أبوظبي (الاتحاد)- أخصائي التخاطب والنطق، يعتبر أحد أهم عناصر الفريق الطبي المعالج لذوي الاحتياجات الخاصة، كونه قادراً على الارتقاء بالقدرات اللفظية والكلامية لأصحاب الحالات التي تعاني صعوبة في النطق أو التأخر اللغوي، ومن هذا المنطلق تم الحوار مع محمد وجدي أخصائي التخاطب والنطق، معرّفاً بالكثير من أوجه العلاقة بين أخصائي التخاطب من جهة، والأطفال الذين يتلقون العلاج على يديه. مرونة وصبر ويقول محمد وجدي، إن أهم الخصائص الواجب توفرها في الشخص كي يصبح أخصائي نطق وتخاطب ناجح تتمثل فيما يلي: يجب أن يتحلى أخصائي النطق بالأخلاق المهنية في معاملة ذوي الظروف الصحية الخاصة والتحلي بالصبر في التعامل معهم وأن يكون على ثقة من الخدمات التي يقدمها لهم وأن يكون واثقا من قابلية هؤلاء الأطفال للتحسن والتطور، وأن يكون على علم بأسباب التأخر اللغوي وأعراضه وأشكاله وبالفنيات المستخدمة في جلسات النطق مع الطفل وكيفية تقييم وتشخيص حالات التأخر اللغوي والفرق بين مشاكل اللغة ومشاكل النطق والكلام. يجب أيضا أن يتمتع بالقدرة على عمل روح طيبة بينه وبين هؤلاء الأطفال، وأن تكون لديه خلفية عن وسائل تعديل السلوك وبعض الأمراض التي قد تصاحب الطفل، أيضا التحلي بالمرونة أثناء الجلسة واستخدام أكثر من وسيلة لتوصيل المعلومة للطفل، كما يجب أن يدرب الأخصائي من قبل المتخصصين فترة ليست بقصيرة حتى يستطيع إدارة جلسة نطق ولغة مع الطفل أو مع المعاقين وذلك حتى يكون قادرا على وضع خطته بطريقة صحيحة، ومن أين سيبدأ العمل وماهي أهدافه المرجوة في العمل مع الطفل. ويجب على الأخصائي الناجح أيضاً أن يستطيع إعطاء الإرشادات الهامة لأولياء الأمور والأهل في كيفية التعامل مع طفلهم ومساعدته في تنمية اللغة وتحسين قدراته. التأخر اللغوي وعن أنواع التأخر اللغوي، وأسبابه أوضح وجدي أن مشاكل التخاطب تنقسم إلى مشاكل اللغة ومشاكل النطق والكلام، وكثيرا ما يقوم الآباء بالخلط ما بين هذه المشاكل، فمشاكل اللغة تشمل التأخر اللغوي من حيث عدم فهم اللغة وعدم استخدامها للتواصل مع الآخرين، أما مشاكل النطق فتتنوع لتشمل مشاكل التلعثم عند الأطفال أو البالغين وتشمل حالات الخنف أو اللدغة بأنواعها مثل إبدال بعض الحروف أو الأصوات عند نطق الكلام، أو تكون المشكلة في الصوت نفسه مثل وهن الصوت أو أحيانا تغير الصوت أو اختفائه تماما. وتتعدد أسباب التأخر اللغوي حيث تشمل، التأخر العقلي.. العوامل الوراثية أو الجينية والعيوب الخلقية.. الضعف السمعي.. اضطرابات النمو بأنواعها.. المشاكل السلوكية مثل فرط الحركة وتشتت الانتباه.. العوامل البيئية مثل الحرمان البيئي.. تدهور الحالة الصحية عند الطفل.. المشاكل الجسمية والحركية.. عدم اكتمال نمو الأسنان أو تشوهها، وغيرها من الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر اللغة. التعبير عن الذات وحول ما يفعله الطفل إذا شعر أن كلامه غير مفهوم أو أنه لا يستطيع التواصل مع الآخرين، ذكر وجدي أنه إذا لم يستطع الطفل أن يعبر عن نفسه بشكل جيد أو بشكل مفهوم للآخرين، قد يحاول أن يقوم بمسك يد الأب أو الأم وسحبهم إلى المكان أو الشيء الذي يريده.. مثلا يذهب بهم إلى الثلاجة حتى يشير لهم على الطعام، وقد يقوم بعض الأطفال بالصراخ أو البكاء أو حتى إيذاء نفسه أو الآخرين، فعلينا دائما محاولة التعرف على احتياجات الطفل ومساعدته في الوصول إليها، ولذلك