انتشل مسعفون أتراك أمس رضيعة ووالدتها ومن ثم جدتها على قيد الحياة من تحت انقاض مبنى في مدينة أرجيس شرق تركيا، التي ضربها زلزال الأحد الماضي، في حين تم العثور على طفل في العاشرة من عمره حياً تحت انقاض منزله بمحافظة فان بالمنطقة نفسها، وذلك بعد أكثر من 54 ساعة على الزلزال المدمر. كما تم أيضاً انتشال رجل في الثلاثين من العمر حياً من تحت الأنقاض بمدينة أرجيس. وفيما يخوض رجال الإنقاذ سباقاً مع الزمن للعثور على ناجين تحت انقاض المباني المنهارة بمحافظة فان لكن الآمال تتراجع، أعلنت مصادر رسمية بالحكومة التركية أمس، أن 432 شخصاً على الأقل قضوا نحبهم وأصيب 1352 آخرون بالزلزال الذي بلغت قوته 2,7 درجات على مقياس ريختر، وتسبب أيضاً بتدمير حوالي 2300 منزل. وفي تطور آخر، سمعت أصوات إطلاق أعيرة نارية فيما اضرم سجناء النار في سجن واشتبكوا مع الحراس أمس، بإقليم فان الذي ضربه زلزال وذلك بعد يومين من ورود أنباء عن اقتحام سجن آخر وفرار 200 خلال حالة الفوضى التي أعقبت الكارثة. ففي وقت سابق أمس، انتشلت الرضيعة أزرا التي تبلغ من العمر 15 يوماً ووالدتها وجدتها من تحت الأنقاض بعد 48 ساعة من الزلزال الذي ضرب محافظة فان شرق تركيا، ما يعطي بصيص أمل للأهالي ورجال الإنقاذ. وعلى الفور وضعت الطفلة أزرا في سيارة إسعاف ثم نقلت إلى أنقرة. وكانت الأم تضم رضيعتها إلى صدرها تحت الأنقاض عندما وصل رجال الإنقاذ. وقالت سيفيم يجيت الجدة الأخرى للرضيعة بينما تنهمر دموع الفرح على وجنتيها “أنا منفعلة جداً. ماذا أقول. فليساعدهن الله”. وأفاد مراسل فرانس برس أن والدة الطفلة البالغة الـ24 من العمر انتشلت بعد ذلك ببضع ساعات وكانت تعاني من الجفاف. وبعد انتشال والدة الطفلة انتشلت جدتها جول زاده كارادومان (74 عاماً) حية. ونقلت الجدة كارادومان أيضاً إلى المستشفى وحياتها ليست في خطر. ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” عن مسعفين قولهم إن والد الأسرة كان أيضاً في المبنى لكن حتى الآن لم يعثر عليه. وفي وقت لاحق مساء أمس، أوردت قنوات التلفزة التركية أنه تم العثور على طفل في العاشرة من عمره حياً تحت انقاض منزله بمحافظة فان. وقالت قناة “ان تي في” التليفزيونية إن سرهات جول احتجز تحت أنقاض منزله فيما كان يستعد للخروج منه”. وفي مكان آخر تم انتشال الرجل الثلاثيني وكان مصاباً وجرى نقله إلى المستشفى”. وانتشل الشاب الذي كان محاطاً بشرطيين ومسعفين وسط تصفيق الفضوليين. وذكر مسؤول في فرق الإنقاذ بأنه تم التوجه إلى أورهان تاتناك وسحبه من تحت الأنقاض وهو حياً بعد أن سمع رجال الإنقاذ صوته ينادي من تحت المبنى المنهار، مشيراً إلى احتمال وجود شخص آخر في نفس المكان والبحث جاري عنه وعن الآخرين. وعلى بعد بضعة أمتار من هذا الموقع، لم يفقد آدم كوستيكجي الأمل، في العثور على أقرباء له لا يزالون أحياء تحت انقاض مبنى من 6 طبقات. وقال آدم “يوجد ناجون تحت الأنقاض وأتذكر في 1999، تم إنقاذ ضحايا بعد 4 أيام” في إشارة إلى الزلزال الذي ضرب شمال غرب تركيا وأسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص. ويقول