واصل وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان أمس التحريض ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، زاعماً أن استقالته ستكون “نعمة” فيما رأت القيادة الفلسطينية أنه يسعى لاغتيال عباس وتدمير عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين نهائياً. وقال ليبرمان لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي “استقالة أبو مازن (عباس) ستكون نعمة لأنه يمثل أكبر عقبة أمام السلام وأي شخص يخلفه سيكون أفضل منه”. وأضاف “لقد قرر التضحية بمصالح الفلسطينيين من أجل حساباته الشخصية للدفاع عن مكانته في التاريخ”. وتابع “أبو مازن ليس مضموناً فهو ليس رجل سلام ويعمل ضد إسرائيل على الساحة الدولية، وحاول وقف انضمامنا لمنظمة التعاون والتنمية ويريد جلب المسؤولين الإسرائيليين إلى المحاكم الدولية”. ورداً على ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لوكالة الأنباء الفلسطينية “إن تصريحات ليبرمان وغيره من المسؤولين الإسرائيليين التحريضية ضد الرئيس عباس تهدف إلى تدمير عملية السلام ووأدها بشكل نهائي، إضافة إلى تخريب جهود اللجنة الرباعية لعملية السلام”. وأضاف “يريد ليبرمان إنهاء دور اللجنة الرباعية في المنطقة، لاسيما أنها تبذل جهوداً تصطدم بالتعنت الإسرائيلي الرافض لوقف الاستيطان ومرجعية المفاوضات على أساس حدود عام 1967”. وذكر أن سياسة إسرائيل التحريضية ضد عباس والشعب الفلسطيني قديمة ومعروفة ولن تمس معنويات الفلسطينيين وتمسكهم بحقوقهم. وتابع “على ليبرمان أن يشاهد الثورات العربية التي تطالب بالتغيير وغيرت رؤساء في المنطقة، فيما خرج مئات الآلاف من أبناء شعبنا في كافة أماكن وجودهم يؤيدون الرئيس(عباس) وسياسته المتمسكة بحقوق شعبنا”. وخلص إلى القول “إن تحريض ليبرمان سياسة مريضة ومرفوضة من قبل كل أبناء شعبنا وقيادته ولن تزيده إلا مزيداً من التمسك برئيسه وحقوقه المشروعة”. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في بيان أصدره في رام الله “إن تصريحات ليبرمان تعبر عن عقلية قطاع طرق وهي امتداد لتيار متطرف في إسرائيل يدعو إلى قتل الفلسطينيين وتهجيرهم والسيطرة على أراضيهم وإنكار وجودهم الإنساني والوطني. كما أنها اعتداء صارخ على القيم والمبادئ والأخلاق السياسية والدبلوماسية والإنسانية كافة، بالتحريض العلني على قتل الرئيس محمود عباس والدعوة إلى اغتياله حين قال إن أبو مازن يمثل العقبة الوحيدة أمام السلام ويجب إزالتها لإحياء العملية السياسية”. وأضاف “آخر من يحق له الحديث عن السلام والتعايش هو المستوطن ليبرمان المعروف بمواقفه غير الإنسانية والعنصرية والعدوانية”. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في تصريح صحفي “هذه دعوة تحريض من ليبرمان لاغتيال وقتل الرئيس عباس وتتزامن مع حملات إسرائيلية أخرى يبثها التطرف الإسرائيلي بادعاءات ضد الرئيس عباس، وهو تحريض سافر هدفه واضح قتل واغتيال الرئيس عباس”. وذكر أن السلطة الوطنية الفلسطينية أجرت اتصالات مع الولايات المتحدة روسيا والاتحاد الأوروبي بهذا الخصوص. من جانب آخر، فنَّد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ادعاءات، ممتدحاً عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وقال لصحفيين في القدس المحتلة “إن عباس وفياض زعيمان جادان ويريدان السلام ويعملان على منع العنف والتطرف في منطقتنا”. وأضاف “يجب أن نستمر في التفاوض معهما بخصوص السلام لتحقيق السلام الكامل الذي ينهي هذا الصراع الطويل”. كما دافع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير عن الرئيس الفلسطيني محمود. وقال في بيان أصدره في رام الله “إن الرئيس محمود عباس رجل سلام ولاعب أساسي وشريك في عملية السلام، ونحن جميعا ندعم بقوة جهوده والتزامه بالسلام وبناء الدولة الفلسطينية العتيدة”. وهو صادق وجدي في جهوده ومسعاه للسلام”. في غضون ذلك، عقد مبعوثو اللجنة الرباعية الدولية، بمن فيهم بلير اجتماعين منفصلين مع عريقات والمفاوض الفلسطيني محمد اشتية وكبير المفاوضين الإسرائيليين اسحق مولخو، سعياً لاستئناف المفاوضات. وقال عريقات “شرحنا للجنة الرباعية أننا مستعدون للجلوس إلى طاولة المفاوضات حالما تجمد الحكومة الإسرائيلية بناء المستوطنات وتقبل بمرجعيات محددة لعملية السلام وتحديداً حدود عام 1967”. وأضاف “هذه هي التزامات مسبقة وفقا للقانون الدولي وخارطة الطريق التي أعدتها اللجنة) وليست منة من إسرائيل وأي شيء أقل منها من شأنه أن يعيدنا ببساطة لذات المسار الذي فشل في السنوات العشرين الماضية”. وأضاف أنه واشتية سلما المبعوثين 3 ملفات بشأن الاستيطان خاصة في القدس الشرقية المحتلة. وقال بلير “لقد ناقشت مع المسؤولين الإسرائيليين موضوع عنف المستوطنين واعتداءاتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية، خاصة في موسم قطف الزيتون، وشددت على ضرورة تطبيق القانون وتوفير الحماية الضرورية للفلسطينيين بشكل عام وللمزارعين في هذا الموسم بشكل خاص”. وأضاف أنه دعا إلى رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع غزة وتحسين مستوى المعيشة في الضفة الغربية المحتلة، كما بحث معهم سبل دعم جهود بناء الدولة الفلسطينية. وذكر أنه يواصل جهوده لدى الكونجرس الأميركي بهدف رفع الحظر على مبلغ 200 مليون دولار من تمويل الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية. وقد تظاهر فلسطينيون ومتضامنون دوليون في رام الله، احتجاجا على انحياز بلير لإسرائيل في تصريحاته الأخيرة. الاحتلال يعتقل 19 فلسطينياً في الضفة الغربية غزة، رام الله (الاتحاد، د ب أ) - اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 19 فلسطينياً بدعوى أنهم «مطلوبون» خلال عمليات دهم شنتها أمس في محافظات القدس وبيت لحم والخليل ورام الله ونابلس وجنين وطولكرم في الضفة الغربية. وقالت إنها أحالتهم إلى «الجهات المختصة» للتحقيق معهم. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن من بين المعتقلين منذر صالح مزيد (34 عاماً)، ومعتز يوسف زايد (28 عاماً) في قرية بيت إكسا المقدسية، والشقيقين رضا (21 عاماً) ومنتصر عبد الكريم صدوق (23 عاماً)، ومحمد ناصيف رباع (24 عاماً)، ومحمد ربحي الهريمي (21 عاماً)، وجميل عبد الله رباع (48 عاماً) في بيت لحم، وعيسى سمارة (23عاماً) في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، ومعاذ محمد محمود القاضي (23 عاماً) في الخليل، ورائد عريف شلالدة (27 عاماً) في بلدة سعير، ويوسف احمد رشيد صبارنة، ومحمد يوسف غياظ العلامة (24 عاماً) في بلدة بيت أُمَّر.