خلال تعليقه على «ديربي بر دبي»، بين النصر والوصل، على ملعب الأخير، والذي انتهى بخسارة كبيرة وأداء لا يرتقي أبداً لاسم الوصل، بينما بدا النصر أحد أقوى فرق دوري الخليج العربي بثلاثية مرعبة، بين تيجالي والسبع وبراندلي، ولا أقصد ثلاثية الأهداف، بل مثلث الرعب النصراوي الذي قد يسهم في عودته إلى منصات التتويج، لو عرف كيف تؤكل كتف النقاط حتى نهاية الموسم.
أقول خلال تعليقه المتميز كالعادة خلال هذه القمة، قال الصديق والنجم علي سعيد الكعبي عبارة توقفت عندها، وقررت أن تكون محور مقالتي هذه، رغم وجود قمتين أخريين، بين الشارقة والعين، والوحدة وشباب الأهلي، لأن الأهم من النتائج وحتى الدوري هو المنتخب، وحسب علي سعيد الكعبي، فإن علينا الاعتراف بأن الكرة الإماراتية «شحيحة» بالمواهب لأسباب كثيرة، ولهذا علينا البحث عنها في كل مكان، ولكن لحظة إيجادها، يجب عدم الإبقاء عليها في البلاد، بل إرسالها للخارج، كما فعل اليابانيون سابقاً، ثم الصينيون لاحقاً، وقال إن هذا هو الحل الوحيد، لإيجاد مواهب قادرة على ترك البصمة، وربما منح الكرة الإماراتية ما تستحقه من مكانة عربياً وقارياً، وحتى على الصعيد الدولي «وهذه الإضافة من عندي».
وفي قمة الوصل بالنصر شاهدنا تيجالي وليما، وكلاهما بات يمثل الإمارات دولياً، وأحدها يكتب السطور الأخيرة في مسيرته الكروية، لوصوله إلى سن متقدمة، والثاني برأيي لم يترك أي بصمة في ودية أوزبكستان: «التي لا تشكل حتماً حكماً على موهبة بحجم ليما الذي كان مفتاح الوصل وكلمة سره».
ولكن فكرة علي سعيد الكعبي تستحق فعلاً ليس الدراسة، لأنها أثبتت جدواها في دول أخرى، بل تستحق التنفيذ الفوري، والبحث عن المواهب في المدارس والفرجان، وإن كانت مساحة اللعب في الشوارع والحارات قد تضاءلت بنسبة كبيرة مؤخراً، نظراً للازدهار العمراني، واختفاء المساحات الرملية أو العشبية بين البيوت، إلا أن المواهب موجودة، وتحتاج إلى عملية اكتشاف واسعة، ولو تمكنتم من إيجاد عشرين إلى ثلاثين موهبة صغيرة، يتم صقلهم في ألمانيا أو هولندا أو البرازيل، ثم خرج منهم ولو خمسة، من سوية علي مبخوت، وخالد عيسى، وأحمد خليل، وعموري، فإن كرة الإمارات، أندية ومنتخبات، ستكون الرابح الأكبر من هكذا مغامرة محسوبة العواقب، وربما مضمونة النتائج.
وأنا شخصياً أثني على رأي علي سعيد الكعبي، وننتظر رأي من بيدهم القرار الكروي.