عندما يجد الأب أن العمر اللغوي لطفله لا يتناسب مع عمره الزمني وأن طفله لا يستطيع التواصل معه باستخدام اللغة فيجب عليه التحرك سريعا للتعرف على سبب هذا الـتأخر والبدء في التعامل معه. وسائل التدخل وبالحديث عن وسائل التدخل التي يقوم بها أخصائي النطق مع الحالات، عددها وجدي في التالي: يقوم أخصائي النطق بعمل اختبار وتقييم اللغة للطفل وبالتالي تحديد أماكن القصور وتحديد إستراتيجيات التدخل ونقطة البداية، وأيضا وضع خطة مبدئية للعمل مع تحديد الأهداف قصيرة المدى وبعيدة المدى من خلال التدخل، ثم تهيئة المكان المناسب للجلسات وتوفير الأدوات اللازمة للعمل مع الحالة، وقد يجد أخصائي النطق الحاجة لتحويل الطفل إلى اختصاصي السمع لعمل تخطيط السمع، أو التحويل لطبيب الأنف والأذن والحنجرة، أو طبيب نفسي، أو أخصائي تعديل السلوك، وغيرهم من ذوي الاختصاص. إرشادات للأهل وبالنسبة لنصائحه لأولياء الأمور للتعامل مع أطفالهم أصحاب المشاكل في النطق والكلام، قال وجدي: اعط لابنك وقتا كافيا في اليوم للتواصل والتحدث معه ولا تتركه لفترات طويلة أمام التلفاز أو للخادمة، لأن في مراحل التأخر اللغوي يحتاج الطفل أن يسمع لغة واحدة وبالتأكيد هي لغة الأب والأم وليس لغة الخادمة، وحاول أن تتواصل مع ابنك باستمرار من خلال الكلام المنطوق ويكون ذلك بكلمات مفردة أو جمل بسيطة وأيضا استخدام بعض الإشارات المعبرة، وكرر ما يقوله طفلك حتى يشعر بالثقة بنفسه مع تصحيحك لأخطاء النطق لديه بصورة غير مباشرة، ولا تكثر من الطلب من الطفل أن يتكلم، ولكن قم أنت بتشجيعه وتحفيزه على الكلام، اسأله أسئلة بسيطة من خلال الحياة اليومية المعتادة واعطه فرصة للإجابة عليها وإذا لم يستطع الرد نقوم نحن بالرد على السؤال.. مثل أين ملابسك ؟ أين سيارة بابا ؟ ماذا سنأكل اليوم؟ ماهذا الذي يطير في السماء .... وهكذا.. ووفر لطفلك الأدوات المساعدة في تطور اللغة لديه، من مجسمات وصور وألعاب وبرامج الكمبيوتر الخاصة بتطوير الجانب اللغوي. وأخيرا تجنب أن تحرج طفلك أمام الآخرين أو تطلب منه الكلام أمام الناس وأنت تعرف أنه لا زال لا يستطيع ذلك. مراعاة لمشاعره وحول توجيهاته للناس العاديين للتعامل مع ذوي الحالات الخاصة، أكد وجدي على أن الطفل المعاق، حساس وله مشاعره الخاصة والتي يجب احترامها وعند التعامل مع هؤلاء الأطفال يجب التعامل معه بشكل لا يهين آدميته، فنجد بعض أولياء الأمور عندما يجدون طفلا معاقا، وهو يحاول التقرب أواللعب مع ابنهم الطبيعي في إحدى الحدائق يقوم ولي الأمر بسحب ابنه من المكان الذي يوجد به الطفل الآخر بدون مراعاة لمشاعره أو لمشاعر أهله الذين يراقبون طفلهم وهو يلهو ويلعب مثل الآخرين، فيجب محاولة التقرب إليهم ومساعدتهم وعدم محاولة استثارتهم بما يؤذي شعورهم، وأن نظهر التعاون مع آبائهم في الأماكن العامة، ما يدعم هؤلاء الآباء ويروا مدى تقبل المجتمع لأولادهم ما يزيد من ثقتهم بأطفالهم على الإندماج في المجتمع والتكيف معه. محمد وجدي في سطور ? حاصل على دورة التأهيل التخاطبي بكلية الطب جامعة عين شمس في الفترة من 2002-2006 ? بكالوريوس خدمة اجتماعية 2000 ? دبلوم عام في التربية 2001 ? دورة استخدام الأجهزة المساعدة للتواصل ? دورة كيفية التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ? دورة سيكولوجية التخاطب ? عضو الجمعية المصرية للتخاطب وعلاج الكلام بالقاهرة