سلوى خطاب: لسنا في سن التقاعد لكننا ننتظر تقديم الأفضل
انتقدت الفنانة سلوى خطاب منطق الشلة الذي يفرض نفسه في بعض الأعمال على حد قولها، لكنها رغم كل هذا متفائلة، وإيمانها قوي بأن الجمهور يحترم الفنان الجيد ويراقب أعماله بشغف. وتقول، لقد نال جيلي حظه من الشهرة والنجومية، ومن حسن حظنا أننا عملنا مع فنانين كبار أسهموا في النهوض بأدواتنا الفنية ولسنا في سن التقاعد، ولكننا ننتظر تقديم الأفضل دائما».
(القاهرة) - لم يسند المنتجون للفنانة سلوى خطاب بطولات نسائية، لكنها في الوقت ذاته لا تصنف ممثلة مساندة أو ثانوية، لأنها تمتلك من جودة الأداء، ما يجعلها حالة فنية مختلفة، لذلك تغيب عن الشاشة عندما لا تجد أعمالا جيدة، وتعود لو اعجبها مشهد واحد، وهو ما حدث خلال شهر رمضان الماضي، حين قدمت عملين في وقت واحد، هما “فيرتيجو” مع هند صبرى، و”البلطجي” مع آسر ياسين.
وعن غيابها المستمر قالت الفنانة سلوى خطاب، إنها تعرف تماما أن غياب الفنان قد يؤثر على وجوده، وقد يهدد نجوميته، لكن هناك عوامل كثيرة تجبر الفنان الحقيقي على الغياب، منها نوعية الأعمال التي تعرض عليه، وتعثر الإنتاج، وقالت سلوى خطاب إنها أحيانا تبقى بلا عمل لحين إيجاد دور جيد، لأن المنتجين يقدمون لها الأدوار ذاتها التي تنجح بها، الأمر الذي جعلها تبتعد عن السينما لفترة طويلة، وكذلك الدراما التلفزيونية، لافتة الى أن نفس الأمر تكرر بعد نجاح شخصيتها في “البلطجي”، حيث عرض عليها أحد منتجي السينما نفس الدور تقريبا في فيلم سينمائي، لكنها اعتذرت لأنها ترفض تقديم شخصية مرتين.
وأضافت أنها ليست ممن يجيدون تقديم الدور ذاته مرات عدة، ولكنها عندما توافق على شخصية وتتعايش معها بشكل كامل تنتهي منها بانتهاء التصوير، ولا تفكر في تكرارها حتى وإن كان هذا التكرار في مصلحتها، مشيرة الى أن تكرار الفنان لشخصية قدّمها من قبل له أضرار متعددة، فقد يعتبر إفلاسا في تقديم الجديد، أو استسهالاً للوجود في المنطقة نفسها التي نجح فيها.
طبيعة العمل
وأوضحت أن حبها للفن هو الذي دفعها لقبول تصوير العملين معاً نظرا للطبيعة المختلفة بينهما، إلا أن تصويرهما في الوقت ذاته أصابها بالإرهاق لاسيما وأن التصوير الخارجي شكل الجزء الأكبر من مشاهدها، وكان يتم في أشهر الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة.
وكشفت أنها تحمست لشخصية “إنصاف” التي قدمتها في مسلسل”البلطجي” لما فيها من دمج بين القوة والطيبة، حيث تستطيع أن تحصل على حقها، وفي الوقت ذاته هي سيدة طيبة وتعطف على الآخرين وتقوم بمساعدة غيرها، وهو ما يمثل شريحة ليست قليلة من النساء المصريات.
ولم تنكر إعجابها بتفاصيل الشخصية خصوصا أنها عندما قررت الارتباط بحمزه لم يكن ذلك على حساب أولادها وأن المعاملة الحسنة التي اتفقا عليها من البداية بالنسبة للأولاد كانت أحد أسباب نجاح حياتها، مشيرة الى أنها كأم لم تبن سعادتها في الحياة الشخصية على حساب أبنائها.
وأشارت الى أنها لم تشعر بالقلق من مشاركة آسر ياسين في أولى بطولاته المطلقة في الدراما التلفزيونية، لكونها تعتبر متابعة لأعماله منذ البداية، إضافة الى جودة السيناريو، موضحة أن فريق العمل ساهم في تحويل السيناريو الى واقع جذب المشاهد بقوة.
