هدى جاسم ووكالات (بغداد)

تظاهر آلاف العراقيين في بغداد ومحافظات الجنوب، أمس، فيما وصفوه بـ«مليونية طارئة» تأكيداً لاستمرارهم في الاعتصام رفضاً لتكليف محمد علاوي تشكيل الحكومة.
وطالب المتظاهرون في كربلاء ومدن أخرى، أمس، بتكليف الناشط البارز علاء الركابي بتشكيل حكومة جديدة، بدلاً من علاوي، الذي اختارته الأحزاب ووعد بالإعلان عن تشكيلته الحكومية الأسبوع الجاري.
وأفاد مصدر أمني بتجدد الصدامات في ساحة الخلاني وسط بغداد، وأكدت مصادر طبية إصابة 7 متظاهرين بحالات اختناق، إثر إطلاق القوى الأمنية لقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأفادت وسائل إعلام محلية، بأن متظاهرين أغلقوا مدخل ساحة التحرير في بغداد، من جهتي شارع الرشيد وأبو نواس.
ووصل الآلاف فيما وصفه المتظاهرون بـ«المليونية الطارئة» دون سابق إنذار إلى ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية، التي غصت بالشباب، للتأكيد على استمرارهم في الاعتصام.
وتعالت هتافات الطلاب مؤكدين أنهم «لن يخذلوا الثورة والشهداء»، وأنهم باقون في الساحة من دون تراجع.
وحمل المتظاهرون صور علاء الركابي الصيدلي المتدرب، الذي تحول إلى أحد أبرز وجوه الحركة الاحتجاجية مع قيادته للتظاهرات في مدينة الناصرية جنوب بغداد، مهد الاحتجاجات في جنوب العراق.
وكان الركابي، الذي يتابعه عشرات الآلاف من العراقيين على «تويتر» وينشر باستمرار تسجيلات مصورة تحظى بمشاهدة واسعة، أطلق مؤخّرا استفتاء بين المتظاهرين في الجنوب وفي بغداد، لتحديد ما إذا كانوا يريدونه رئيساً للوزراء.
وقال في آخر تسجيلاته، يوم الخميس الماضي: «إنه سيقبل تولي المنصب في حال كان رأي الشعب ذلك». وأوضح: «لا طمع لي بمنصب رئيس الوزراء، ولا يمثل لي أي قيمة، ولا أنظر إليه على أنه منصب أو غنيمة بل على أنه مكان بمسؤولية عظيمة».
وفي التظاهرة في كربلاء، قال الطالب سيف الحسناوي: «إنّه شارك ليعلن عن تأييده لمرشح الشعب الدكتور علاء الركابي».
كما أكّد الطالب حسن القزويني أن لدى المتظاهرين «مجموعة مطالب، بينها رئيس وزراء مستقل وغير تابع لأي حزب هو الدكتور علاء الركابي».
وقبل الركابي، قدّم النائب الليبرالي فائق الشيخ علي، المعروف بانتقاده للفساد المستشري في مفاصل الدولة، ترشحه رسمياً إلى رئيس الجمهورية، لكنه لم يتلق أي جواب.
وأعلن رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي، أمس الأول، أنه سيطرح خلال أيام تشكيلته الحكومية المنتظرة، متعهداً أن تكون «مستقلة» ومن دون تدخل الأطراف السياسية، وهو ما طالب به الزعيم مقتدى الصدر.
وأمام علاوي، الذي سمّي رئيساً للوزراء بعد توافق صعب توصّلت إليه الكتل السياسية، حتى الثاني من مارس المقبل للتصويت عليها في البرلمان، بحسب الدستور، علماً بأن مجلس النواب لم يعلن بعد عن انعقاد جلسة استثنائية خلال العطلة النيابية التي تنتهي في منتصف الشهر المقبل.
وتتحدث مصادر سياسية عن صعوبة نيل حكومة علاوي الثقة في برلمان تعصف به الانقسامات.
وعقد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، أمس، لقاءً مع رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، اتّفقا فيه بحسب بيان على ضرورة أن تواصل الحكومة المقبلة «التعاون مع التحالف الدولي لمساعدة العراق لمواجهة خطر الإرهاب».
ويشير المسؤولان بذلك إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، علماً أن الفصائل المسلحة تطالب برحيل القوات الأميركية. وكان البرلمان صوت في وقت سابق على قرار ينص على ذلك، لكن الحكومة لم تعلن خطوات لتبنيه والمضي به.
ويأتي الإعلان عن قرب خروج التشكيلة الحكومية إلى العلن في وقت تتواصل التظاهرات المناهضة للسلطة الحاكمة في العراق، والتي تسبّبت بعيد انطلاقها في بداية أكتوبر الماضي في استقالة حكومة عادل عبدالمهدي.
ويرفض المتظاهرون تكليف علاوي، الوزير السابق، باعتبار أنه قريب من النخبة الحاكمة التي يتظاهرون ضدها ويطالبون برحيلها ضمن حركة احتجاجية غير مسبوقة تعرّضت للقمع وقتل فيها نحو 550 شخصاً.
وتعهّد علاوي خلال لقاء مع عشرات من ممثلي الاحتجاجات الشهر الحالي بمنح ناشطين وزارتين كحد أقصى في تشكيلة حكومته، وبأن يأخذ برأي المحتجين في خمس وزارات ضمن مجلس الوزراء المقبل.

