دشن عدد من محبي الفنانة الراحلة سعاد نصر، بمناسبة ذكرى وفاتها الخامسة التي حلت خلال الأيام الماضية، صفحة لها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وعلى الرغم من عدم الاحتفاء اللائق بها، وبما قدمته عبر مشوارها الفني الذي امتد طوال 30 عاماً، إلا أن عرض عدد من أعمالها، وتحديداً التلفزيونية على الفضائيات الدرامية التي انتشرت مؤخراً، أعاد صورتها بقوة إلى أذهان محبيها. تعد الراحلة سعاد نصر واحدة من أهم فنانات الكوميديا في مصر خلال النصف الثاني من القرن الماضي، حيث تميزت بين زميلاتها بخفة الدم والتلقائية، واعتبرها كثيرون مزيجاً من روح ماري منيب وتلقائية زينات صدقي. تقليد الفنانين ولدت سعاد نصر في أحد شوارع حي شبرا الشهير في القاهرة عام 1953، وتميزت وسط أشقائها بالبديهة الحاضرة وإطلاق النكات، إضافة لتقليد الفنانين والفنانات، وكان لنشأتها في هذا الحي الشعبي أثر طيب لاحقاً في شهامتها ومروءتها التي تميزت بها وسط زملائها في الوسط الفني، وعلى الرغم من عشقها للفن منذ صغرها فإنها كانت تخشى إعلان هذا العشق، وعقب حصولها على الثانوية العامة، فاجأت أسرتها بالالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وعندما اكتشفوا أمرها، أوهمتهم بأنها التحقت بقسم النقد الفني وليس بقسم التمثيل. ولعبت المصادفة دوراً كبيراً معها حين التقت مع محمد صبحي الذي كان يعمل معيداً في المعهد وقتئذِ، حيث شعر بأنه أمام موهبة كبيرة تبحث فقط عمن يوجهها، فأخذ على عاتقه تدريبها وتوجيهها لتنشأ بينهما صداقة استمرت حتى رحيلها. «رحلة المليون» ولم تكن تدرك إمكاناتها كفنانة كوميدية، حيث كانت تستشعر التراجيديا بداخلها، خصوصاً وأنها قدمت دوراً تراجيدياً في مسرحية «ياسين وبهية» من إخراج كرم مطاوع على مسرح المعهد عام 1975، وطوال تسع سنوات تالية شاركت بأدوار تراجيدية صغيرة، ولكنها مؤثرة في عدد من الأفلام، ومنها «شقة في وسط البلد» مع محمود ياسين ونور الشريف، و»المتوحشة» مع سعاد حسني ومحمود عبدالعزيز، و»حمام الملاطيلي» مع شمس البارودي ومحمد العربي، و»الغيرة القاتلة» مع نور الشريف ونورا ويحيى الفخراني. وكانت نقطة البداية الحقيقية لها في عام 1984 حين شاركت في بطولة مسلسل «رحلة المليون» مع محمد صبحي وجميل راتب وسماح أنور وهالة صدقي واخراج أحمد بدرالدين، وحقق المسلسل نجاحاً لافتاً وكونت بعده ثنائياً رائعاً مع صبحي، أثمر الجزء الثاني من المسلسل نفسه «سنبل بعد المليون»، والأجزاء الخمسة من مسلسل «يوميات ونيس»، ولم يقتصر تعاونهما على التلفزيون ولكنه امتد إلى المسرح من خلال مسرحية «الهمجي»، وقدما في السينما فيلم «هنا القاهرة « من إخراج محمد عبدالعزيز. أجيال مختلفة وشاركت سعاد في بطولة نحو 30 فيلما تولى إخراجها كبار المخرجين من أجيال مختلفة، ولعب بطولتها عدد من كبار الفنانين كانوا يتفاءلون بتكرار ظهورها معهم