(صنعاء) - نجا وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد، أمس الثلاثاء، من محاولة اغتيال بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة في مدينة عدن الساحلية الجنوبية، وسط أنباء عن عودة انتشار مقاتلي تنظيم القاعدة المتطرف في محافظة أبين (جنوب)، فيما فجر مسلحون قبليون أنبوب النفط الرئيسي بمحافظة مأرب (شرق)، وذلك في ثالث تفجير يستهدف هذا الأنبوب الاستراتيجي منذ مارس الماضي. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية “سبأ”، إن وزير الدفاع نجا من “محاولة اغتيال آثمة على يد عناصر إرهابية متطرفة من تنظيم القاعدة بمحافظة عدن”، وذلك بعد نحو شهر من تعرضه لمحاولة اغتيال بواسطة عبوة ناسفة استهدفت موكبه على الطريق الذي يربط مدينة عدن بمحافظة أبين، التي تعد واحدة من أبرز معاقل تنظيم القاعدة في جنوب اليمن. وقال مصدر عسكري يمني، أمس الثلاثاء، إن “سيارة مفخخة انفجرت أثناء مرور موكب وزير الدفاع في النفق الواقع بين جولد مور والقلوعة” بمديرية التواهي وسط مدينة عدن. وأوضح المصدر العسكري أن الانفجار أسفر عن مقتل الانتحاري وإصابة عدد من أفراد حراسة وزير الدفاع اليمنية، “إصابة بعضهم خطيرة”، مؤكدا نجاة اللواء الركن محمد ناصر أحمد.وقد تضاربت الأنباء بشأن سقوط قتلى في صفوف الجنود، المكلفين حراسة موكب الوزير اليمني، حيث قال مصدر طبي في مستشفى “باصهيب” العسكري، بمدينة عدن، لـ(الاتحاد) إن المستشفى استقبل تسعة جرحى من الجنود، حالة أحدهم حرجة. لكن مصدرا في إدارة أمن محافظة عدن أكد لـ(الاتحاد) مقتل اثنين من أفراد الحراسة الهجوم الانتحاري، موضحا أن نائب رئيس هيئة الأركان بالجيش اليمني، اللواء سالم القطن، وقائد اللواء 119 مدرع، العميد فيصل رجب، “كانا بمعية وزير الدفاع” عند تعرضه للهجوم. ومنذ منتصف يوليو الماضي، خاضت خمسة ألوية عسكرية، من بينها اللواء 119، بقيادة قائده فيصل رجب المؤيد للحركة الاحتجاجية الشبابية، معارك دامية ضد مقاتلي تنظيم القاعدة، الذين كانوا قد استولوا على مدينة زنجبار، عاصمة أبين، أواخر مايو الماضي. وأكدت وزارة الدفاع اليمنية أن الأجهزة الأمنية “تقوم حاليا بتحريات واسعة للبحث عن من لهم صلة بالحادث للقبض عليهم وإحالتهم إلى أجهزة العدالة لينالوا جزاءهم العادل والرادع”، مشددة أن “من يقفون وراءه لن يفلتوا من العقاب”. وقال شاهد عيان لـ(الاتحاد) إن الانفجار “ألحق أضرارا بسيطة” بسيارة وزير الدفاع، مشيرا إلى أن السلطات اليمنية المختصة “قامت بسحب السيارة المفخخة” التي التهمتها النيران جراء الانفجار. وقال نائب وزير الإعلام اليمني، عبده الجندي، في تصريح صحفي، إن “تنظيم القاعدة يقف وراء محاولة اغتيال وزير الدفاع”، معتبرا أن هذا التنظيم المسلح “يحاول استغلال” الانفلات الأمني الذي يعاني منه اليمن، منذ أكثر من ثمانية شهور، جراء اندلاع احتجاجات شعبية واسعة مطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح، المستمر منذ أكثر من 33 عاما. وأضاف: “القاعدة تحاول أن تقول إنها متواجدة في مدينة عدن بالرغم من ضربها في زنجبار”، التي تمكن الجيش اليمني من تحرير أجزاء واسعة منها من قبضة المتشددين في 10 سبتمبر الجاري، لافتا إلى أن الانفلات الأمني الحاصل في البلاد “طبيعي” جراء استمرار الاحتجاجات الشعبية، التي قال إنها “قسمت المتجمع اليمني” إلى نصفين. وقال مصدر مقرب من المسلحين المتشددين، لـ(الاتحاد)، إن تنظيم القاعدة يقوم حاليا بترتيب صفوفه في مدينتي زنجبار وجعار، شرق أبين، خصوصا بعد أن أوقف الطيران الحربي اليمني، منذ أيام، غاراته على مواقع المسلحين خصوصا في جعار، التي لا تزال تحت سيطرة المقاتلين الإسلاميين. وأوضح المصدر أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مقاتلي تنظيم القاعدة وقوات من ألوية 25 ميكانيكي و119 مدرع، و201 مشاه، في مناطق “المراقد”، “كود لحمر”، و”الصرح”، على ضواحي مدينة زنجبار، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين المتشددين. وأكد أن مقاتلي تنظيم القاعدة بدأوا بالتوافد إلى منطقتي “الكود”، و”المسيمير”، غرب زنجبار، استعدادا لشن هجمات عنيفة على قوات الجيش المرابطة هناك. وقال إن المسلحين طلبوا من أهالي تلك المنطقتين مساعدتهم في شن هجمات على الجيش، الذي لا يزال يغلق الطريق الرئيسي بين مدينة عدن ومحافظة أبين. إلى ذلك، فجر رجال قبائل معارضون، أمس الثلاثاء، أنبوب النفط الرئيسي الذي ينقل النفط الخام من مصفاة صافر بمحافظة مأرب الشرقية، إلى ميناء التصدير في منطقة رأس عيسي بمحافظة الحديدة الساحلية الغربية. وقالت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، إن “عناصر تخريبية مسلحة من مليشيات أحزاب اللقاء المشترك” المعارضة، قامت “بتفجير أنبوب النفط في منطقة العرقين بمحافظة مأرب”، مشيرة إلى أن التفجير الذي تم بواسطة عبوة ناسفة “أدى إلى توقف تدفق النفط الخام” إلى ميناء التصدير في منطقة رأس عيسى، الذي يزود مصافي عدن بالنفط الخام. وأوضحت أن الأجهزة الأمنية تقوم حاليا “بملاحقة من قاموا بتفجير الأنبوب والذين سبق لهم أن فجروه عدة مرات من قبل”.وقالت مصادر محلية لـ(الاتحاد) إن مفجري الأنبوب ينتمون إلى قبيلة الدماشقة “التي سبق أن فجرت هذا الأنبوب مرتين خلال العام الجاري” على خلفية مطالب خدمية، مؤكدة أن الانفجار “بسيط”، و”يمكن إصلاحه في وقت قصير”. وتسببت الاضطرابات التي يعاني منها اليمن منذ يناير الماضي، بأزمة خانقة للمشتقات النفطية، أدت إلى رفع أسعار البنزين بنسبة 120 في المائة. وقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، 40 ألف طن من الديزل، وثلاثة ملايين برميل نفط خام، لليمن، لدعمه على اجتياز أزمته الاقتصادية المتفاقمة.