وعن مشاركتها بدور راقصة في مسلسل “فيرتيجو” قالت سلوى إنها أعجبت بالشخصية وتفاصيل حياتها، الأمر الذي جعلها توافق على خوض التجربة من دون تردد، وقدمت شخصية راقصة لها علاقات كثيرة بالسلطة خاصة وان العمل يناقش الفساد.
رؤية
وحول رؤيتها للبطولة المطلقة، قالت سلوى خطاب: كنت البطلة الأولى للعمل في العديد من الأفلام، وليس هذا شرطا وأي عمل فني هو عمل جماعي حتى لو كانت هناك أسماء أكبر وحجم أكبر للدور إنما في النهاية البطولة جماعية، لأنه لا يوجد من يستطيع أن يحمل الفيلم بمفرده مهما كان.
واضافت: لا يشغلني مصطلح البطولة المطلقة، ولا أفكر فيه من الأساس، فأنا بطلة منذ ولادتي، وأرى أن أي دور أقدمه بطولة حتى لو كان حجمه صغيرا، ويجب أن ينظر أي ممثل لدوره بهذا الشكل حتى يستطيع أن يعطيه الاهتمام والأهمية ومن هنا يأتي تفوقه.
وعن مقاييس النجومية من وجهة نظرها قالت: النجومية جهد سنوات وصبر واجتهاد، بالإضافة الى المعرفة والوعي والثقافة والإحساس بالمجتمع والناس، فالفنان يجب ألا يعيش في معزل عن مجتمعه، عليه أن يفكر ما الجديد الذي يستطيع أن يقدمه لجمهوره وكيف يطور نفسه ويزيد من قدراته من أجل تقديم أعلى أداء لجمهوره. فالنجومية مسؤولية كبيرة على عاتق الفنان تجاه مجتمعه وجمهوره.
وعن كيفية اختيارها لأدوارها قالت: أول ما يشغلني هو الإخراج ثم الورق. فهما أساس العمل وعناصر العمل الأخرى تابعة لهم فأركز كل تركيزي مع المخرج والعناية في اختيار السيناريوهات، وكلما امسكت في يدي ورقا جديدا ينتابني احساس بأنني لن أستطيع أن أمثله، فاسأل نفسي كيف أدخل للشخصية، كيف أتقمص الدو،ر خاصة أن الأدوار تكون بعيدة كل البعد عن حياتي وبيئتي وثقافتي.
واضافت: لا أهتم بالدور فقط، ولكنني اهتم أيضا بالعمل كله وان يكون جيدا، وان تكون عناصره مكتملة ومناسبة لي، وإذا توافر كل هذا ارى الشخصية التي اجسدها.
جودة النصوص
وبررت سلوى خطاب ابتعادها عن السينما بعدم وجود نص جيد يجذبها ورفضها أن تقوم بعرض نفسها على المنتجين والمؤلفين خصوصا في ظل وجود “الشللية” في السينما، وارتباط الفنانين بالمؤلفين والمخرجين في بعض أعمالهم بشكل كبير.
وأكدت أنها ظلت بعيدة عن السينما منذ شاركت في بطولة فيلم “الساحر” مع محمود عبدالعزيز لتعود بعد أكثر من 7 سنوات بالمشاركة بفيلم “أيام صعبة”، الأمر الذي يؤكد أنها لا تفكر بالبحث عن عمل جيد وإلا شاركت في أي عمل يعرض عليها.
وتساءلت سلوى خطاب: أين هي السينما الآن؟ وتجيب: أنا كفنانة اختار الدور المناسب، سواء كان في السينما أو الدراما، فالاعمال الجيدة التي تُعرض عليَّ تكون في الدراما، أما السينما فلم يجذبني سيناريو وكلها أعمال لا تليق بقيمتي الفنية، ومازال عندي أمل أن نرى أعمالا جيدة في الفترة القادمة، ولابد من التطوير في الأعمال التي تقدم، خاصة وان المشاهد المصري اصبح ذكيا ويدرك الامور اكثر.
إضاءة
أشارت سلوى خطاب إلى أن تاريخ الفنان الحقيقي يقاس بالأدوار الجيدة التي يقدمها وليس بمكان تقديمها، وهي لا تفكر سوى في خوض الأعمال التي تعجبها وليس جميع ما يُعرض عليها، مؤكدة أنها مؤهلة نفسيا، لأن تنتظر الدور الجيد سنوات لأنها ترفض أن تظهر من باب الحضور فحسب.