هجوم صاروخي على قاعدة لـ«التحالف» ببغداد
أفاد متحدث باسم التحالف بقيادة الولايات المتحدة بأن صواريخ ضربت مقراً للتحالف في بغداد، في وقت مبكر من صباح أمس، لكنها لم تسفر عن وقوع إصابات في أحدث هجوم يستهدف منشآت أميركية في العراق. وألقت واشنطن على جماعات مسلحة مدعومة من إيران بمسؤولية هجمات متكررة بصواريخ وقصف مدفعي على قواعد تضم قوات أميركية في العراق والمنطقة المحيطة بالسفارة في بغداد. واستهدف هجوم الشهر الماضي مجمع السفارة الأميركية نفسه، كما أسفر هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية في الشمال في ديسمبر عن مقتل متعاقد مدني أميركي. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجومين.
وقال المتحدث باسم التحالف بقيادة الولايات المتحدة، في بيان على «تويتر»: «إن الهجوم نُفذ قبل فجر أمس، بصواريخ صغيرة، ولم يسفر عن وقوع إصابات»، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وقال بيان لخلية الإعلام الأمني نقلته وكالة الأنباء العراقية «سقوط أربعة صواريخ نوع كاتيوشا في العاصمة بغداد، ثلاثة منها داخل المنطقة الخضراء، فيما سقط الرابع في مقر الدعم اللوجستي للحشد الشعبي بجانب بناية كلية الشرطة في شارع فلسطين».
وأوضح البيان أن سقوط الصواريخ أدى إلى أضرار مادية «دون خسائر بشرية».

غلق جميع مخيمات النازحين العام الجاري
كشف وزير الهجرة والمهجرين العراقي نوفل بهاء موسى، أمس، عن تخصيص زهاء 370 مليون دولار، لإعادة الاستقرار والإسراع في عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية، مؤكداً أن العام الجاري سيشهد غلق جميع مخيمات النزوح في أنحاء العراق.
وأوضح موسى أن غالبية النازحين لم يتمكنوا من العودة إلى مناطقهم الأصلية بسبب عدم توفر خدمات الماء والكهرباء والمدارس والمستشفيات وتأخر إعادة ترميم وإعمار منازلهم.
وأشار وزير الهجرة والمهجرين إلى أن عام 2019 شهد عودة أكثر من 226 ألف أسرة إلى مناطقها الأصلية، وغلق 85 مخيماً بشكل طوعي من أصل 174 مخيماً.