سندريلا في أبوظبي والأميرة النائبة في الطريق
عمل ضخم يبهر الصغير والكبير سندريلا في أبوظبي والأميرة النائبة في الطريق /
لكبيرة التونسي
تصوير: حميد شاهول
أبوظبي _ كان يا مكان في قديم الزمان، كانت فتاة مسكينة تدعى سندريلا ...طيبة، هي القصة التي شغلت الكبير قبل الصغير، نام على سماعها أغلب الأطفال فألهبت مشاعرهم، ولازالت فصولها تتربع على قلوبهم كبارا، حكاية تقصد تثبيت الخير في القلوب، رسائل إلى الإنسانية أن الخير ينتصر ولو ولو بعد حين، هي قصة حبكت خيوطها، وتألقت شخوصها، حكاية تكاد تنام في مخيلة كل الناس، عمل كان حبيس الأوراق، فاق تصور الناس سرح بخيالاتهم إلى أبعد نقطة فكل تخيل الأميرة والأمير، وقبل ذلك تخيل الفتاة اليتيمة المسكينة التي توفيت والدتها ومورست عليها أنواع من القهر العاطفي والمادي، إلى حين نصرة الخالق، وهو عمل يعد انتصارا للخير والتسامح.
حكاية اليوم تتحرر على أرض أبوظبي، في أول عرض مسرحي حي ضخم نجحت في تشخيصه فرقة بريطانية من إخراج نايجل هوريست، يعرض أول مرة في الشرق الأوسط بتنظيم من مؤسسة سكاي للمؤتمرات والمعارض.
ومسرحية "سندريلا والحذاء السحري" التي تجري فصولها في أبوظبي، هي مسرحية ضخمة برعاية سمو الشيخة حصة بنت محمد بن زايد آل نهيان التي تشرفت بحضور العرض الأول. تجري أطوارها على رقعة المسرح الوطني في أبوظبي
عمل ضخم
برعاية كريمة من الشيخة حصة بنت محمد بن زايد آل نهيان وفي إطار دعم التبادل الثقافي للطفل يستقبل المسرح الوطني بأبوظبي بمعدل عرضين في اليوم، أضخم عرض مسرحي بريطاني عالمي شهير "سندريلا والحذاء الذهبي" الذي يقوم ببطولته النجم البريطاني جيمس شيلدون (الأمير الأزرق) بينما تقوم الممثلة البريطانية "أماندا" بدور سندريلا في هذا العرض المسرحي الذي يقدم على مدى عشرة أيام وذلك خلال الفترة من 10-20 فبراير 2010، ودعما للعمل احتفل مركز المارينا مول بمناسبة قدوم العرض العالمي (سندريلا والحذاء السحري) وتم تزيين المركز بصور ومجسمات قدمت شكلاً تصورياً مبدعاً لهذا الحدث مما أشعر الجمهور بأهمية العرض المسرحي الذي يقدم لأول مرة في أبوظبي.
بداية الحكاية
فاض المسرح عن جنباته، وترددت التصفيقات معلنة البداية، لم يقتصر الشغف على الصغار، بل تجاوز ذلك لتزاحم الكبار وتدافعهم وتسابقهم لحجز تذاكر الدخول التي تنفذ غالبا قبل بداية العرض بساعات، شغف لمتابعة أطوار قصة ألهبت مشاعر الصغار وتقبع في مخيلة الكبار الذين غالبا ما تلقونها في صباهم الأول، يأخذ كل مكانه في زاوية المسرح لتعلن الساحرة البداية، وهي رمز للخير، حيث تظهر تعلن الصمت لتتبع فصول القصة، وتمرر رسالة الخير إذ تعلن أنها كانت على معرفة بوالدة سندريلا، وهي امرأة طيبة، وأنها لن تتخلى عن سندريلا وستمد لها يد العون، بدأت الحكاية وظهر الخادم وسندريلا، خادم العائلة الغنية، ونظرا لطيبوبة سندريلا وشخصيتها المرحة فإن الكل يناصرها، ويحبها ويحاول التخفيف من معاناتها، الخادم الذي يحبها ويعشقها، ولكن هي تعتبره صديقا لها، ولأن التخييل يلعب الدور الكبير في حبكة بعض القصص فإن كثير من الحيوانات كانوا شخوصا مهمة في الحكاية يمثلون أصدقاء البطلة، ظهرت سندريلا في ثوبها الرث البالي، تكنس وتمسح الأرض، وتتعرض مرات لتعسف أختيها من زوجة أبيها، ورغم أن قصص سندريلا المكتوبة كانت زوجة الأب الزوجة الشريرة التي عذبت سندريلا نفسيا، وأذاقتها طعم المهانة تظهر في مشاهد القصة، فإنها غابت عن فصول القصة ليفسح المجال للأختين للعب دور الشر الذي لم يغلب الخير في الحكاية، وهما شخصيتان قبيحتان، تعمد المخرج إظهارهما في صورة بشعة لتحتلا مكانهما الحقيقي في القصة.
