هجمات محتملة للبرامج الخبيثة على «ماكنتوش»
قبل عامين، لم تكن هناك برامج مضادة للفيروسات مخصصة لأجهزة كمبيوتر «آبل ماكنتوش»، لأنه ببساطة لم تكن هناك فيروسات تهاجم هذا الجهاز الحصين! وكانت الحقيقة التي تدعو إلى السخرية هي أن وظيفة برامج الفيروسات الموضوعة على أجهزة «الماكنتوش» كانت لاصطياد فيروسات البرامج الخبيثة المصممة لأجهزة الـ«بي سي» لمنع انتشارها، في حالة تبادل الملفات على سبيل المثال.
بالبحث عن برامج مضادة للفيروسات لأجهزة ماكنتوش مؤخراً، تبين أن أكثر من شركة عالمية طرحت في هدوء نسخاً مخصصة لأجهزة الماك. وربما يكون التهديد الذي تواجهه أجهزة «آبل» حالياً أقل من المخاطر التي تحدق بأجهزة الـ«بي سي»، لكن هذا لا يعني أن الهجوم على الـ»ماك».. قد بدأ.
وطُرحت في الآونة الأخيرة كثير من التساؤلات حول حقيقة وجدية الهجمات المحتملة ضد مستخدمي أجهزة «آبل ماكنتوش»، المعروفة بصلابة أنظمتها. وكان من بين هذه الأسئلة: هل النمو المتسارع والشعبية المتزايدة لمنتجات ماكنتوش هما سبب استهداف مصممي البرمجيات الخبيثة لها أم أن هواجس التعرض لهجمات اختراق هي مجرد تخوفات؟
تخوفات مشروعة
من الناحية النظرية، تندرج هذه الأسئلة تحت باب التخوفات المشروعة. ولكن عملياً، يبدو أن الأمر حقيقةً لا غُبار عليها. فبعدما كانت نسبة شكاوى مستخدمي أجهزة «ماكنتوش» من تعرضهم لهجمات برمجيات خبيثة لا تتجاوز 0,2% طوال الأعوام الماضية، ارتفعت نسبة الإبلاغ عن هذه الهجمات في بعض مراكز «آبل» المعتمدة إلى 6% ! أي بواقع زيادة قدرها 580%.
وعلى الرغم من ضآلة نسبة المستخدمين الذين تعرضوا للهجمات مقارنة بأجهزة الـ»بي سي»، لكن هذا في عالم الكمبيوتر والإنترنت يعني أن هذه الخدع مجرد مقدمة لشن سلسلة هجمات مخططة، لتبدأ «اللعبة القذرة» مع أجهزة حسنة السمعة. ويخشى مستخدمو «ماكنتوش» يوماً يستيقظون فيه على «تسونامي» انتشار أول فيروس مدمر لأجهزة «آبل».
وعلى الرغم من أن موقع «أرس تكنيكا» أصدر تقريراً في شهر مايو ذكر فيه أن الصورة ما زالت مشوشة وغير واضحة حول جدية وحقيقة هذه التهديدات المحتملة ضد أنظمة «ماكنتوش»، إلا أن هناك عدداً من المستخدمين يتداولون على مدوناتهم بعض القصص المتفرقة والمريبة التي وقعت لأجهزتهم مؤخراً. كما ازدادت الشكاوى التي تصل إلى مديري مراكز بيع أجهزة «ماك» المعتمدة في أكثر من مكان.
هجمات برامج خبيثة
وقال أحد مسؤولي هذه المراكز لموقع «آرس تكنيكا» «إنه خلال الأشهر الستة الماضية أبلغني عميل واحد فقط بوجود سيناريو محتملة لتعرضه لهجمات برامج خبيثة. وعندما سألت مديري مراكز آخرين عما إذا كانت هذه الحالات نادرة فعلا.. أخبرني بابلو توليدو، اختصاصي معتمد لدى «آبل»، ويدير مركز مساعدات فنية في تشيلي، أن شخصاً واحداً أو شخصين من كل 750 إلى 1,000 شخص يبلغون عن هجمات محتملة». وأضاف المسؤول أن «مستخدمي أجهزة ماكنتوش يميلون إلى الحذر والحصول على المعلومات الكافية لحمايتهم من أي هجمات إلكترونية أو اختراقات أو عمليات استهداف مشبوهة، ولذلك فإن الضحايا الذين يقعون في أفخاخ البرمجيات الخبيثة ما زالوا قليلين جداً حتى الآن». وذكر موقع «آرس تكنيكا» أنه اتصل بعاملين آخرين في مخازن شركة «آبل»، وتبين لهم بوضوح أن الأمور لا تسير كما ينبغي، بل تتجه نحو الأسوأ. كما اتصل الموقع بمخازن افتراضية أخرى يُطلق عليها «جينيوس»، تبيع 2000 جهاز «ماكنتوش» كل أسبوع، فقال آندي مدير المخزن «لقد لاحظت شخصياً زيادة في عدد البرمجيات الخبيثة التي تم الإبلاغ عنها». وفي السابق، لم تكن تتعدى نسبة تعرض أجهزة «ماكنتوش» التي نبيعها بمخزن «جينيوس» لهذه البرمجيات 0,2% وكان أغلبها من نوع «حصان طروادة». أما الآن، فقد تغيرت الأمور وساءت بشكل ملحوظ. حيث يبلغنا ما يقرب من 5,8% من زبائننا الجدد عن تضرر أجهزتهم بسبب برمجيات خبيثة».
تدابير وقائية
وبعدما أعلنت شركة «سيمانتك» المتخصصة في الأمن الإلكتروني للمعلومات عن تعرض 286 مليون جهاز «بي سي» العام الماضي لهجمات خبيثة، يرى عدد من المتخصصين أن الوقت قد جاء لاتخاذ حزمة تدابير وقائية لمنع تفاقم وضع أجهزة «ماكنتوش»، التي كانت بالأمس القريب حصناً حصيناً ضد كل أنواع البرمجيات الخبيثة والفيروسات.
ويذكر أن شركة «كاسبر سكاي» كانت أعلنت في مارس الماضي عن استعدادها لأي هجوم على نظام التشغيل «OSx» لشركة «آبل». وأنها استحدثت نسخة من برنامجها المضاد للفيروسات والبرمجيات الخبيثة لأجهزة الـ»ماك». واستبعدت الشركة وجود نية لإطلاق برنامج الحماية وقتها، وقالت إنها فقط تتخذ أهبة الاستعداد لأي هجوم أمني محتمل على مستخدمي «الماك»، لكنها طرحت هذه النسخة مؤخراً، ولم تكن وحدها.. إذ انضمت إليها «سيمانتكس» وأخريات.
حصانة لن تدوم طويلاً
ترى بعض الشركات أن مستخدمي «آبل» يشعرون أحيانا بأنهم في معزل عن الهجمات التي يعانيها مستخدمو نظام «ويندوز» يومياً. ولكن مع تزايد حصة شركة «آبل» في السوق، يرى كثير من المحللين الأمنيين والشركات أن الحصانة الأمنية التي تمتعت بها «آبل» لفترة ما لن تدوم طويلا، خاصة مع وجود شعور متزايد لدى البعض أن هناك مؤمرات أمنية تحاك ضد «ماكنتوش».
المصدر: أبوظبي