تقع محمية المالحة على بعد 15 كيلومتراً شرق مدينة الذيد، عند حدودها الفاصلة مع إمارة رأس الخيمة الجنوبية وهي مناطق كدره وشوكة والمنيعي، وتعد مساحتها صغيرة نسبياً وطبيعتها جبلية وذات تركيبة خاصة تتميز بكثرة الأودية والشعاب التي تنحدر من الهضبة المشكلة للجزء الأكبر من المحمية، وهي بحيرة جافة اليوم ولا يستقر بها الماء، إلا أن عوامل التعرية والسيول جعلت لها منافذ منحدرة، تتسرب منها مياه الأمطار المتجمعة في البحيرة، ويتضح من المنطقة المحيطة بالبحيرة أنها كانت ذات يوم واحة يتخللها فلج وهو شريعة لا تزال باقية معالمها. كما يلاحظ أن المنطقة عبارة عن جبال تكسوها طبقة من الحصى والحجار الملونة ويتوقع أن تصبح محمية مميزة. هناك آثار للآبار وأمهات للفلج وهي ما يطلق عليها ثقاب، إلا أن الواحة قد اختفت ولم يتبق منها إلا بعض أشجار النخيل في مضيق الوادي، وتحتوي المنطقة على بعض الآثار مثل بقية البيوت القديمة وبقايا لقلعة ومجموعة من القبور المتفرقة، وتتميز المحمية بغطاء نباتي مختلف كثيراً عن محمية البردي خاصة في تنوع النباتات والأشجار الصغيرة كالعرفج والعسبج وكثرة أشجار السدر، إلى جانب أشجار السمر والرمث. وتعد البيئة الطبيعية لمدينة الذيد من ضمن أهم ما تعمل عليه بلدية الذيد منذ إعادة تشكيلها من قبل المجلس البلدي، وقد بادرت لإنشاء شعبتين وهما شعبة حماية البيئة والموارد الطبيعية وشعبة نظافة المزارع، ومهمة الشعبة الأولى الدفاع عن البيئة ضد من يعبث بعناصرها، مثل قطع الأشجار وخاصة السمر، أو تجريف التربة للحصول على مناطق وديان وسيوح، وللحد من استنزاف موارد المياه بطرق الري القديمة، وإلزام المزارع باتباع الطرق الحديثة وإلغاء الري بالغمر. وتصدت الشعبة الثانية للنفايات الزراعية ومخلفات البناء التي كانت تلقى خلف أسوار المزارع في الأراضي الخلفية، وتعمل البلدية على إعادة توطين بعض الحيوانات الصحراوية التي كانت تستوطن بعض مناطق المحميات، ويتوقع أن تؤدي تلك الحماية إلى زيادة عدد ونوعية الطيور المستوطنة أو المهاجرة.