تتغير فصول القصة وتتابع بكل حبكة، ويتوالى الديكور المبهر حسب كل مشهد، حيث كانت مثلا سندريلا تحلم بمخرج لأزمتها وتتطلع للأفق راغبة في الخلاص من مآزقها الا إنسانية ومن الممارسات التعسفية التي تتلقاها من الأختين، وحين كانت في الغابة كمشهد من مشاهد المسرحية التقت الأمير، الذي مل هو الآخر من تتبع عيون الناس وملاحقاتهم، فغير ملابسه مع الخادم ليجد راحته في التجوال بكل حرية، وهي تصادفه تحدثا بكل أريحية عن أحلام وهموم وآمال بدى شغف العشق عليهما، لكن ترجع مرة أخرى البطلة قرب موقد المطبخ لتكمل مسيرة حياة مجبرة عليها، وفي يوم وفي مشهد آخر تأتي بشرى الخير بحيث يبحث الأمير عن عروس، ولذلك يقيم حفلة يستدعي لها جميع فتياة مملكته، وكان في نية سندريلا أن تذهب للحفل، لكن تجبر الأختين منعها حيث قطعا بطاقة دخولها، لكن الساحرة تنجح في جلب بطاقة أخرى، بل جعلتها في أبهى حلتها.
الفصل الثاني
خرجت سندريلا بعد ذهاب الأختين إلى القصر، ولحقت بهما بمساعدة الساحرة وجميع أصدقائها، امتطت أحسن عربة مزينة، وهي العربة التي توسطت المسرح مبهرة الجميع وهي من الديكورات التي راهن عليها مخرج المسرحية، وكانت في القصر إلى جانب الأمير الذي شغف بجمالها، وكان على معرفة سابقة بها في الغابة عندما كان يتحرر من ملابس الأمير، التهبت مشاعرهما، ولأن الساحرة أخبرتها بالعودة قبل الثانية عشر ليلا فإنها ذهبت تجري وتركت فردة حذائها تنزلق من قدميها، ولم تخل المسرحية من مشاهد فكاهية، ومن حركات بهلوانية قاصدين بذلك إدخال جمهور الأطفال في فصولها وإشعارهم بأنهم جزء من هذه المشاهد، حركات الخادم ورقص أختا سندريلا وملابسهما البراقة، ومحاولة تكسير البعد الرابع للوصول لعمق المسرح في حركات تثير ضحكات الأطفال وذويهم، وبالفعل نجح العمل في تحريك المسرح وانتزاع ضحكات الكبار والصغار وتصفيقاتهم.
عندما تم قياس الحذاء لسنريلا وكان في مقاسها وليس في مقاس أختيها علت التصفيقات، إعلانا لنصرة الحق ورفعا للظلم الذي لحقها، واختارها الأمير زوجة لتتحقق أمانيها في الثراء والسعادة، وهذا يمثل رسالة أخرى بأن الخير ينتصر مهما طغى الظلم، وتصفيقات الناس وفرحهم يبرز ما بدواخلهم لميلهم للمشاعر الإنسانية، وورغبتهم في رفع الظلم عن المظلوم.
واستطاعت مسرحية سندريلا أن تؤدي رسالتها في طابع تثقيفي تعليمي ترفيهي، وربط أواصر الحب بين الطفل وأبي الفنون "المسرح" .
نايجل هورست:أبوظبي بوابتي نحو العالم
يذكر أن عدد فريق عمل مسرحية سندريلا، قرابة 30 فناناً وإدارياً مع طاقم فني متخصص، وتعرض المسرحية باللغة الانجليزية وقد حضر إلى أبوظبي مخرج العرض المخرج البريطاني المسرحي (نايجل هيرست) الذي أشاد بإمكانيات المسرح الوطني بأبوظبي، ونايجل هيرست هو مخرج مسرحي بريطاني شهير بدأ حياته السينمائية في عام 1988 وبدأ إدارة الإخراج السينمائي من سنة 1992 – 2000 . وصرح نايجل للاتحاد وقال: بدأنا العمل على هذه المسرحية لمدة تجاوزت ثلاث شهور، وقبل المجيء إلى أبوظبي كثفنا العمل لمدة عشرة أيام، كما عملنا عليها في أبوظبي أربعة أيام أخرى، وعانينا من بعض الصعوبات بداية لوصول سيارة سندريلا من بريطانيا وديكور المسرحية بشكل عام حيث كان هناك تأخير في الوصول، ولكن كان كل شيء على ما يرام خلال اليوم الأول للعرض، وأنا سعيد جدا بما يحققه العرض من نجاح، دليل النجاح توافد الناس الكبار منهم والصغار للمسرح لمشاهدة المسرحية.
