احتفلنا مع الشقيقة مصر منذ أيام، بمرور خمسين عاماً من العلاقات الرسمية، والحقيقة أنني عن نفسي، لست ممن يؤرخون بشكل رسمي.. ذلك مهم قطعاً في عُرف البروتوكول والعلاقات الرسمية والتعاون المشترك، لكن ما أعرفه أنني منذ أن وعيت للدنيا، ونحن ومصر واحد، رأيت مصر محبة في عيني المغفور له بإذن الله تعالى والدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسمعتها وصية يصونها ويرويها ويتعهدها بالحب سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وكبرت عليها حكايا من أمي وأخرى تطل من التلفزيون.
خمسون عاماً هي عمر العلاقات الرسمية، لكن ما بيننا أكثر من ذلك بكثير.. بيننا كفاح ونضال، وعقود من آمال، بيننا هذا الجسر الممتد من هنا إلى هناك، بشراً يلونون المحبة بلون الأخوة والتكاتف.. بيننا وبينهم «زايد» الممتد هناك على أرض مصر مدناً وشريان ماء يروي أرضها وأبناءها.. بيننا وبينهم «ناصر» وأم كلثوم وعبدالوهاب والجسمي، وكل تلك الأصوات التي تصدح بما في القلوب.. بيننا وبينهم آلاف الوجوه تسكن بيننا، تحملهم الصدور قبل الدروب.
في مواجهة السوبر المصرية الأخيرة، التي جمعت الأهلي والزمالك، على استاد هزاع بن زايد بمدينة العين، والتي جاءت ضمن سلسلة من الفعاليات، تزامنت مع الذكرى الخمسين للعلاقات، تجسدت الكثير من القيم، وأسرتنا العديد من المشاهد، وجاءت تغطية أبوظبي الرياضية بقيادة الصديق الإعلامي الكبير يعقوب السعدي، لتعكس بعمق جذور هذا الحب، من خلال تغطية تمثل درساً في الإعلام الرياضي، والأهم أنها تمثل عنواناً لما في القلوب، قلوبنا وقلوب الأشقاء في مصر.
أيضاً، وكما هي العادة، تفوق مجلس أبوظبي الرياضي في تقديم حدث رائع من الوجوه كافة، في ظل طفرة حقيقية وأداء استثنائي يقر به كل متابع لأنشطة وفعاليات المجلس في الفترة الأخيرة، بتوجيهات ورؤى سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس المجلس، وعطاء الجميع داخل المجلس، وبجهد سخي من عارف العواني أمين عام المجلس، الذي كانت لمساته واضحة على الترتيب للسوبر، ممثلة في العديد من الفعاليات، مثل الحفل الفني والندوة التي عُقدت حول العلاقات بين البلدين، إضافة إلى ترتيبات المباراة نفسها.
المواجهة نفسها، جاءت لائقة بالمناسبة والاحتفالية، فاز بها الأهلي لأنه من سعى إليها أكثر، فتوج كفاحه بهدفين، عزز بهما أرقامه القياسية في البطولة التي حصدها للمرة الثانية عشرة، وهو أكثر من نصف عدد مرات البطولة.
أجمل مشاهد البطولة، كان بطلاه شيكابالا نجم الزمالك، ومؤمن زكريا نجم الأهلي السابق، والذي جسد ما يجب أن يكون عليه الجمهور في مصر.. سند وعضد طول العمر.. هذا ما يليق بمصر.
** كلمة أخيرة:
- في الحب لا يمكن أن تكون الحسابات بالسنين.. هكذا المسألة حين تكون أرقامها في الأوفياء والطيبين