تعتبر حبوب الأرز غذاء رئيساً في العديد من دول العالم، خاصة في قارة آسيا ومعظم الدول العربية، كونه غذاء صحياً ومثالياً وشهياً وغنياً بوصفاته وطرق تحضيره التي لا تدخل فقط في تحضير الوجبات الرئيسة، بل تتعداها للتسالي والمقرمشات والحلويات. أهمية النقع أكدت دراسة حديثة أن نقع الأرز ليوم كامل قبل طهيه، يساعد في تقليص أي خلل في الأعصاب أو الأوعية الدموية قد يكون ناجماً عن الإصابة بمرض السكري. وأوضحت الدراسة، التي أجراها باحثون من كلية جورجيا للطب، أن المكون الذي يساعد بذور الأرز على النمو، يستعيد نشاطه مجدداً عقب نقع الأرز الأسمر في الماء لفترة طويلة قبل الطهي، ما يساعد بشكل ملحوظ على الحد من اضطراب مستويات السكر في الدم. وتبين أن الأرز يحتوي على مكونات النمو التي تستعيد نشاطها بعد نقعها لفترة أربع وعشرين ساعة في الماء، وتساعد على إعادة عملية التمثيل الغذائي في الجسم إلى طبيعتها، وفسر كبير فريق الباحثين الدكتور سيجو يوسوكي نتائج الدراسة بقوله إن “ارتفاع مستويات السكر في الدم يحدث تغيرات في نظام التمثيل الغذائي في الجسم، إلا أن تنشيط عنصر النمو في الأرز يسهم في زيادة الأنزيمات التي تنخفض في الجسم إثر الإصابة بمرض السكري”. كما أكدت دراسة أخرى أن الأرز غني بالألياف التي تساعد الجهاز الهضمي على أداء وظائفه بكفاءة عالية، كما أنه يعد مصدراً جيداً للطاقة نتيجة النشاء الموجود في الجزء الأبيض للحبوب، وهذا النشاء عبارة عن سكر بطيء الامتصاص، يقوم الجسم بهضمه شيئاً فشيئاً، الأمر الذي يمنح النشاط للجسم لفترة طويلة، وأوضحت الدراسة، التي نشرتها مجلة “توب ساتيه”، أن كل أنواع الأرز، سواء غير منزوعة القشرة، أو تلك المنزوعة بنسبة 50% أو المجففة، غنية بالفيتامينات وأهمها (ب 6) الذي يلعب دوراً مهماً في تحسين الجهاز المناعي، و(ب 5) و(حامض البنتوتنيك) الذين يسمحان باستهلاك الطاقة الموجودة في الأطعمة التي نتناولها، إضافة إلى فيتامين (ب 3) الذي يساعد على انسجام عملية النمو. مضادات الأكسدة هناك أنواع كثيرة من الأرز مثل، الأرز الأبيض العادي والبسمتي، والأرز طويل الحبة، والأرز البني أو الأرز الأسمر، وهو أهم أنواع الأرز فائدة لجسم الإنسان لما يحتويه على كمية كبيرة من الألياف والكربوهيدرات المركبة وفيتامينات (ب) الأساسية، حيث أظهرت دراسة حديثة أن الأرُز الأسمر يسهم في تخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم من خلال تداخله مع بروتين مرتبط بهاتين الحالتين، وذكر موقع “هيلث داي نيوز” أن العلماء أظهروا في دراسة جديدة، أن الأرز الأسمر قد يكون أفضل من الأرز الأبيض فيما يتعلق بحماية الجسم من ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين، والوقاية من أمراض السكر والقلب. ويوصى أطباء بتناول الأرز في كل مراحل العمر، لأنه يزخر بالأملاح المعدنية، وأهم هذه المعادن (السيلينيوم) الذي يقاوم الشوارد الحرة، والفوسفور الذي يبني الكتلة العظمية ويجدد الأنسجة، والزنك الذي يساعد على التئام الجروح وعلى التمثيل الغذائي، مؤكدين أن مضادات الأكسدة موجودة أيضاً في هذه الحبوب الصغيرة، وهي تساعد الجسم على مقاومة الأمراض السرطانية والكولسترول الضار، ولكن هذه المضادات موجودة فقط في الأرز الكامل وفي نخالته. وفي دراسة أخرى توصلت مجموعة من الباحثين اليابانيين إلى احتواء نخالة الأرز على مركبات مضادة للسرطان. ويمكن تناول الأرز مع اللبن، حيث يتميز طبق الأرز بالحليب بالبرودة والحلاوة، وهو مفيد لصحة الجسم، فالأرز ليس غنياً بالبروتين لكن له قيمة غذائية عالية وهو سهل الهضم، كما يساعد تناول مزيج الحليب والأرز على تقوية الأحشاء والأمعاء، ويناسب المصابين بضعف الجسم بعد علاج مرض أو بسبب كبر السن، أو نقصان الغذاء أو كثرة العمل. الأرز يقاوم الجفاف استخدم الأرز لعلاج الإسهال ومقاومة الجفاف منذ زمن بعيد، وفي بنجلاديش نصح باحثون في المركز الدولي لعلاج مرض الإسهال، الأمهات في القرى باستخدام الأرز كعلاج للإسهال عند الأطفال، وذلك بالاعتماد على مغلي مقدار قبضة اليد من الأرز في لتر ماء، مع إضافة ملعقة صغيرة من ملح الطعام، وقد أشارت النتائج إلى نجاح هذا النظام الغذائي في وقف الإسهال ومقاومة حدوث الجفاف.