ويضيف مخرج المسرحية نايجل: وسعادتنا تكبر كلما انتهت المسرحية ووقف الجمهور ينتظر ساعات وأكثر ليلتقط صور تذكارية مع أعضاء الفرقة، وهذا العرض يعتبر حصريا لأبوظبي وهو العرض الأول على نطاق الشرق الأوسط، وربما سنسافر من هنا للبحرين وسلطنة عمان، وأتمنى أن تكون أبوظبي انطلاقتي نحو العالم العربي.
أما بالنسبة لعمل الفرقة البريطانية الذي سيمتد مدة عشرة أيام بأبوظبي بحصة عرضين في اليوم، الأول على الساعة الثالثة بعد الزوال والثاني على الساعة الثامنة مساء وكل عرض يدوم ساعتين فإن المخرج يقول: إنه ليس عملا مرهقا، بقدر ما هو ممتع مادام الناس يتجاوبون بشكل كبير معهنا، بالإضافة إلى ذلك فإن لي ثقة كبيرة في الطاقم المسرحي والمنظمين، والكل محترف ولا مجال للخطأ، وإبهار الناس مقياس النجاح ويعطينا ذلك دافعية للعمل.
أماندا ريشاردسون: سندريلا كانت حلمي وتحقق
أما أماندا ريشارسون بطلة المسرحية التي لعبت دور سندريلا والتي تعلمت التمثيل السينمائي في ( كلية ماونت فيو للفنون ) وقامت بتمثيل أدوار سينمائية كثيرة، وتقوم أيضا بتعليم الموسيقى، ومن أشهر الأدوار التي شاركت بها في بريطانيا ( مزرعة الهوب العالمية) تقول: أنا سعيدة جدا بهذا العمل، وفعلا أشعر أنني بطلة مخيلات كل الأطفال، بل حتى الكبار، فهذا عمل مشهور جدا في جميع أنحاء العالم وسعادتي كبيرة بلعب دور البطولة، وهو دور يحمل معاني الخير والجمال الروحي، وأتمنى أن أكون وفقت في هذا العمل، وأشعر أنني ممثلة كبيرة، وسبق ولعبت أدوارا أخرى، لكن هذا الدور أسعدني كثيرا حيث جعلني متميزة.
وأما دور الأمير فيقوم بثمثيلة الممثل جيمس شيلدون الذي يبلغ من العمر 20 عاماً وقد حصل على جائزة كلية الدراما لقيامه بدور البطل في تمثيلية (Blood Brother) وقام كذلك بدور البطل في (Burgundy) وإحدى تمثيليات شكسبير (King Lear ). وفي عام 2009 قام بدور في تمثيلية جديدة (Mod Crop) والتي سوف تقوم في رحلة داخل بريطانيا خلال عام 2010 . وقام مؤخراً بتمثل دور الأمير في مسرحية (Sleeping Beauty) .
غزلان بن ميمون: نجحت سندريلا، وتعاقدنا على الأميرة النائمة
أما غزلان بن ميمون مديرة التسويق والمبيعات بمؤسسة سكاي للمؤتمرات والمعارض التي تنظم الحدث فإنها تقول: لإتاحة الفرصة للجميع للاستمتاع بهذا العرض المسرحي الذي لاقى نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وسبق وشاهده أكثر من مليون مشاهد في أوروبا فقد تقرر إقامة عروض للمدارس، وعروض للعائلات وللجمهور من المواطنين والمقيمين بالدولة على المسرح الوطني.
وكان اليوم الأول مفتوحا للجميع حيث استقبل المسرح حاملي الدعوات التي وزعت على كبار الشخصيات والجمهور، وبعد اليوم الأول فإننا استقبلنا الكثير من المكالمات لحضور بعض الشخصيات البارزة في المجتمع المسرحية، كما أننا سعداء جدا بحضور بعض العائلات من دول مجلس التعاون، ناهيك عن حضور الزوار من جميع أنحاء الإمارات وقدمنا دعوات مجانية لمراكز ذوي الاحتياجات الخاصة ومنها مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وشؤون القصر والعديد من المراكز الأخرى كمركز الإمارات للتوحد، ويلكر سنتر، مركز المستقبل، ومراكز أخرى بالدولة. . بالإضافة إلى ذلك هناك أسعار خاصة للمجموعات والعائلات والمدارس.
وتضيف غزلان بن ميمون نظرا للنجاح المنقطع النظير الذي لاقته مسرحية سندريلا والحذاء الذهبي في أبوظبي فإننا تعاقدنا مع الفرقة لتقديم مسرحية الأميرة النائمة ضمن خطة مؤسسة سكاي لتثبيت قواعد الثقافة والتعليم، حيث تعمل على جلب الأعمال الهادفة إلى أبوظبي عاصمة الثقافة بامتياز.