دياكيه: الجزيرة يستطيع تكرار «الثنائية التاريخية»
أمين الدوبلي (أبوظبي) – أكد إبراهيما دياكيه قائد الفريق الأول لكرة القدم بنادي الجزيرة، أنه لا يجب التعجل في الحكم على فريقه من الآن، في مختلف المسابقات، لأن مستواه الحقيقي لم يظهر بعد، وأنه يطالب كل النقاد والمحللين بالصبر قليلا على الفريق الذي أثبت طوال السنوات العشر الأخيرة، أنه يمثل الرقم الصعب في الكرة الإماراتية، لأنه الأكثر استقراراً ومنافسة على الألقاب في تلك الفترة المهمة، التي شهدت تطوراً ملحوظاً في مستوى الكرة، وقوة المنافسات.
وقال دياكيه في حواره لـ “الاتحاد” إنه لا يشعر بالقلق من النقد الكثير الموجه له شخصياً، وفريقه، وأنه يتقبل النقد بصدر رحب، من منطلق أن الجميع ينتظر الكثير من الجزيرة على خلفية نوعية لاعبيه، والطموحات الكبيرة الملقاة على عاتقهم، إلا أنه في الوقت نفسه لا يجد مبرراً للهجوم بشكل دائم على الفريق، سواء حقق المكسب في المباريات أو تعادل أو خسر، وأنه تحدث مع زملائه اللاعبين، وطالبهم بالنظر إلى الأمام والتركيز فقط في الملعب، والاستفادة من النقد في مضاعفة الجهد والظهور بشكل أقوى، وأخذ كل هذه الانتقادات بنظرة إيجابية تدفع لتحسين الأداء.
وتطرق دياكيه إلى الكثير من الأمور والجوانب الخاصة بفريقه وطموحاته في المسابقات المختلفة هذا الموسم، وأسباب حالته الفنية غير المقنعة، وسر غضبه غير المعتاد أثناء المباريات السابقة، ورؤيته لمستقبله مع الكرة.
العضلة الضامة
في البداية أكد دياكيه أنه منذ الجولات الأخيرة في الموسم الماضي كان يشعر ببعض الآلام في العضلة الضامة، ووجد مع الجهازين الطبي والفني أن الخضوع لبرنامج علاجي مستمر، أفضل من أن يحصل على فترة راحة تبعده عن الملاعب، وتحتاج منه بعض الوقت، حتى يعود إلى “فورمة المباريات”، وأن الآلام في طريقها للزوال، لأنه في المرحلة الأخيرة من مراحل برنامجه العلاجي، والتي سوف تنتهي في وقت قريب للغاية، ويعود إلى حالته المعهودة، وقال إنه لا يشعر بالقلق على فريقه، لأنه تجاوز مرحلة صعبة بأقل الخسائر، وسوف يمضي بثقة إلى الأمام، معتمداً على جهود لاعبيه المتميزين، وجهازه الفني الراغب في تحقيق الإنجازات، ووضع الفريق في المكانة التي تليق به، سواء على المستويين المحلي أو الآسيوي.
وعن سر غضبه وصياحه في بعض المباريات على زملائه هذا الموسم، وهي الظاهرة غير المعتادة عليه، قال: “نعم حدث أن صحت على زملائي مرات معدودة نتيجة للضغط الكبير الذي تعرضنا له في بداية الموسم، فلا يمكن لأحد أن يتخيل حجم الضغط الذي وقع علينا بعد الخسارة المفاجئة في الدقائق الأخيرة من لقاء النصر، وكانت أمامنا بعدها بأربعة أيام مباراة من “العيار الثقيل” مع الأهلي الفائز على العين بطل الدوري بسداسية في القطارة، وعلينا أن نثبت للجميع أن الفريق مازال قوياً، ويستحق أن يكون “فارس الرهانات”، وبالفعل تحقق لنا ذلك، وفزنا على الأهلي على ملعبه، وعدنا للمسابقة بقوة، ورغم ذلك لم نسلم من النقد، وهنا ظهر التناقض الغريب في الكلام، وفي المباراة الأولى مع النصر التي كنا فيها الأفضل بكل المقاييس، والأكثر استحواذاً، وخسرناها في الثواني الأخيرة، تعرضنا للنقد لأننا خسرنا، وفي مباراة الأهلي التي لعبناها في ظروف لا تسمح لنا بالخسارة، وتحت ضغط كبير، وفزنا فيها بالتركيز على الجوانب الدفاعية مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، تعرضنا للنقد أيضاً، ونحن في الجزيرة معتادون على هذا الأمر لأن المنتظر منا دائماً كثير، وهناك سبب آخر لغضبي أحياناً هو المسؤولية لأني قائد للفريق ولابد أن أدفع اللاعبين، وأتحدث معهم”.
