أحمد عاطف - عبد الله أبو ضيف (القاهرة)

أكد خبراء ودبلوماسيون أن اجتماع وزراء الخارجية العرب والأفارقة في الرياض هو قفزة وخطوة هامة لدعم أمن واستقرار الدول المشاطئة للبحر الأحمر باعتبارها تمثل ما يقارب من 15% من الملاحة البحرية، مؤكدين أن هناك العديد من التحديات والتحركات ضد الملاحة البحرية.
وأكد اللواء الدكتور محمد زكي، الخبير الاستراتيجي والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا في مصر، ضرورة أن تكون هناك آلية للتنسيق بين هذه الدول عبر مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، بما يوضح هل ستكون هناك قوة مشتركة لهذه الدول ومقر هذا المجلس وآليات عمله.
وأوضح زكي لـ«الاتحاد» أن هناك العديد من التحديات والمخاطر في البحر الأحمر، وأن تأسيس هذا المجلس سيكون له تأثيره لصالح الدول المتشاطئة، في ظل وجود قوى أخرى متواجدة في البحر الأحمر، متسائلا هل تبارك هذه الدول الكبرى التي لها مصالح في البحر الأحمر هذه الخطوات؟، موضحا أن 30% من بترول دول الخليج يمر من خلال البحر الأحمر، بخلاف التجارة العالمية.
وأكد نايل فالح الجوابرة، المحلل السياسي والاستراتيجي السعودي، أنه تم عرض موضوعات كثيرة ومتعلقة بسبل تطوير التعاون بين هذه الدول خلال اجتماع وزراء الخارجية، موضحا أنهم عملوا على إقرار الميثاق ورفعه لقادة الدول الأعضاء في هذا الكيان، وهو تطوير التعاون المشترك بين الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن.
وشدد الجوابرة لـ«الاتحاد» على أن ذلك يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، وخاصة التحركات ضد الملاحة البحرية، مؤكدا أن البحر الأحمر يشكل ما يقارب 15% من الملاحة البحرية، وتوجد أيضا موارد طبيعية تهم هذه الدول.
واعتبر النقيب محمد النقيب، الناطق باسم المنطقة العسكرية الرابعة، أن الاعتداء على أي أجزاء من البحر الأحمر، يمثل اعتداء على جميع الدول فيه، مثمنًا الدعوة لاجتماع من قبل الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، لحماية الحقوق كاملة، خاصة مع حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة في الفترة الأخيرة، وبالتالي يأمل الجميع من الاجتماع الذي تترأسه المملكة العربية السعودية الوصول لاتفاق لحماية المقدرات بشكل كامل.
وأضاف النقيب لـ«الاتحاد» أن الفترة الماضية شهدت العديد من التوترات في البحر المتوسط، بسبب حقول الغاز، وهو الأمر الذي أدى إلى بوادر اعتداءات عسكرية بين أطراف كبرى في المنطقة، وهو أمر يحمد من قبل المملكة العربية السعودية والتي ذهبت إلى هذا المنحى والدعوة لاجتماع، لمنع وصول الأمور إلى هذا المستوى من التطورات العسكرية، في منطقة مشتعلة بالفعل.
وأشار اللواء بحري إيهاب البنان، الخبير العسكري البحري، إلى أن قضية ترسيم الحدود البحرية أصبحت مثار اختلاف كبير بين كافة القوى الإقليمية مع اكتشاف مزيد من آبار الغاز الطبيعي في المنطقة، الأمر الذي جعل فكرة التوافق المبدئي بينهم أمرا في غاية الأهمية، وهو الأمر الذي تشكر عليه المملكة العربية السعودية في قيامها بالدعوة لهذا الاجتماع خاصة مع حالة التناطح الواضحة في البحر المتوسط في الفترة الأخيرة.
وأضاف البنان أن هناك قوى فقيرة على مستوى الثروات الطبيعية، على سبيل المثال تركيا تحديدا تحاول بشتى الطرق فتح مجالات جديدة على المستوى المائي، ومن ثم تحاول المملكة العربية السعودية من جهتها عدم الوصول في ثروات البحر الأحمر إلى هذا النوع من الصراع والذي سيضر الجميع بطبيعة الحال.

وزير الخارجية السعودي يلتقي شكري والصفدي
التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، في الرياض أمس، وزير الخارجية المصري سامح شكري، وذلك على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الاجتماع.
كما التقى وزير الخارجية السعودي، أمس، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، حيث جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية الأخوية بين المملكة والأردن، وسبل تعزيزها في المجالات كافة، إلى جانب بحث الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الاجتماع.