كشف الفريق ضاحي خلفان تميم، القائد العام لشرطة دبي، النقاب عن أن إسرائيل قدمت دليلاً عملياً على تورط جهاز مخابراتها “الموساد” في جريمة اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح قبل نحو عام. وأوضح الفريق تميم، خلال حديث له مع الصحفيين على هامش الحفل السنوي لجمعية توعية ورعاية الأحداث، الذي أقيم أمس بنادي ضباط الشرطة، أن الدليل ورد من خلال معلومة مررتها لنا إحدى الجهات التي لم يحدد هويتها من أن إسرائيل منزعجة لإقدامنا على نشر صور المتورطين، وبين أن تلك المعلومة حملت تبريراً بأن انزعاج إسرائيل يرتكز إلى الجانب الإنساني من أن نشر صور المتورطين من شأنه أن يلحق الأذى بأطفال وزوجات أصحاب تلك الصور. واستدرك بقوله: “لقد استغربنا الانزعاج الإسرائيلي كون أن الإسرائيليين يقتلون بلا إنسانية أو رحمة وهم الآن يتشدقون بهذه المعاني السامية”. ولفت إلى أن مثل هذه المعلومة تؤكد تورط الموساد في قتل المبحوح. وقال إن هذا ما أكدنا عليه منذ اليوم الأول للإعلان عن تفاصيل الجريمة، لافتاً إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تنكر تورط الموساد في اغتيال المبحوح، مذكراً أيضاً بأن الحكومة الإسرائيلية تقدمت قبل أيام باعتذار رسمي لبريطانيا لاستخدام جوازات سفر بريطانية في عملية الاغتيال. وعبر قائد عام شرطة دبي عن اعتقاده بأن الاعتذار الإسرائيلي لبريطانيا “لن يقدم ولا يؤخر، لأن البريطانيين لديهم سيادة أسمى من أن تنهي قضيتها بكلمتي اعتذار عن انتهاك جوازات سفرها وتزويرها”. وتوقع أن يظل هؤلاء الأشخاص المتورطون في قضية اغتيال المبحوح مطلوبين للعدالة البريطانية، وقال إن الاعتذار لم ينه أمر المطالبة بهم عبر الإنتربول الدولي. وفي معرض تعليقه على ما ورد بوثيقة ويكيليكس، التي تم نشرها مؤخراً، أكد الفريق تميم أنه “لم تساوره شكوك ولو للحظة بأن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سيسمح بأن تظل قضية اغتيال المبحوح طي الكتمان”. وأضاف: “كنت متأكداً أن سموه سيأمر بنشر كامل التفاصيل على الملأ”، مشيراً إلى أن يقينه بهذا الأمر جاء بحكم معرفته بسموه بأنه “رجل شفاف لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخفي الحقائق”. وكان المبحوح عثر عليه مقتولاً في غرفته بأحد فنادق مدينة دبي في العشرين من يناير 2010، حيث تمكنت شرطة دبي في غضون أيام من كشف ملابسات مقتله، وعقد الفريق تميم مؤتمراً صحفياً عرض فيه صوراً تلفزيونية للمبحوح والقتلة، وقدم أدلة على استخدام المنفذين لجوازات سفر أوروبية وأسترالية، فيما أكدت التحقيقات التي أعلنها فيما بعد الفريق تميم تورط جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” في عملية الاغتيال.