حسن الورفلي (القاهرة – بنغازي)
تجددت الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش الليبي والميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق في عدد من محاور القتال بطرابلس، وذلك بعد محاولة المسلحين التقدم في محوري عين زارة وخلة الفرجان مع إطلاق قذائف وصواريخ من مناطق جنوب العاصمة الليبية.
أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب لـ«الاتحاد» أن الميليشيات المسلحة لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار منذ الإعلان عنه في 12 يناير الماضي وخرقوا كافة الاتفاقات، مشيراً إلى أن المسلحين استهدفوا بعدة قذائف عشوائية منازل المدنيين والمدارس في طرابلس، ما أحدث حالة من الفزع والهلع بين سكان العاصمة الليبية.
وأوضح المحجوب أن الميليشيات المسلحة استهدفت منزلا بقذائف عشوائية ما أسفر عن وفاة امرأة، لافتاً إلى تعرض قوات الجيش الوطني الليبي في منطقة ولي العهد بطرابلس لهجوم أيضا، وكذلك الأمر في الرملة ومواقع أخرى، وذلك في محاولة من الميليشيات المسلحة التابعة للإخوان لتغيير موازين القوى في طرابلس بعد جلبهم عدداً من المرتزقة.
ولفت إلى وجود هاجس وتخوف لدى مسلحي الوفاق من دخول الجيش الليبي إلى طرابلس، موضحا أن هجمات الميليشيات تهدف إلى تأليب الرأي العام ضد الجيش الوطني الليبي، واتهام قواته بالمسؤولية عن مثل هذه الانتهاكات للاتفاقات، موضحا أن الميليشيات والمرتزقة في العاصمة تعبث بممتلكات وأرواح سكان العاصمة بعد سقوط قذائف في جامعة طرابلس.
كان المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي قد أعلن عن سقوط 4 قذائف عشوائية على جامعة طرابلس.
يأتي انتهاك الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة السراج لالتزام وقف إطلاق النار بعد ساعات فقط من تبني مجلس الأمن قرارا يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، ليصبح أول نص ملزم يتبناه المجلس منذ اندلاع معركة الكرامة في أبريل بين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وحكومة السراج لتطهير العاصمة طرابلس من المليشيات. وخضع نص القرار الذي أقر بـ14 صوتاً من أصل 15 في المجلس بعدما امتنعت روسيا عن التصويت لنقاش مستفيض على مدى ثلاثة أسابيع، وأصرت لندن على تضمين نص القرار «قلق مجلس الأمن إزاء الضلوع المتزايد للمرتزقة في ليبيا».
بدورها رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا باعتماد مجلس الأمن للقرار الذي يصادق على نتائج المؤتمر الدولي حول ليبيا والذي عقد في برلين.
من جانبها أكدت وزارة الخارجية الفرنسية على ضرورة التوصل لحل سياسي ينهي النزاع في ليبيا.
وبينت وزارة الخارجية الفرنسية في تغريدة لها عبر «تويتر» أن مجلس الأمن اعتمد القرار 2510 الذي يقرّ نتائج مؤتمر برلين مضيفة أن «ثمة ضرورة حيوية للمضي قدماً نحو التوصّل إلى حلّ سياسي بغية إنهاء النزاع في ليبيا».
الجيش الليبي: قاعدة معيتيقة تحت سيطرة أنقرة
استنكرت القيادة العامة للجيش الليبي، ما جاء في بيان البعثة الأممية في ليبيا حول عدم منح الإذن لطائرات تابعة لها للهبوط في المطارات الليبية، موضحة أن القيادة العامة كانت تستقبل طائرات الأمم المتحدة في كل المطارات التي تؤمنها في أرجاء البلاد باستثناء مطار قاعدة معيتيقة ومطار مصراتة اللذين ليسا تحت تأمين القيادة العامة.
وأشار البيان، إلى أن قاعدة معيتيقة ومطار طرابلس تحت تصرف حكومة الوفاق، مشيرا إلى أن قاعدة معيتيقة تعتبر منطقة عمليات عسكرية، حيث تم ضمها لمنطقة الحظر الجوي لضمان سلامة الطائرات والمسافرين من أي عمليات إرهابية، حيث تتعرض القاعدة، والتي أصبحت تحت سيطرة دولة تركيا المستعمرة، إلى قصف من حين لآخر.
حفتر: نسعى لدحر جماعات التطرف وعصابات الهجرة غير الشرعية
التقى القائد العام للجيش الوطني الليبي مع وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، أمس، حيث بحثا سبل تعزيز وقف إطلاق النار في ليبيا، ضمن المعارك الدائرة في طرابلس بين الجيش الليبي وقوات حكومة الوفاق. وأشار مصدر ليبي مطلع أن وزير خارجية إيطاليا الذي وصل بنغازي ضمن وفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية الإيطالية، شدد على دعم إيطاليا لجهود التسوية في ليبيا والخروج بحل سياسي للأزمة في البلاد على ضوء مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا.
من جهته شدد حفتر على أهمية العلاقات الإيطالية الليبية وأن ما يجري في ليبيا يؤثر على إيطاليا وما يجري في إيطاليا يؤثر على ليبيا، وأن الجيش الليبي يسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا بعد أن سيطر على 90% من البلاد ودحر الجماعات المتطرفة وعصابات الهجرة غير الشرعية منها.
يأتي ذلك فيما وجه مجلس مشايخ ترهونة، دعوة عامة لجميع مشايخ وأعيان ونخب ليبيا، والهيئات السياسية والدبلوماسية، والحقوقية للحضور والمشاركة في الملتقى الوطني المزمع عقده يومي 29 من الشهر الجاري في مدينة ترهونة.
وقال بيان للمجلس، إن مشايخ وأعيان ترهونة أبوابهم مشرعة لأبناء الوطن في كامل التراب الليبي، قبائل ومكونات ومدنا دونما إقصاء أو تهميش، فليبيا للجميع وبناء مؤسساتها من الجميع، وتقرير مصيرها بيد جموع الليبيين، والدفاع عنها واجب على الجميع، وتطهيرها من بؤر الإرهاب مسؤولية الجميع.