مسعفون إنهم سمعوا نداءات استغاثة من تحت أنقاض المباني. ووسط الصمت تسمع كلمات تأتي من الأعماق. ويقول أحد المسعفين “قال إنهم عالقون وأنهم لا يستطيعون التحرك”. لكن الوقت يضيق. فبالإضافة إلى انهاك فرق الإغاثة، يخشى أن يبدأ تساقط المطر. فقد تساقطت أمطار خفيفة على أرجيس. وقال مسعف إن “الأمطار تعقد عملنا ويصبح من الصعب استخدام المعدات الكهربائية وقد يساهم ذلك في غرق العالقين تحت الأنقاض”. وتابع “إضافة إلى ذلك في الليل تهبط درجات الحرارة تحت الصفر وقد يكون هناك ثلج أو جليد”. وقال الاتحاد الدولي للصليب الأحمر أن “مئات لا بل آلاف” الأشخاص قد يكونون عالقين تحت الأنقاض. بالتوازي، تم انتشال جثث من تحت الأنقاض أمس وبدأت عائلات تدفن ضحاياها فيما واصل آخرون البحث على أمل أن تعثر فرق الإنقاذ على ناجين. ومن المرجح أن يرتفع عدد القتلى إذ أن كثيراً من الناس مازالوا مفقودين. ومع حلول المساء أمس، أفاد مرصد كنديلي ومعهد أبحاث الزلازل أن هزة قوية تابعة بلغت شدتها 5.4 درجة هزت إقليم فان مجدداً. وتابع المرصد أن مركز الهزة يقع في بلدة ديجرمينوزو بين مدينة فان وبلدة أرجيس. وبحلول الليلة الثالثة في العراء والبرد والخوف من الهزات الارتدادية، بدأ الغضب يتصاعد وسط المنكوبين رغم أن الحكومة والمنظمات أقاموا مخيمات ووزعوا مواد غذائية. إلى ذلك، أفاد جندي أن نزلاء في سجن بإقليم فان تعدوا على الحراس مستخدمين المقصات والمدى أمس. وذكر أحد العاملين في المجلس البلدي الذي طلب عدم نشر اسمه أن السجناء اضرموا النار في السجن. وشاهد مراسلو رويترز ألسنة اللهب وهي تشتعل في المبنى فيما ارتفعت أعمدة الأدخنة البيضاء في الجو قبل سماع نحو 6 أعيرة نارية. الزلزال يخفف حدة الانقسامات الإثنية أنقرة (أ ف ب) - أثار الزلزال المدمر الذي ضرب محافظة شرق تركيا تقيم فيها غالبية كردية، موجة تضامن في هذه المنطقة المحرومة منذ فترة طويلة وخفف من حدة التوترات الإثنية التي سببها تجدد النزاع الكردي مؤخراً. وحشدت الحكومة التركية إمكاناتها لمساعدة الناجين من الزلزال الذي بلغت قوته 7,2 درجة وأوقع 432 قتيلاً بحسب آخر حصيلة في فان، فيما يواصل الجيش هجومه ضد المتمردين الأكراد جنوب البلاد على الحدود مع العراق وفي جبال هذه الدولة المجاورة. ومقارنة مع الزلازل السابقة، تم تنظيم المساعدة سريعاً لكن بعض الناجين الأكراد كانوا مستائين. وقال نجدت في أرجيس، المدينة التي ضربها الزلزال، “في المخيم الآخر حيث تم إيواء كل عائلات العسكريين والموظفين الرسميين والذي سيزوره الوزراء..هناك وجبات ساخنة وهناك تدفئة”. وقال “أما نحن فلا يهتمون بنا لأننا أكراد”. وتحوم الشبهات أيضا حول البلدية التي يسيطر عليها حزب “العدالة والتنمية” الحاكم والذي يأخذ عليه البعض أنه يعطي الأفضلية لناخبيه والقبائل المحافظة والقرى المحيطة، وهي كردية أيضاً لكن ليس لها مطالب بالهوية الثقافية. والجيش الذي أرسل حوالى 10 آلاف رجل لمحاربة حزب “العمال الكردستاني”، أوفد 3 آلاف من قواته إلى فان فيما ارسل الهلال الأحمر آلاف الخيم و22 ألف بطانية.