تبدأ مع انطلاقة العام الدراسي الجديد فعاليات وأنشطة مفيدة وشائقة يحتضنها المربى المائي في إمارة الشارقة، تتضمن مجموعة من البرامج وورش العمل المتنوعة ذات الطابع التعليمي والترفيهي، والتي تشمل الصغار والكبار وتستقبل الأسر والأفراد، مع وفود زائرة من طلاب المدارس ومن مختلف الأعمار والمراحل الدراسية، حيث يقوم هؤلاء في مطلع كل أسبوع برحلات استكشافية إلى عالم البحار، تسبر أغوار المحيطات، وتجوب أعماق بحر الخليج العربي على وجه الخصوص، لتتعرف إلى طبيعته، بيئته، مع أروع الكائنات البحرية الحية التي تعيش في مياهه الدافئة. أجواء المغامرة هي أجواء من المغامرة والتشويق يخوضها كل من يشدّ الرحال إلى مربى الشارقة للأحياء المائية، ويبدأ جولة بين دهاليزه المنحنية، فيطلع على شواهد حية تشخص روعة المكان، وما يحويه من المخلوقات الجميلة التي تسكن جوفه. إلى ذلك، تقول علياء بو رحيمة، مديرة قسم الخدمات التعليمية والتعريفية بإدارة المتاحف “تأتي هذه الفعاليات المتنوعة بشكل دوري مبرمج لكل ثلاثة أشهر على حدة، بهدف توعية المجتمع بشكل عام والطلبة والطالبات بشكل خاص بالدور الكبير الذي تلعبه البحار والمحيطات في حياتنا اليومية، فنسلط الضوء من خلالها على البيئة البحرية والمحميات المائية، وطبيعة الكائنات البحرية التي تسكن في أعماق بحر الخليج العربي، كما نعرف بطرق الصيد وأدواته القديمة والمعاصرة، ونشير إلى بعض الممارسات السلبية التي تلحق الضرر بالمخلوقات الحية التي تعيش في مياهه، فنضع كل هذه الأفكار والمعلومات، ضمن منظور وقالب هادف يحمل جوانب تعليمية وترفيهيه في آن واحد، ويحقق المتعة مع الفائدة في إطار مدروس وممنهج، أخذين بعين الاعتبار التجارب العالمية الناجحة في هذا المجال، ومعتمدين على معايير عالية من الحرفية والمهارة، في تقديم برامج متنوعة وورش عمل متخصصة تتماشى مع المناهج التعليمية في الدولة”. وحول طبيعة هذه الفعاليات، تقول ميسون الملا، الأخصائية التعليمية لبرامج العائلات والمدارس في المربى “خطتنا الجديدة تشمل العديد من ورش العمل والأنشطة الأسبوعية التي تدعو طلاب مدارس من سن 7- 14 عاما، لتعرفهم بالمخلوقات البحرية من أنواع الأسماك والرخويات، مع النباتات والطحالب والشعب المرجانية التي تتوزع في بحر الإمارات، وعادة ما يكون لكل ورشة عمل فكرة وموضوع محدد، يتواصل من خلالها الطالب مع المعلومة بشكل نظري وعملي فينظر ويسمع ويلمس، لترسخ المعلومة في ذهنه ويستفيد”. ورش هادفة تقول الملا “من ضمن البرامج الجديدة ورشة عمل هادفة بعنوان “الكائنات البحرية الجميلة والغريبة” والتي تركز على التنويه بالأحياء المائية التي لها شكل مميز وجمال خاص، كحصان البحر ونجمة البحر وغيرهما الكثير، لنعمل حلقات دراسية بمجاميع من الأطفال، وبإقامة أحواض بمجسمات مشابهة لكل نوع، نشرح من ضمنها الخواص والميزات والصفات التي تفرد كل مخلوق عن الآخر، كما نجعل التلاميذ يلامسون هذه الكائنات ويناقشون طبيعتها، غذاءها، وأماكن وجودها، كما هنالك ورشة ثانية بعنوان “عالم أشجار القرم” والتي تعتبر من المحميات الطبيعية التي تتمتع بها شواطئ الإمارات، لنسلط الأنظار على أهميتها كبيئة غنية للأسماك التي تعيش في مياه الخليج العربي، وورشة عمل أخرى للأسماك الغضروفية، كأنواع القرش وشيطان البحر أو “اللخمة” وغيرها، سنستعرض من خلالها المعلومات ونتبادل الآراء ونناقش الأفكار حول كل ما يخصها ضمن إطار تربوي وترفيهي ممتع”. من جهتها، تقول بو رحيمة “في منتصف شهر أكتوبر سنلتقي مجموعة من المدرسات والمدرسين في مدارس الشارقة الحكومية، لندعوهم إلى مشاركتنا مع طلابهم في هذه الفعاليات والأنشطة، ونناقش معهم كيفية عمل هذه الورش ونوعية المواضيع التي سنطرحها، ونستمع إلى أفكارهم وآرائهم في هذا المجال، بحيث نخرج معا بصيغة متوافقة تنسجم مع المناهج الدراسية، يستفيد منها التلاميذ بشكل عملي ومباشر، كما نعمل على تحديد جداول زمنية ومواعيد لزيارة كل مدرسة”. وتكمل “تم بالفعل التنسيق مع مدير إدارة المنطقة التعليمية بالشارقة في هذا الإطار، بحيث نتماشى ببرامجنا المختلفة مع طبيعة الكتب المدرسية ومواد العلوم في الوزارة، بالإضافة لخدماتنا الأخرى الخاصة بزيارة المعاقين الدورية للمربى، واهتمامنا الخاص بطلاب الجامعات والتي ندعم بها بحوثهم العلمية، فنمدهم بالمعلومات والدراسات اللازمة وأحدث مستجداتها في مجالات البيئة البحرية، ونقاوة المياه، وجميع الكائنات الحية التي تعيش في بحر الخليج العربي”.