موسم مختلف
وقال دياكيه “إن الوضع في الموسم الحالي مختلف عما سبق، لأن 80 % من فرق الدوري في أفضل حالاتها، والفوارق الفنية أصبحت محدودة بينها، ولهذا لن تكون المنافسة سهلة، ولا توجد مباراة مضمونة في نتيجتها، بدليل ما حدث بين الوصل والظفرة منذ يومين، في كأس “اتصالات”، والذي يتناقض تماماً مع ما حدث بين الظفرة والعين في دوري المحترفين، وأيضاً العين والأهلي في الجولة الأولى، وبعدها الأهلي والجزيرة، ومباراة عجمان مع الجزيرة التي كان فيها “البرتقالي” منافساً عنيداً جداً، وكاد أن يحقق المفاجأة على ملعبنا، رغم أنه قبل 5 أيام خسر بملعبه أمام العين بأربعة أهداف، وتلك هي جماليات كرة القدم، وأنا أقول إن كل لاعب وفريق يواجه الجزيرة حالياً يقدم أفضل مستوى عنده، لأنه يدرك بأنه يلعب أمام فريق بطل، ويطمح في أن يقدم نفسه بأفضل صورة، وينعكس ذلك بالإيجاب على مستواه في المباراة”.
إرادة النصر
وعما إذا كان الجزيرة قادرا على تكرار إنجاز الموسم قبل الماضي، قال دياكيه: “الجزيرة يبقى الجزيرة، ولدينا الإمكانات لتحقيق ذلك، ونملك معظم اللاعبين الذين صنعوا إنجازات الموسم قبل الماضي، ولدينا الطموح والجهاز الفني الذي يملك إرادة النصر، ولابد أن نلعب كل مباراة في كل بطولة، بهدف الفوز وبتركيز كبير، من أجل النقاط الثلاث، وأن نسير خطوة بخطوة إلى الأمام، وأعد جماهير فريقي بأن الجزيرة سوف يحقق هذا الموسم لقبين على الأقل، رغم كل النقد الموجه إلينا، لأنني أثق في زملائي، وأقولها بكل صراحة إننا نلعب بعض المباريات من أجل النقاط الثلاث، وليس الأداء والمتعة والاستعراض وهذا مطلوب، لأن الدوري هذا الموسم “غير”، ومستوى كل الفرق تقدم كثيراً جداً.
تألق خصيف
وعن تألق علي خصيف، ومدى مساهمته في تحقيق الفوز للفريق الفترة الأخيرة قال: “خصيف يشعرنا كثيراً بالخجل من أنفسنا نتيجة تألقه اللافت، ويكفيه أنه في كل مباراة وفي كل جولة هو الأفضل بين كل الحراس، ونحن نثق به، ونعتبره كما كان عنصراً أساسياً من عناصر تفوق الجزيرة، ومن أكبر المساهمين في تحقيق كل إنجازاته، وأعتقد أن تألق علي خصيف لا يمكن التعامل معه بعيداً عن تألق خالد عيسى أيضاً الذي يعتبر واحداً من أفضل حراس الدولة في الوقت الراهن، والمنافسة بينهما دائماً تدفع كل منهم لإظهار أفضل مستوى عنده، ونحن محظوظون بهما وأيضاً بالحارس الواعد أحمد الشبيبي الذي أثبت أن معدنه رائع في مباراة كأس “اتصالات” الأخيرة أمام بني ياس”.
