ريم البريكي (أبوظبي)
سجل سوق الذهب في أبوظبي انتعاشاً في المبيعات بنحو 15% خلال الأسبوعين الماضيين، على الرغم من تزايد أسعار المعدن الأصفر وتصاعدها في النمو، وصولاً إلى معدلات عالية لم يشهدها السوق طوال العامين الماضيين، بحسب ما أكده تجار ومديرو مبيعات، مرجعين حالة الانتعاش تلك إلى توقعات في زيادة الأسعار لمستويات أعلى خلال الأيام المقبلة، هذا عدا عن تطورات الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة العربية، وتطورات أوضاع الحرب التجارية المستمرة بين أميركا والصين.
هذا ووصل سعر أونصة الذهب خلال أمس إلى نحو 1575 دولاراً، وسجل الذهب من عيار 24 جراماً نحو 189 درهماً والذهب من عيار 22 جراماً نحو 170 درهماً، فيما سجل الذهب من عيار 21 جراماً نحو 163 درهماً، والذهب من عيار 18 جراماً نحو 139 درهماً، مقابل 183 درهماً للذهب من عيار 24، ونحو 168 درهماً للذهب من عيار 22 جراماً، ونحو 161 درهماً لجرام الذهب عيار 21، ونحو 138 درهماً لجرام الذهب من عيار 18.
الأحداث السياسية والاقتصادية
وتفصيلاً، قال حمد العوضي، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، مدير عام مجموعة العوضي للذهب والمجوهرات، إن الأحداث والأوضاع السياسية والاقتصادية لها التأثير المباشر على حركة سوق الذهب، وإقبال المتسوقين على عمليات الشراء، مشيراً إلى أن الذهب يعتبر الملاذ الآمن في العالم لكونه لا يفقد قيمته مقارنة ببقية السلع، بيد أن أسعار المعدن الأصفر ترتبط عادة بعدة عوامل تؤدي لارتفاعها أو انخفاضها، ومنها العرض والطلب، حلول المواسم مثل حفلات الزواج والتي تكثر خلال هذه الفترة من كل عام.
وبين العوضي أن الذهب طوال العام له زبائنه وباستمرار هناك طلب على الذهب، فهو الهدية خلال مواسم السفر والعطلات، وهو الخزينة في الأزمات وتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية، مضيفاً أن هناك توجهاً كبيراً من المتسوقين على شراء السبائك الذهبية عن السابق، ما أوجد فئة «جديدة» من المستهلكين في السوق.
وتوقع العوضي استمرار الزيادة في أسعار الذهب الأيام المقبلة مع حالة عدم الاستقرار السياسي على مستوى العالم، مبيناً أن السبب الأمني بات المؤثر الأبرز في توجهات الناس وليس فقط مؤشر العرض والطلب الذي كان يحرك الأسواق بمختلف القطاعات.
إقبال متزايد
وأرجع العوضي حالة الإقبال المتزايدة على شراء الذهب إلى التأثير المباشر الذي باتت تفرضه وسائل التواصل الاجتماعي وتناقل الإشاعات والأخبار المؤثرة على أداء السوق، مشيراً إلى أن عملية التأثير تلك مرتبطة بمدى نضج المستهلك وطريقة تعامله مع تلك الأخبار المتداولة، والسائد أن المستهلك في أسواق الدول النامية يكون أكثر تأثراً بالعوامل النفسية وبما يشاع من حوله.
من جهته، أوضح عبد الواحد أحمد المرزوقي، خبير اقتصادي، الرئيس التنفيذي لمجموعة مجوهرات المندوس، أن الذهب بات السلع الأكثر فائدة وأهمية في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن اعتبارها كسلعة كمالية لم يعد صحيحاً، فهي تشهد إقبالاً أكبر على الشراء، خاصة في ظل الأوضاع الجيوسياسية بالمنطقة، مؤكداً أن الأحداث غير المستقرة ينتج عنها زيادة كبيرة في أسعار المعدن البراق بنسبة 15%. وأشار المرزوقي إلى أن زيادة الأسعار الحالية للذهب والتي بلغت نسبتها نحو 6% فتحت شهية المستثمرين على عمليات شراء الذهب الخالص من السبائك، مبيناً أن حركة المبيعات شهدت نشاطاً أكبر خلال شهر ديسمبر وبداية العام الحالي مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة مع ازدياد عدد المناسبات، ومنها أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية ومواسم الأعراس، مسجلة زيادة مبيعات بنحو 15%.
سلعة آمنة وادخار
وأضاف المرزوقي، أن الذهب عزز مكانته بوصفه سلعة آمنة وادخاراً طويل المدى، مع ازدياد التوقعات باستمرار المعدن الأصفر بزيادة ارتفاع أسعاره، وكذلك وجود فائض من المال لدى المستثمرين يجعل الذهب الاستثمار المربح والأكثر جاذبية في المرحلة الحالية.
وبين المرزوقي أن توقع نزول الذهب كما كانت عليه الأسعار قبل سنتين أو ثلاث هو أمر غير متوقع، خاصة على المدى القريب أو المتوسط كأعلى تقدير، ناصحاً المستهلكين العاديين للاستثمار في هذا القطاع لكون السوق سيشهد بحسب توقعه زيادة أكبر من حيث الأسعار.
وأكد أحمد عنيزان، مدير علاقات وتطوير أعمال مجوهرات سالم الشعيبي «على غير المتوقع شهدت أسواق الذهب إقبالاً متزايداً من المتسوقين لشراء قطع الذهب من مختلفة التصاميم والأوزان»، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار الذي شهده السوق بشكل متدرج فتح شهية المتعاملين لشراء الذهب وفق توقعات وتحليلات بزيادة الأسعار لمستويات عالية جداً، تمكنهم فيما بعد من إعادة بيع المشغولات وبمعدل فائدة مرتفع.
وأشار عنيزان إلى أن الزيادة الحالية في معدلات أسعار الذهب هي الأعلى على مدار عامين من الآن، موضحاً أن سعر أونصة الذهب بلغ حاليا نحو 1590 دولاراً، وهناك توقعات وتخمينات بمزيد من الارتفاع مع نهاية الشهر الحالي، مؤكداً أن الفارق السعري بين الفترة من بداية ديسمبر واليوم بلغت 70 دولاراً.