سيطر ارتفاع أسعار النفط على الأجواء المحيطة بالمؤتمر الوزاري لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك” بالقاهرة أمس، فيما استبعد وزراء مشاركون في الاجتماع زيادة إنتاج النفط خلال عام 2011. وقد اقتحم موضوع الأسعار اجتماع منظمة “اوابك” بعد الارتفاع السريع في أسعار النفط الذي تجاوز 94 دولارا للبرميل، رغم أن هذه المنظمة النفطية العربية لا تتدخل في مسألة أسعار وإنتاج النفط ويقتصر هدفها على التعاون بين الدول العربية النفطية في مجالات صناعة النفط والغاز. وتضم منظمة “اوابك” سبع دول عربية أعضاء أيضا في منظمة “اوبك” وهى الإمارات والسعودية والكويت وقطر والعراق وليبيا والجزائر. وقد أثار ارتفاع الأسعار الى ما فوق 94 دولارا للبرميل الكثير من الاسئلة امام الوزراء وجاءت رؤيتهم لهذا التطور بين مرحب ومتحفظ، لان هذه الاسعار لا تعكس حقيقة الوضع في السوق البترولية. وقال وزير النفط القطري عبدالله بن حمد العطية إن السوق لم تظهر أي مؤشرات على احتياجها لكميات إضافية من النفط الخام. وأضاف أنه لا يتوقع اجتماعاً قبل يونيو نظراً لأن أسعار النفط مستقرة. وقال إنه لا يتوقع أن ترفع أوبك الإنتاج في 2011. وتمسك وزير النفط السعودي علي إبراهيم النعيمي بموقفه بان السعر المناسب للبرميل يتراوح بين 70 و80 دولاراً للبرميل. وجدد موقفه من أنه لا داعي لعقد اجتماع طارئ لمنظمة أوبك قبل مؤتمر يونيو المقبل. ومن جهته، أكد الشيخ أحمد العبد الله الصباح وزير النفط الكويتي أن الاقتصاد العالمي يستطيع تحمل سعر النفط عند 100 دولار للبرميل. وقال إنه لا يتوقع زيادة إنتاج النفط. ويرى رئيس مؤسسة النفط الليبية شكري غانم أن السعر العادل هو 100 دولار للبرميل. وقال وزير النفط العراقى الجديد عبدالكريم اللعيبي “نحن مرتاحون للأسعار الحالية”، معرباً عن اعتقاده بإمكانية عقد مؤتمر طارئ لمنظمة أوبك قبل يونيو المقبل. وارجع المهندس سامح فهمي وزير البترول المصري ارتفاع الأسعار الحالية للبترول إلى زيادة الطلب على وقود التدفئة نتيجة موجة البرد القاسية التي تجتاح أوروبا حيث وصل سعر برميل البترول إلى 95 دولاراً.?وقال ان تقييم الموقف ككل بالنسبة لمستويات الأسعار والتي تعتمد على حجم العرض والطلب سيتم خلال العام الجديد. ويبدو أن الجامع بين وزراء البترول في منظمة أوابك هو الارتياح لارتفاع الأسعار الى مستوياتها الحالية، غير ان الحذر مازال يسيطر على البعض من إمكانية حدوث تراجع في الأسعار عن هذه المستويات مع انحسار موجة البرد الحالية والمضاربات في السوق البترولية. ويؤكد خبراء صناعة النفط أن الارتفاع في صناعة النفط سيحدده بشكل أساسي تعافي الاقتصاد العالمي وارتفاع الطلب الحقيقي على النفط الخام. وتقدر المصادر أن يرتفع الطلب على النفط الخام في العام المقبل 700 الف برميل يومياً على التقديرات السابقة. وتوقعت المصادر أن تتجاوز أسعار النفط مستوياتها الحالية بسبب نمو الطلب على النفط ومحدودية الطاقة الإنتاجية الإضافية في دول أوبك. وقال الدكتور ممدوح سلامة خبير الطاقة في البنك الدولي في تعليق على تصريحات بعض الوزراء الموجودين في القاهرة إن الأسعار ستتجاوز حاجز المائة دولار وربما تسجل 120 دولاراً في الربع الأول من عام 2011.