4 قتلى في درعا وحمص واعتقالات واسعة في ريف دمشق
وسعت القوات السورية حملاتها الامنية امس حيث قتل 3 مدنيين واصيب العشرات بجروح خلال اطلاق نار كثيف في ريف درعا (جنوب سوريا)، بينما قتل مدني واعتقل العشرات في حمص (وسط) وريفها، وايضا في قرى ريف دمشق التي ترددت انباء انها شهدت اشتباكات عنيفة مع جنود "منشقين". في وقت اكد ناشطون حقوقيون ارتفاع حصيلة قتلى الاثنين الى 34 مدنيا و11 عسكريا.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن "ان قوات الامن اطلقت نيران الرشاشات الثقيلة بكثافة امس في مدينة الحراك (ريف درعا) مما اسفر عن مقتل 3 مدنيين وسقوط عشرات الجرحى"، كما اشار الى اعتقال 25 شخصا في حملة مداهمات.
واوضحت لجان التنسيق المحلية "ان الجيش اطلق الرصاص بشكل كثيف على تظاهرة خرجت في الحراك تنديدا باختطاف الشبيحة (الميليشيا الموالية للنظام) للشيخ وجيه قداح من منزله"، وقالت "ان الدبابات اطلقت النار على المنازل وهي تجول في شوارع البلدة التي شهدت انقطاعا كاملا للتيار الكهربائي".
وكثفت قوات الامن المداهمات التي تقوم بها لا سيما في حمص وريفها. وأضاف المرصد أنه في “حمص قتل مدني في قرية النزارية قرب مدينة القصير اثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن”. بينما ذكر ناشطون لـ”رويترز” إن ضابطا بالمخابرات اغتيل في محافظة إدلب.
وذكر المرصد "ان ناقلات الجند المدرعة تجوب شوارع مدينة القصير (ريف حمص) وتطلق الرصاص على اي شي يتحرك وخصوصا ركاب الدراجات النارية ما ادى الى سقوط خمسة جرحى".
واشار المرصد الى ان الاتصالات الارضية والخليوية والكهرباء قطعت ظهرا عن القصير. وذكر ان قوات عسكرية وامنية كبيرة اقتحمت ايضا قرى عرجون وجوسية والبراك والتل المجاورة للقصير وسط اطلاق رصاص كثيف وتمشيط بحثا عن مسلحين يعتقد انهم منشقون، مشيرا الى اصابة 9 اشخاص بجروح واعتقال اكثر من 40 شخصا".
وأشارت لجان التنسيق المحلية الى انتشار امني واسع في القصير مترافقا مع اطلاق نار كثيف من حاجز الصوامع وحاجز المسلخ، واوضحت "ان قوات الأمن والشبيحة قامت بوضع حواجز في انحاء المنطقة لمنع تجول الأهالي ومصادرة واحراق الدراجات النارية وسط حملة تخريبية لجميع المرافق والمحلات في المنطقة".
واضافت "انه تم قطع جميع وسائل الاتصالات للقرى الغربية التابعة للقصير ومنها البرهانية وهيت وسفرجة التي شهدت حملة مداهمات". كما افادت ان قرية ابل في ريف حمص محاصرة بالكامل حيث يسمع دوي اطلاق نار كثيف يترافق مع حملة مداهمات واسعة واعتقالات عشوائية".
وافاد ناشط من مدينة القصير (ريف حمص) "ان القوات تحاصر القرى التابعة للمدينة حيث كان اعلن نحو 40 جنديا انشقاقهم عن الجيش وهربوا نحو البساتين باتجاه الحدود اللبنانية". واضاف "ان ثورتنا سلمية وستبقى سلمية حتى اسقاط النظام ولا علاقة لنا بانشقاق الجنود عن الجيش الذين اعربوا في خطوتهم عن تضامنهم مع المتظاهرين".
وقال مصدر في قوى الأمن الداخلي اللبناني في منطقة البقاع (شرق لبنان) إن سوريين هما أحمد أبو جبل وعامر أبو جبل قتلا عندما أطلقت قوة سورية النار فجراً على عدد من الأشخاص قرب مزرعة الدورة في منطقة متداخلة حدودياً بين أقصى شمال شرق الأراضي اللبنانية والأراضي السورية المجاورة لبلدة القصير. وأضاف “أن القوة أوقفت ايضاً عدداً من الأشخاص السوريين”.
واضاف الناشط "لقد دعينا الى تظاهرة مسائية الاثنين في القصير شارك فيها اكثر من خمسة الاف شخص اكدنا فيها على سلمية الثورة حتى اسقاط النظام". ووصف مدينة حمص بانها "بركان ثائر"، لافتا الى ان التواجد الامني والعسكري الكثيف لم يثن اهالي الاحياء عن الخروج والتظاهر".
وشهد ريف دمشق ايضا حملة أمنية هي الأشرس من نوعها منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في مارس الماضي. وذكر المرصد السوري "ان الاتصالات الارضية والخليوية قطعت عن مدينة حرستا بالتزامن مع حملة مداهمات واعتقالات بدأتها قوات عسكرية في وسط وغرب المدينة".
واكد المرصد ان بلدات عدة في ريف دمشق تشهد حصارا كاملا من قوات عسكرية كبيرة وانتشارا كثيفا للامن داخلها مع انتشار القناصة على أسطح الأبنية والرشاشات الثقيلة على سيارات الجيش والأمن". واضاف "ان الأهالي والموظفين والطلاب منعوا من الخروج إلى أعمالهم ومدارسهم"، مشيرا الى عملية تمشيط كاملة للأراضي والبيوت واعتقالات عشوائية طالت عشرات الشبان من أهالي هذه المناطق بحثا عن مسلحين يعتقد انهم منشقون. بينما ترددت ابناء عن وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات الامن و"المنشقين".
وفي دير الزور (شرق)، قالت لجان التنسيق المحلية "ان عددا كبيرا من المصفحات والمدرعات كانت تتجه الى وسط المدينة. في حين اعلن المرصد ان الاجهزة الامنية اعتقلت صباحا الناشطين فاضل جبر وجعفر القاسم خلال مداهمة المنزل الذي كانا يتواريان داخله في دير الزور".
واشار الى ان رجال الامن اطلقوا الرصاص على الناشطين عندما حاولا الفرار مما ادى الى اصابة الناشط فاضل جبر بجروح"، لافتا الى ان مصيرهما ومكان اعتقالهما مجهولين". وعبر عن خشيته من ان يلقى "الناشط جبر مصير زميله زياد العبيدي الذي قتل السبت خلال ملاحقة الاجهزة الامنية له"، مطالبا بالافراج الفوري عنهما وعن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون والمعتقلات السورية.
من جهة ثانية، احصى المرصد وقوع 34 قتيلا من المدنيين و11 عسكريا خلال اعمال العنف الاثنين. وقال "ان ما لا يقل عن 27 شخصا بينهم مدنيون وعناصر في شرطة المرور قتلوا خلال العمليات الامنية والعسكرية في عدد من احياء حمص"، بينما قتل 6 مدنيين في ريف حماة وريف ادلب (شمال غرب).
أما رسميا فقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) “إن قوات الأمن اعتقلت أبرز رؤساء المجموعات الإرهابية في حي باب السباع وحي الخالدية في حمص وصادرت أسلحة منها قذائف صاروخية”.
المصدر: دمشق