ماتا يشعل المواجهة مع «الخفافيش»
من المتوقع أن تحظى المواجهة المرتقبة بين فالنسيا وتشيلسي في ثاني جولات مرحلة المجموعات لدوري الأبطال الأوروبي بمتابعة جماهيرية وإعلامية كبيرة، ليس لتمتع “الخفافيش” و”البلوز” بمكانة كبيرة في المحيط الكروي الأوروبي فحسب، بل لأن هناك ظروف خاصة تحيط بتلك المواجهة، وعلى رأسها عودة النجم الرسباني خوان ماتا إلى ستاد “المستايا”، ليس لمساعدة فالنسيا الذي لعب معه من 2007 إلى صيف 2011، ولكن من أجل دعم تشيلسي لتحقيق الفوز على فريقه السابق هذه المرة.
ومن مفارقات عصر الاحتراف أن بعض النجوم الذين يواجهون مثل هذه المواقف قد يحظون بدعم وتشجيع جماهير فريقهم السابق، والبعض الآخر يواجه جحيماً لا يطاق وكراهية تتجاوز حدود التنافس الكروي، لمجرد أنه انتقل من ناد إلى آخر، ووضعته الظروف في مواجهة فريقه السابق. ووفقاً لما نقلته صحيفة “الصن” البريطانية فإن هناك حالة من الترقب لعودة ماتا إلى المستايا، حيث أكد رفيق دربه السابق بابلو هيرنانديز إن رحيل ماتا عن فالنسيا كان بمثابة الكارثة من الناحية الفنية على فريق “الخفافيش”، على الرغم من الفائدة المادية الكبيرة التي تحصل عليها الفريق الإسباني، حيث بلغت قيمة الصفقة التي أبرمت في فترة الانتقالات الصيفية الماضية 22 مليون جنيه استرليني.
وأضاف هيرنانديز: “إنها مناسبة خاصة جداً أن يعود خوان بهذه السرعة إلى الملعب الذي اعتاد على التواجد به لفترة طويلة، صحيح أنه يعود إلى هذا المكان منافساً وليس عنصراً يمثل فالنسيا، إلا أننا على المستوى الشخصي نكن له كل الاحترام خارج الملعب، ولكن حينما تبدأ المباراة فسوف يتم التعامل مع الموقف بطريقة مختلفة، ففي الملعب لا توجد صداقة، حيث يحق لكل لاعب أن يسعى لمساعدة فريقه على الفوز، ونحن نملك الطموح لقهر تشيلسي الذي يتمتع بمكانة كبيرة في القارة الأوروبية”.
وبعيداً عن الإثارة التي من المتوقع أن ترافق عودة ماتا إلى المستايا، فإن التاريخ والأرقام والحقائق تؤكد أن تشيلسي أعلى كعباً من منافسه في مواجهة الليلة، وعلى الرغم من إقامة المباراة في معقل “الخفافيش” بإسبانيا، إلا أن الفريق اللندني يظل مرشحاً فوق العادة لتحقيق نتيجة إيجابية، وفقاً لمعطيات التاريخ، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 4 مواجهات جمعت الفريقين، ولم تنتهي أي منها بهزيمة “البلوز”، حيث تمكن الفريق اللندني من الفوز في مباراتين، والتعادل في اثنتين.
كما أن الفريق اللندني لم يخسر أي مباراة في إسبانيا من بين آخر 6 مواجهات شد الرحال خلالها إلى الأراضي الإسبانية، حيث حقق الفوز في مباراتين، وتعادل في 4، وعلى العكس من ذلك لم يحقق فالنسيا على أرضه سوى فوزين في آخر 9 مواجهات خاضها في دوري الأبطال.
من جهة أخرى وفي اطلالة لا تتكرر كثيراً للنجم الاسباني “المتعثر” فرناندو توريس قائد هجوم تشيلسي، أكد إنه يشعر بسعادة غامرة لأنه عاد مؤخراً إلى معرفة الطريق نحو شباك المنافسين، خاصة أنه لم يسجل سوى 3 أهداف (هدفان في آخر مباراتين) في 25 مباراة مع الفريق اللندني منذ انتقاله إلى صفوفه في يناير الماضي.
ومنذ هذا الوقت تطارده لعنة الصفقة الأغلى في الملاعب الانجليزية، فقد انتقل من ليفربول إلى تشيلسي مقابل 50 مليون جنيه استرليني، الأمر الذي يعني أن كل هدف سجله حتى الآن يساوي 16,6 مليون جنيه استرليني. وفي تصريحاته التي تسبق مواجهة فالنسيا في المستايا، قال توريس: “أعترف بأنني واجهت صعوبات كبيرة مع تشيلسي في الأشهر الستة الأولى مع الفريق، وعانيت كثيراً، إلا أن الدعم الجماهيري المتواصل في الملعب أو خارجه جلعني على ثقة من العودة إلى سابق مستواي من جديد، وفي كل مكان أذهب إليه في الشارع أو المقهى أجد تشجيعاً جماهيرياً كبيراً، وهو الأمر الذي كان يحفزني على تقديم كل ما لدي لاسعاد الجماهير ورد الدين، فاللاعب الذي يتألق في بدايات انتقاله إلى أي فريق تصبح مهمته أكثر سهولة في الحصول على مكانة في قلوب الجماهير، ولكن المذهل في الأمر أن أنصار تشيلسي أكثر إصراراً على دعمي على الرغم من تعثري”.
وأضاف توريس: “أعترف بأن اللعب في الدوري الإنجليزي وخاصة مع تشيلسي أكثر صعوبة من الدوري الاسباني، يمكنني أن ألمس الفارق بين الملاعب الإنجليزية والاسبانية، ولكن تجربتي في إنجلترا ممتعة حقاً، خاصة أنني أعيش على مقربة من ملعب ستامفورد بريدج، الأمر الذي يجعلني أشعر بالشغف الجماهيري الكبير في الملاعب الإنجليزية، ما أريده الآن أن أشكر الجماهير التي وقفت إلى جواري وكانوا على ثقة من أنني سوف أعود كما يتمنون”.
المصدر: دبي