ضمن برنامج اليوم الأول لأسبوع دبي للموضة الذي انطلق مؤخراً، كان الجمهور على موعد مع عدد من المصممين الصاعدين، بعضهم قدم تشكيلات لافتة تحمل رؤية وتبشر بموهبة واعدة مستقبلاً، فيما شارك البعض الآخر مدفوعاً فقط بالحماسة والأمل بالظهور والنجاح، افتتحت المصممتان سكينة محسن وميمسين العروض، ليلحق بهما المصمم الشاب خالد سويد عبر خطه الجديد للأزياء “زوري كوتور”، ثم عرض المصممة ميريلا ستيليا، والمصممة كارتاس، مع عروض أخرى جيدة لكل من المصممة الهندية إيكتا سينج، والأسترالية إيستون بيرسون. في هذا الموسم، كان أسبوع الموضة في دبي على موعد مع المفاجآت الطيبة، حيث انطلقت فعالياته بخطوات تصحيحية منتظرة، وتحت إشراف إرادة جديدة وفكر واعد بإدارة الأسترالي سايمون لوك، وبرعاية هيئة دبي للثقافة والفنون، على منصة قاعة “أرينا” في مركز دبي للمعارض، حيث توافد جمع غفير من الحضور والإعلاميين وكل المهتمين بصناعة الموضة والأزياء في الإمارات. فتاة يونانية في البداية، قدمت المصممة الهندية سكينة محسن مجموعة متنوعة من القطع والموديلات، جامعة ما بين طراز الفساتين والجلابيات الشرقية، وبخامات وبأقمشة هفهافة من الحرائر والشيفونات، ومسطرة متعددة من الظلال والألوان الزاهية، تحمل خطوطاً هادئة وأنثوية، فيما اختلفت تصاميم الفساتين ما بين تلك التي جاءت بأسلوب كلاسيكي تقليدي، وبين تلك المفتوحة وعارية الأكتاف مع بعض من الشك اليدوي بالخرز والكريستال هنا وهناك. أما دار أزياء “ميمسين”، فشاركت بمجموعتها الخاصة بها، وبعدد من العباءات والجلابيات، تراوح فيها المستوى ما بين الجيد المقبول وبين الضعيف والعادي. وقدم المصمم السعودي خالد سويد مجموعة مميزة لخط أزياء الملابس الجاهزة، مطلقاً إياها هذه المرة تحت مسمى جديد هو “زوري كوتور” ليبدأ من خلالها طرازاً جديداً ومختلفاً عن ماركته التجارية التي اشتهر بها سابقاً باسم “استديو خالد”، مستوحياً استشراقاتها من روح ومظهر فتاة يونانية جميلة التقاها تدعى زوري، ألهمته فورة من الأفكار والابتكارات التي اتسمت بالأنوثة، والفرح والحيوية، لينفذها بأقمشة وخامات ناعمة وهفهافة من الشيفون الخفيف، والحرير الطبيعي، مع الشانتونج الهندي، وبألوان جذابة ورائعة حصرها ضمن حلقة مغلقة اقتصرت فقط على الأبيض الكريم، والأزرق الفيروزي، والبنفسجي الليلكي، والأزرق الكحلي، معتمداً فيها على مفهوم العين المستديرة التي تقي من الحسد والمتجذرة في الثقافة الشرقية القديمة، لينفذها وبعدة تصورات وأشكال أنيقة، ناعمة، وجذابة، وبقصات تتسم بالبساطة والانسيابية، وكان للفستان القصير فيها دور البطولة، مع شك يدوي متقن بالأحجار والخرزات، ومطرزات نافرة بخيوط البريسم الحريرية. باقة صيفية اختارت المصممة ميريلا ستيليا، أن تستعرض باقة ربيعية صيفية مشرقة ومذهبة بشكل عام، لتظهر خلالها موديلات وتصاميم اتسمت بالبساطة والخفة، برز من ضمنها وبشكل جلي طراز ما يسمى الـ “جمب سوت” أو “الأوفرهول”، حيث البنطلونات الفضفاضة، مع قطع أخرى أكثر تكلف فصلت بخامات الجرسيه المطاط والموسلين الشفاف، وبتدرجات لونية ساطعة ومعدنية من الذهبي والنحاسي والبرتقالي، مع أخرى أكثر اتزانا من البيج اللؤلؤي، والبيج العاجي، والبني الشوكولاته، ليتلوها بعد ذلك عرض المصممة كاراتس، والتي خرجت بمجموعة من الفساتين المسائية الناعمة مع بعض القمصان والبنطلونات وشيء من الجوبات المكشكشة، التي تميزت بمساحات لونية هادئة وأنيقة، غلب عليها طراز “الدرابيه” و”البلسية” وزينة الدانتيلات، مولفة بين السادة والمطبوع، مع مطرزات بارزة توزعت على الأطراف. وجاء عرض تشكيلة المصممة الهندية إيكتا سينج قبل النهاية، لتهدي الحضور مجموعة من الملابس المسائية الجميلة، تلك التي تناسب أجواء المناسبات، فضلت لها أنواعا مختلفة من خامة الحرائر والشيفونات الرقيقة والمترفة، مضيفة عليها الكثير من الشغل اليدوي البراق، مع التطريزات التقليدية اللامعة المستوحاة من فنون التراث الهندوستاني، مظهرة نماذج من قطعا منوعة من الفساتين المعاصرة الطراز. واختتمت عروض اليوم الأول بتوقيع المصممة الأسترالية إيستون بيرسون، التي قدمت من بلدها لتشارك في أسبوع دبي للموضة، مستعرضة تشكيلة من الموديلات والقطع، التي كشفت ثقافتها الفنية الراقية وخطها المتميز الأنيق، لترسمه بشطحات ملونة نابضة بالحياة فتترجم من خلاله شغفها بالطبيعة والألوان، مقدمة أنماطا متعددة من التصاميم التي احتوت على القمصان والبنطلونات المستقيمة، مع السترات والمعاطف الخفيفة، وطراز ناعم للقفطان الحريري، مع بعض الجوبات الجميلة، والفساتين الصيفية المنعشة، ونقوش وزخارف أثينية مستمدة من تراث السكان الأصليين لقارة أستراليا.