مصطفى عبدالعظيم (دبي)

أكدت كريستين لاغارد، مدير صندوق النقد الدولي، أن الاقتصاد العالمي يشهد نمواً، ولكن بصورة أبطأ مما كان متوقعاً له، مرجعة هذا التباطؤ إلى أربع «غيوم» تلوح في أفق الاقتصاد العالمي، تتضمن التوترات التجارية وتصاعد السياسيات الحمائية، وسياسات التشدد المالي التي تتبعها بعض الدول، وحالة عدم اليقين في مرحلة ما بعد «البريكست»، إضافة إلى التباطؤ المتنامي للاقتصاد الصيني.
وشددت لاغارد في الجلسة الحوارية التي أقيمت أمس على هامش القمة العالمية للحكومات 2019، على ضرورة البحث عن حلول مناسبة لمشكلات التجارة الدولية، مشيرة إلى أن الحديث عن الاقتصاد يشكل حديثاً عن مستقبل العالم.
واستعرضت مدير عام صندوق النقد الدولي مستقبل الاقتصاد، والعلاقة بين الفساد والنمو، فضلاً عن أهمية دور المرأة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لافتة إلى أن الرسوم والتعريفات الجمركية والتوترات التجارية تؤثر في مستويات الثقة كذلك في الأسواق، لا سيما في ظل سباق التحول الذي يشهده الاقتصاد العالمي، مطالبة في هذا الشأن دول العالم بالتوافق مع بعضها بعضاً، وتجاوز أزماتها لإرساء وتعزيز التجارة الحرة.
وأكدت لاغارد أن الإمارات تقوم بتشجيع المرأة بما تقدمه لها من التشجيع والتمكين، لافتة إلى أن 70% من طلبة الجامعات إناث، وأمامهن فرص جيدة للتوظيف.
وأوضحت أن سياسة التشدد المالي في المعاملات تبقى جيدة، ولكن تؤثر بشكل عام في ظل وجود مديونية مرتفعة للأسر والحكومات السيادية، مضيفة أن مستقبل ما بعد «البريكست» مازال مجهولاً، ولا نعرف مدى تداعياته، مطالبة دول العالم بالاستعداد لمواجهة الأزمات التجارية، وما سيترتب على مرحلة ما بعد «البريكست».
ولفتت إلى أن جميع الأسباب السابقة مرتبطة ببعضها بعضاً ارتباطاً وثيقاً، وتؤثر جميعها في الاقتصاد العالمي وحركة التجارة الدولية.
ودعت دول العالم إلى عدم تقويض اقتصادها وتطبيق مبدأ الشفافية واعتماد سياسة وحوكمة جيدة حتى تحافظ على اقتصاداتها، مؤكدة أن تصميم القادة السياسيين هو الذي يقودنا لوضع مالي وتجاري أفضل.
كما طالبت الدول بضرورة مكافحة الفساد لما له من تأثيرات في تقويض السلطة، وخفض مستوى الثقة، وكلما ازداد معدلات الفساد تباطأ النمو الاقتصادي، قائلة: «إن أردتم النمو عليكم بمكافحة الفساد، والأمر لا يرتبط بالنوايا، ولكن بالتطبيق من أعلى الهرم لأسفله».
واستشهدت بنموذج جورجيا، باعتبارها مثالاً ناجحاً لذلك، فقد تمكنت خلال خمس سنوات فقط من ضبط الفساد، ما أدى إلى زيادة معدلات النمو، وتضاعف العائدات من 12% إلى 24%؛ بفضل التدابير التي اتخذتها السلطات لمحاربة الفساد.
وقالت: يجب على الحكومات حماية بياناتها المالية وخصوصياتها من متطفلي «الإنترنت» والتطبيقات المتطورة التي أدت إلى تسريب العديد من المعلومات في المجال الاقتصادي.
وأضافت أن الثورة الصناعية الرابعة سيكون لها تأثير أكبر في النساء أكثر من الرجال.