كثيرون هم الأوفياء في نادي الوحدة، لكن أكثرهم وفاءً هذا الجمهور الذي يستحق العودة.. العودة إلى الانتصارات والفرحة والأمل وصراع الصدارة.. العودة إلى السعادة التي كانوا أصحابها ولا زالوا.. غابوا قليلاً، صحوا سريعاً، واليوم يحتفلون بالفوز السابع على التوالي، فـ«العنابي» لم يسقط منذ خسارته أمام شباب الأهلي في 16 سبتمبر الماضي.. منذ ذلك الحين، وهو يمضي في درب الانتصارات، ووصل إلى «22 نقطة» كاملة في صراع «دورينا» الذي يبدو جميلاً مثيراً واستثنائياً من كل الوجوه هذا الموسم.
هل رأيتم مواجهة الجزيرة والوحدة يوم الجمعة الماضي؟.. أتدرون متى تدركون حقاً أن لديكم كرة جميلة؟.. حين يتبارى الجميع في رسم صورة مبهرة، مثل تلك التي نراها في معظم المباريات، وفي إطارها يرسم الجمهور واحدة من أجمل الملاحم.. الجمهور الذي كنا نستجديه ونحفزه بالمغريات تارة، ونرهبه بالتشفير تارة أخرى، يحضر هذا الموسم بشكل مدهش ورائع.. ظني أنه حضر حينما حضرت الكرة.. حضر حينما وجد ما يستحق.
رائعة جداً عودة الوحدة السريعة تحت قيادة الإسباني لويس خمينيز الذي استطاع في زمن قياسي أن ينهض بالفريق، أو أن الفريق كان ناهضاً بالفعل، لكنه فقط كان بحاجة إلى من يجيد توظيفه ووضعه على الطريق الصحيح، وفي كل مباراة من «سباعية النصر» المتتالي حتى الآن، لم يكن أجمل ما في الوحدة أنه يسجل أو يفوز، لكن الأجمل أنه يمتع.. فيه الكثير من رائحة الزمن الجميل، احتراف مغلف بالهواية، واستبسال يليق بالرجال.
رائع أيضاً البرازيلي الخارق جواو بيدرو الذي راهن عليه الوحدة، فمثّل واحدة من أقوى الصفقات، بعد موسمين قضاهما النجم الكبير في دوري المحترفين بقميصي الظفرة وبني ياس، سجل فيهما 30 هدفاً كاملة، ويبدو أنه لا زال لديه الكثير.. لاعب جائع للكرة وللأهداف وللملعب.. لاعب ثقيل بمعنى الكلمة، لا يمكن أن تخطئ في وجوده، كما حدث في مباراة الجزيرة، فقد استثمر الخطأ، ومضى في ثبات وهدوء ليسجل واحداً من أهداف «دورينا» الجميلة.
الوحدة ليس فريقاً يشجعه «أصحاب السعادة» فقط، لكنه مثل كل الفرق الكبيرة والجميلة، يشجعه الجميع، فريق تحبه وإن لم تكن من أنصاره، فريق تسعد بعودته وبلاعبيه، والأهم أنك تسعد بجمهوره الوفي الذي يسطر على الدوام، واحدة من أجمل وأبهى لوحات المساندة في «دورينا».
كلمة أخيرة:
العنابي والأوفياء، قصة تستحق أن تُروى وأن تبقى.. هي قصة الإرادة والأمل والرجاء.