زينة حرب تحقق ذاتها بالمعاجين وأوراق الصحف
قد تتأخر الخطوة التي نتخذها في سبيل تحقيق الذات لكن ما دامت الموهبة موجودة فالنتيجة لا بد أن تكون بحجمها· وهذا ينطبق على الفنانة زينة حرب فغالي التي أحبت الفنون على أنواعها منذ كانت طالبة على مقاعد الدراسة تصمم لوحات تفوق بتفاصيلها سن الطفولة·
ظل شغفها بالألوان والخطوط في وجدانها، لكنها ''ركنته'' جانبا وانشغلت بالتحصيل العلمي والزواج والأمومة· كانت تسترق الوقت بين فترات متباعدة لتصمم عملا تدفعها إليه رغبة لا تقدر على مقاومتها· وبعدما كبر ولداها زادت من جرعة هذه الأشغال لتستجيب لخيالها، وكانت كلما تلقت إطراء من أحد شعرت بمزاج عال يدفعها الى التفنن أكثر فأكثر·
منذ أشهر قليلة قررت زينة أن تطلق موهبتها للعلن فاستجابت لتشجيع الأهل والأصدقاء ونظمت معرضا في بيتها دعت اليه محبي أعمالها· أكثر من 25 لوحة يدوية زينت بها الجدران، وكل لوحة من المعروضات، كما تقول، مميزة بفكرتها وفريدة بطبيعتها· ذلك أنها تتجنب تكرار التصميم لكي تحقق الخصوصية التي تطمح إليها في أعمالها، وتفضل أن تغير في القطعة سواء في الشكل أو اللون حتى وان كانت تتشابه من جهة الموضوع·
تستعمل زينة مواد مختلفة في أشغالها منها الألوان الزيتية والمائية والمعجون وأوراق الصحف والخشب والزجاج، وتركز على تناسق الألوان وانسجامها مع بعضها البعض· وهنالك توأمة في بعض أعمالها بحيث تختلف الواحدة عن الأخرى في التفاصيل وتنسجم في الفكرة العامة· ولا تبرز قيمة لوحاتها الا اذا علقت جنبا الى جنب أو بالتدرج، مما يملأ المساحة بتصميم هندسي ملون·
وتقول زينة، إنها تتعامل مع أي لوحة تنفذها على أنها ''مقطوعة موسيقية تأخذ الناظر اليها كل مرة الى مكان مختلف''· وهي تحرص على تصنيف معروضاتها فتمنح كل قطعة عنوانا تنطلق منه لتصل الى حيث تشاء·
وتشعر بالمتعة حين تسمع من الآخرين قراءات مختلفة للوحة واحدة، لا تنطبق بالضرورة مع فكرتها الأصلية· لأنها تعتبر أن العمل نجح في التعبير عن نفسه بطرق مختلفة· أما اليوم وبعدما كسرت الحاجز وانطلقت مع موهبتها، فترى زينة ''أنه من غير المنطق أن تتقوقع المرأة غير العاملة على نفسها في البيت، من دون أن تجد فرصة لتحقيق ذاتها''· ومن الضروري برأيها أن تثمر أوقات الفراغ بما يغني حياة ''ست البيت'' التي تحتاج دائما لأن تملأ روحها بالثقة حتى ولو طرقت الأمومة بابها·
المصدر: أبوظبي