة- كان العنوان هو الإبهار، في وطن الكبار.
وفي ماراثون زايد الخيري، رسم الجميع واحدة من أروع مشاهد البهجة على أرضنا، مستحضرين صورة غائبنا الحاضر، الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مجسدين لوحة للخير والعطاء.
وجاء ختام الأسبوع مثيراً، بجولة جائزة الاتحاد للطيران الكبرى لـ «الفورمولا-1»، آخر جولات بطولة العالم، بما تشهده من إثارة وفعاليات مصاحبة، غير قابلة للتكرار في مدينة سوى أبوظبي.
ما يحدث ليس مصادفة، لكنه نتاج تخطيط واعٍ، يستلهم آلياته من رؤية وطنية عالمية لا تحدها حدود، ورغم زحام الفعاليات، فإنها تجري في تناغم فريد وبتنسيق على أعلى مستوى، فترى الأحداث وهي تتوالى كل يوم، وكأنها يوميات مدينة اختارها العالم لينثر فيها إبداعاً تستحقه، ويلمع على أرضها.
بديع ذلك الذي أسمعه كل يوم عن أبوظبي، شهادات من العالم أجمع، تغبطنا على وطن نادر، لأن قادته نادرون، معطاء لأن قادته علموا الدنيا العطاء، مبهج، يختال في عز ومجد وضياء.
كلمة أخيرة:
تصبح المدن استثناء، يكسوها النور، حين يشيدها أبناؤها أولاً في الصدور.