طموحات شخصية
وعن طموحاته الشخصية مع الجزيرة قال: “طموحاتي بلا حدود مع الجزيرة، وأقول إننا قادرون على تحقيق بطولتين على الأقل هذا الموسم، ونحن نريد لقب الدوري، ونريد الاحتفاظ بلقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة للعام الثالث على التوالي، ولدينا طموح ثالث هو الذهاب بعيداً في دوري أبطال آسيا، الذي لم نخسر فيه عملياً في الموسم الماضي، لأننا خرجنا بركلات الترجيح أمام الأهلي السعودي في دور الـ16، وكنا الفريق الوحيد الذي لم يخسر، وحققنا أول فوز لفريق إماراتي على فريق إيراني بملعبه ووسط جماهيره، ومع ذلك كنا نتعرض للنقد الموسم الماضي، ومعظم النقاد رسخوا قناعة لدى الجميع بأن الجزيرة ليس هو الجزيرة، وليس في أفضل حالاته، واعتبروا أن الموسم الماضي ليس على مستوى الطموح.
طريقة مختلفة
وعن سر اختلاف طريقة لعب الجزيرة هذا الموسم واعتماده على الطرفين بدلاً من العمق، كما تعودنا مع باري أشار دياكيه إلى أن لكل مدرب أسلوبه، ولا يمكن أن نتجاهل أن الجزيرة كان في حاجة لتغيير طريقته المعروف بها لأنه أصبح كتاباً مفتوحاً أمام الجميع، ولكن بما لا يؤثر على مستواه، ويجب أن نصبر على الجهاز الفني، وأن نترك له الفرصة لأننا مازلنا في البداية، وللعلم فنحن لسنا سيئين، لأننا لم نخسر بالأربعة أو بالستة، ولو حدث ذلك معنا، لذبحتنا مختلف وسائل الإعلام.
منافسة ثلاثية
أما عن ترشيحاته للفرق القادرة على الفوز بلقب الدوري هذا الموسم فقد أكد دياكيه أن الوقت مازال مبكراً على التوقعات، إلا أنه أكد في الوقت نفسه أنه من خلال المعطيات الأولية للجولات الثلاث الأولى يمكنه القول إن الأهلي والعين سيكونان منافسين قويين لـ “الفورمولا” في الدوري، وأن الوصل والوحدة يبقيان في دائرة الاهتمام لأن كلا منهما يملك القدرات على قلب الطاولة، وقال: “من أجل ذلك أقول لزملائي إننا كنا مطالبين بأن نلعب كل مباراة بتركيز 100 % في المواسم السابقة، أما هذا الموسم فلابد أن نلعب المباريات بتركيز 150 %، ولا يجب أن نفرط في أي نقطة بسهولة.
وعن رأيه في المهاجم الجديد فيرناندينهو فقد أكد أنه لاعب من العيار الثقيل ويملك سرعة ومهارة وقوة ولكنه بحاجة لبعض الوقت حتى يتكيف مع الأجواء الجديدة، وسوف ينفجر قريباً لأن لديه ما يعطيه، أما بخصوص هيونج مين شين فقد أكد أنه مكسب كبير للفريق ويقوم بأدوار مهمة لا يراها أحد.
حان وقت التضحيات
أبوظبي (الاتحاد) – أكد إبراهيما دياكيه في تعليقه على تغيير مركزه هذا الموسم، وتراجعه للخلف قليلاً للقيام بأدوار دفاعية، وفقاً لخطة الفريق الجديدة أنه سعيد بأي دور يوكل له للقيام به، وبوصفه قائد الفريق، عليه أن يقبل أي مهمة من المدرب، لأنه حان وقت التضحيات.
وقال دياكيه: “كنت معتاداً على اللعب خلف المهاجمين، ولكن في الطريقة الجديدة، يقوم دلجادو بالدور نفسه بشكل جيد، والفريق لابد أن تكون الأدوار فيه تكاملية، والأمر يختلف من مباراة إلى أخرى، ولو طلب مني القيام بأي دور من أجل الفريق فلن أتأخر في ذلك، من أجل مصلحة الجزيرة، ومن حسن الحظ أن لدينا خيارات كثيرة في اللاعبين المتميزين”.
وأضاف: أن بقاء الحال من المحال، ويمكن أن تتغير المهمة لأي ظروف، وأنا أرحب بأي دور أقوم به، وأقول لكل زملائي إن هذا هو أقل شيء يمكن أن نقدمه لإدارة النادي العليا، وإلى الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس الإدارة.