ويعتبرونها بمثابة البسمة الجميلة في أعمالهم، ومنها «البداية» أمام احمد زكي ويسرا وصفية العمري وجميل راتب، و»بيت القاضي» مع نور الشريف ومعالي زايد وفاروق الفيشاوي، و»حدوتة مصرية» مع نور الشريف ويسرا وإخراج يوسف شاهين الذي استعان بها لاحقاً في فيلمي «المصير» مع نور الشريف ومحمود حميدة وليلى علوي، و»اسكندرية نيويورك» أمام محمود حميدة ويسرا واحمد يحيى ويسرا اللوزي، و»القط أصله أسد» مع محمود ياسين ومديحة كامل، و»عتبة الستات» مع نبيلة عبيد وصفية العمري، و»فارس المدينة» مع محمود حميدة وحسن حسني، و»أبو كرتونة» مع محمود عبدالعزيز وسماح انور، و»اشتباه» مع نجلاء فتحي وفاروق الفيشاوي، و»الضائعة» مع نادية الجندي وسعيد صالح. وفي موازاة هذه الأفلام قدمت عدداً من الأفلام الخفيفة، منها «الفول صديقي» مع سمير غانم ومديحة كامل، و»خليل بعد التعديل» مع محمود عبدالعزيز وليلى علوي، و»عليش دخل الجيش» مع يونس شلبي ونعيمة الصغير، و»مستر دولار» مع يونس شلبي وحسين الشربيني، و» مندور وعزيزة « مع صلاح عبدالله ونشوى مصطفى. لمسات كوميدية وحافظت سعاد نصر، في سنواتها الأخيرة، على وجودها السينمائي سواء مع نجوم الكوميديا الجدد أو مع الآخرين في أفلام «العاصفة» مع يسرا وهاني سلامة ومحمد نجاتي، و»جواز بقرار جمهورى» مع هاني رمزي وحنان ترك، و»صايع بحر» مع أحمد حلمي وياسمين عبدالعزيز، و»علي سبايسي» مع حكيم وسمية الخشاب، و»خريف آدم» مع هشام عبدالحميد وحسن حسني وسوسن بدر. وفي المقابل شاركت في بطولة عشرات المسلسلات التلفزيونية التي أضفت على أدوارها فيها لمساتها الكوميدية، ومنها «هند والدكتور نعمان» مع كمال الشناوي وسلوى خطاب، و»كابتن جودة»، و»تزوج وابتسم للحياة» مع سمير غانم، و»أبواب المدينة» مع عبدالمنعم إبراهيم وعبدالله محمود ودلال عبدالعزيز، و»بوابة الحلواني» مع عزت العلايلي وسمية الألفي وعلي الحجار، و»جحا المصري» مع يحيى الفخراني ومنى زكي، و»مشـوار امرأة» مع نادية الجندي، و»أحلام عادية» مع يسرا، و»الليل وآخره» مع يحيى الفخراني وهدى سلطان. أعمال مسرحية وكان للمسرح نصيب كبير من أعمالها بداية من «يس ولدي» مع فرقة تحية كاريوكا وإخراج كرم مطاوع، ومروراً بـ «عيلة خيش» مع محمود المليجي، و»البراشوت» مع سيد زيان ومحمد هنيدي، و»الشحاتين» مع سعيد صالح ومحمد منير وصابرين، و»تكسب يا خيشة» و»جوز ولوز» و»أنا وهي والكمبيوتر» مع أحمد بدير. وقد تزوجت سعاد مرتين الأولى عام 1975 من زميلها أحمد عبدالوارث الذي أنجبت منه ولديها «طارق» و»فيروز»، والثانية من مهندس بترول من خارج الوسط الفني ويدعى محمد عبدالمنعم الذي توفيت وهي على ذمته. غيبوبة ورحيل في نهاية ديسمبر عام 2005 خضعت لعملية شفط دهون في أحد مستشفيات القاهرة، ودخلت في غيبوبة بعد إعطائها جرعة مخدر زائدة، واستمرت في الغيبوبة لمدة عام كامل حتى توفيت في 6 يناير 2007 عن 53 عاماً.