مسلحون قبليون يسقطون مقاتلة عسكرية شمال صنعاء
أقرت وزارة الدفاع اليمنية، بإسقاط رجال قبائل معارضون للرئيس علي عبدالله صالح، مقاتلة عسكرية، من نوع سوخواي 22، شمال صنعاء، فيما اتهم وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي، أحزاب المعارضة بـ”افتعال الأزمات” من أجل الوصول إلى السلطة، بعد أن عجزت في الوصول إليها عبر الانتخابات، حسب قوله أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال مصدر عسكري يمني إن “طائرة عسكرية، من نوع سوخواي 22، سقطت في أرحب أثناء قيامها بمهمة اعتيادية”، متهما اللواء المنشق علي محسن الأحمر ورجل الدين البارز عبدالمجيد الزنداني والزعيم القبلي المعارض حميد الأحمر بالوقوف وراء عملية إسقاط المقاتلة الحربية. وذكرت مصادر إعلامية متعددة إن رجال القبائل تمكنوا من إسقاط المروحية باستخدام مضادات الطيران. وقال موظف حكومي يعمل في منشأة مجاورة لمطار صنعاء الدولي، لـ(الاتحاد): “شاهدت طائرتين سوخواي تقلع على مستوى منخفض من المطار.. وبعد أقل من دقيقتين سمعت دوي انفجار هائل، ثم شاهدت تصاعد ألسنة دخان كثيف” من على مرتفعات منطقة أرحب.
وقد حملت السلطات اليمنية اللواء الأحمر وحزب الإصلاح المعارض، مسؤولية “ما تتعرض له المعسكرات وأفراد القوات المسلحة والأمن من اعتداءات متكررة ومستمرة من قبل عناصرهم المسلحة والعناصر الإرهابية المتطرفة في كل من أرحب ونهم”. ومنذ انشقاق قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية اللواء علي محسن الأحمر، والزعيم القبلي النافذ، صادق الأحمر في مارس الماضي، باتت صنعاء مهددة بأن تكون مسرحا للقتال بين القوات العسكرية الموالية لصالح والقوات المناهضة له، التي تسيطر على المناطق الشمالية والغربية للعاصمة اليمنية. فيما يسيطر أتباع الزعيم القبلي الأحمر على منطقة الحصبة، التي تشهد كل يوم نزوح عشرات الأسر اليمنية خوفا من اندلاع مواجهات بين القبائل وقوات الجيش المؤيد لصالح، والتي تحيط منطقة الحصبة من ثلاث جهات.
وقالت أميرة حمود، وهي موظفة حكومية تقيم في منطقة الحصبة، لـ(الاتحاد) إنها غادرت منزلها واستأجرت منزلا جديدا في منطقة سعوان، شرق العاصمة، “خوفا من تجدد القتال في الحصبة”، التي شهدت أواخر مايو الماضي معارك عنيفة بين الجيش والمسلحين القبليين خلفت مئات القتلى والجرحى. ويزيد من مخاوف أهالي صنعاء من اندلاع حرب أهلية، استمرار المواجهات المسلحة في منطقتي أرحب ونهم، القبليتين، شمال وشرق العاصمة، خصوصا في توارد أنباء عن إحراز القبائل المعارضة انتصارات ضد القوات الحكومية. وبعد يومين من مقتل قائد عسكري ميداني وعشرات الجنود في هجوم مباغت استهدف معسكر اللواء 63 حرس جهوري، المرابط في منطقة نهم، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، أمس الأربعاء، إسقاط مقاتلة حربية في منطقة أرحب “أثناء قيامها بمهمة اعتيادية”. ويشن الطيران الحربي، منذ شهور، غارات جوية بشكل يومي على قرى آهلة بالسكان في أرحب ونهم، بحجة قصف مواقع مفترضة للمسلحين القبليين، الذين ينتمون إلى حزب الإصلاح الإسلامي المعارض، ويهاجمون الأولوية العسكرية المرابطة في تلك المناطق.
وعلى صعيد متصل، اتهم وزير الخارجية اليمني أحزاب المعارضة في بلاده بافتعال الأزمات من أجل الوصول إلى السلطة، بعد أن فشلت في الوصول إليها عبر الانتخابات. وقال القربي، في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليل الثلاثاء الأربعاء، إن المعارضة “افتعلت الأزمات ورفعت سقف مطالبها، وفضت الحلول والتنازلات التي قدمتها الحكومة ولبت بها معظم مطالب المعارضة”، مشيرا إلى أن الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام الحاكم، كلفت اليمن ملياري دولار مع خسائر طاولت الطرق وأنابيب النفط وبنى تحتية أخرى. وقال إن التظاهرات والاحتجاجات تهدد بإشعال “حرب أهلية ونزاع مدمر”، مؤكدا أن الحكومة اليمنية تدافع عن الديمقراطية و”تحمي حقوق الإنسان”. كما أكد أن الرئيس علي عبدالله صالح ملتزم بالمبادرة الخليجية وسيلة لإنهاء العنف في البلاد التي خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى.
إلى ذلك، نفت السفارة اليمنية في واشنطن الأنباء التي تحدثت عن رفض وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون استقبال السفير القربي، على هامش زيارته الأخيرة للعاصمة الأميركية للمشاركة في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين.
وقالت السفارة في بيان لها إن القربى التقى مسؤولين في الإدارة الأميركية بواشنطن، كان أبرزهم نائب وزير الخارجية الأميركية وليام بيرنز، موضحة أن كلينتون ومستشار الأمن القومي توم دانولين “كانا يشاركان في اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك خلال زيارة الوزير القربي” لواشنطن.
المصدر: صنعاء