2005 نقطة التحول في مسيرة النادي
أبوظبي (الاتحاد) – يقول دياكيه إن الفارق بين الجزيرة اليوم والجزيرة عندما جاء إليه قبل 9 سنوات كبير جداً، وأن هذا النادي قادر خلال 3 سنوات أن يكون رقماً صعباً في آسيا وبطلاً مزعجاً للآخرين إذا استمر بالدرجة نفسها من التطور، مشيراً إلى أن الجزيرة كان ينافس على استحياء حتى 2005، ثم انطلق بعد ذلك حتى أصبح خطيراً على الآخرين بعد هذا التاريخ، إلى أن قام بدور البطل اعتباراً من 2007 في أندية التعاون، وبعدها حافظ على نفسه بلقب كأس اتصالات في العام التالي، وثنائية الدوري والكأس في الموسم قبل الماضي، ثم احتفظ بالكأس الموسم الماضي.
وأكد دياكيه أن العنوان الأبرز لفترة وجوده في الجزيرة يمكن أن يكون مرحلة البطولة، لأن “الفورمولا” أصبح رقماً صعباً في كل المنافسات.
«مثلث الرعب» في البارسا يصنع تاريخاً جديداً للكرة
أبوظبي (الاتحاد) – أكد دياكيه أنه من عشاق فريق برشلونة الإسباني، وأنه يحرص على متابعة كل مبارياته، وأن الثلاثي ميسي، وتشافي، وإنييستا من كوكب آخر، قدموا الجديد في كرة القدم، وجعلوها متعة في التمرير والتسديد والمراوغة، ومتعة في التحكم والتسجيل، وأوضح أن كرة القدم مع هذا المثلث الخطير تكتب تاريخاً جديداً، وأنه ليس لديه لاعب مفضل منهم الثلاثة، لأن مصدر قوة برشلونة في هذا الثلاثي، ولا يقل أحدهما عن الآخر، أن كريستيانو رونالدو لاعب الريال رائع ولكن ليس معه إنييستا وتشافي كي يضعوه دائماً في بؤرة الاهتمام.
الفريق لم يقصر في «السوبر»
5 ألقاب مع «الفورمولا» لا تكفي الطموحات
أبوظبي (الاتحاد) – تطرق دياكيه إلى مستقبله بعد كرة القدم، حيث قال: “لن أتجاوز التفكير في الموسم الحالي، ولن أتحدث عن أمور مستقبلية أخرى بعيداً عن أولويات فريقي أمام التحديات الهائلة التي سوف تواجهنا العام الجاري، فكل تفكيري ينصب على إضافة ألقاب أحرى للنادي هذا الموسم، خصوصاً بعد أن بلغت سن الثلاثين في الوقت الراهن، ومع ذلك فأنا أعتبر نفسي محظوظاً جداً مع الجزيرة لأن الكثير من النجوم جاءوا إلى النادي، وخرجوا منه دون ألقاب، وعلى رأسهم جورج ويا، وأسماء أخرى كبيرة، أما أنا فإن رصيدي يضم 5 ألقاب مع الجزيرة، ولدي إصرار وعزيمة كبيرة على مضاعفتها.
وعندما سألنا دياكيه عما إذا كانت خسارة السوبر قد أثرت سلباً على الفريق في بداية الموسم الحالي، قال “قدمنا مباراة قوية أمام العين، وكنا نهاجم والعين كذلك، وكانت مباراة على مستوى راقٍ، وخسرنا بركلات الترجيح، وهذا أمر طبيعي في كرة القدم، و”الترجيحية” كما يعلم الجميع تعتمد على توفيق الحراس، واللاعبين أحياناً أخرى، وظروف كل لاعب النفسية والبدنية والعقلية أثناء التسديد، وليس لها كبير، وميسي أهدر ركلة جزاء، وبلاتني أيضاً، وباجيو ورونالدو والقائمة طويلة جداً، ورغم أننا خسرنا السوبر إلا أنني راضٍ عن الأداء، ولو تخلى عنا التوفيق هذه المرة سوف يحالفنا في مرات قادمة، ولكن بالتأكيد لو فزنا في السوبر لانعكس علينا بالإيجاب في المرحلة التالية، ومع ذلك فأنا عند رأيي بأننا لم نقصر في شيء.