بلغ عدد الحالات التي راجعت عيادة القلب في مستشفى الكويت بالشارقة خلال عام ونصف، 4500 حالة، منها 2900 حالة خلال العام الماضي و1500 خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري. وكشف الدكتور محمد إبراهيم استشاري القلب ورئيس قسم الباطنية في المستشفى، أن ما يقرب من 10% من مراجعي العيادة خلال الفترة المذكورة هم من فئة الشباب ممن تقل أعمارهم عن 35 عاماً. وقال إن هناك زيادة واضحة في نسبة الشباب ممن يعانون من أمراض في القلب ويراجعون العيادة خلال السنوات القليلة الماضية وهم أيضاً في تزايد مستمر. جاء ذلك في تصريحات على هامش حملة "صحة القلب" التي نظمها المستشفى صباح أمس، بالتنسيق مع إدارة التثقيف والتعزيز الصحي بمنطقة الشارقة الطبية، وحضرها الشيخ محمد بن صقر القاسمي وكيل وزارة الصحة المساعد مدير المنطقة، والدكتور يوسف السركال مدير المستشفى، وعدد من الأطباء والإداريين فيها، وذلك بمناسبة الاحتفالات باليوم العالمي للقلب. وذكر الدكتور محمد إبراهيم، أن نسبة من الشباب المترددين على العيادة يعانون من أمراض قلبية حديثة تتعلق بالشرايين، وغير مرتبطة بالطفولة مثل الصمامات أو الأمراض الوراثية، مرجعا أسباب ذلك، إلى التطورات السريعة التي شهدها المجتمع خلال السنوات القليلة الماضية، والسلوكيات الخاطئة التي طرأت على حياة الناس من الجلوس لساعات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر وعلى المكاتب، والعادات الخاطئة في التغذية واللجوء للوجبات السريعة. وأضاف أن من أهم أسباب إصابة الشباب بأمراض قلبية، عدم ممارسة الرياضة واللجوء لمشروبات الطاقة، وتناول حبوب البروتينات التي يستخدمونها في بناء الأجسام. وطالب وزارتي الصحة والتربية والتعليم، والبلديات والأجهزة المعنية بالرقابة الغذائية، بتكثيف الرقابة على المطاعم والمتاجر التي تبيع الوجبات السريعة، من خلال تنظيم حملات توعوية للأهالي لتعريفهم بأضرارها الصحية، على أن تضم نشرات تعريفية تحدد الوجبة والزيوت المستخدمة فيها وكمية البروتينات والسعرات الحرارية التي تتضمنها وغيرها من المعلومات الصحية المفيدة للأهالي. وقال الشيخ محمد بن صقر القاسمي وكيل وزارة الصحة المساعد مدير منطقة الشارقة الطبية، إن الوزارة أولت اهتماما كبيرا لبرنامج الوقاية من أمراض القلب وعوامل الخطورة المؤدية إليها من خلال حملات التوعية الدورية، وتكثيف التثقيف الصحي والفحوصات المجانية لتعزيز مفاهيم الوقاية لتكون سندا حقيقيا في تعزيز صحة المواطنين والمقيمين والارتقاء بها إلى أعلى المستويات. وأضاف أن انعقاد مثل هذه الحملات يأتي تجسيدا لرؤية الوزارة في التوعية بعوامل الخطورة المؤدية لأمراض القلب، وزيادة الوعي المجتمعي بالعوامل التي تساعد على زيادة معدل الإصابة بها. بدوره أكد الدكتور يوسف السركال مدير مستشفى الكويت بالشارقة، أن الحقائق والأرقام العالمية حول أمراض القلب والوفيات الناجمة عنها تشير إلى ضرورة الاهتمام بالحملات التوعوية والتثقيفية بشأنها، وبالمسببات التي تؤدي إليها وكذلك طرق تجنبها والوقاية منها. وقال إن الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بإنشاء أقسام وعيادات متخصصة في المستشفيات والمراكز الصحية المنتشرة في كافة أرجاء البلاد، لافتا إلى أن الاكتشاف المبكر لأمراض القلب يجعل من السهل الشفاء منها وتجنيب الشخص معاناتها، كما يقلل من التكلفة المادية التي تتحملها الدولة في هذا الشأن.