يستعد المسرحي الشاب فيصل علي لخوض تجربته الإخراجية الثانية في الدورة المقبلة من مهرجان دبي لمسرح الشباب، الذي يقام خلال الفتر من الأول وحتى العاشر من الشهر المقبل، بتقديم مسرحية «الطين» من تأليف محمد صالح وإنتاج فرقة المسرح الحديث، وقد دخل الفنان الشاب في «بروفات» مكثفة منذ نحو شهرين بمسرح معهد الشارقة للفنون المسرحية، وفي ما يلي نتعرف إلى تفاصيل أكثر حول إعداده للمهرجان الذي تنظمه هيئة دبي للثقافة. تناقش مسرحية «الطين»، باللغة العامية، موضوعة تصلح لكل زمان ومكان، ويقول فيصل علي عن حكاية عمله الجديد «ثمة اختلاف في طريقة تفكير الشباب، ودائماً ما تجد اعتراضاً من قبل الكبار، بعض كبار السن يتمسك برأيه وينظر إلى من هم أقل سناً منه بكثير من عدم الثقة.. والمسرحية تقترح أن نكف عن ذلك، ونبحث عن طريقة للحوار لا الخلاف بين الكبار والصغار»، ويشير إلى التغييرات التي حصلت في المجتمع نتيجة لثورة الاتصالات، وكيف أن العالم صار عبارة عن قرية كونية تجمع أخلاطاً من البشر والثقافات والأحوال. ويتابع «لكن الجيل المتقدم يريد أن تظل الحال كما كانت عليه من قبل، ولا يتقبل التطور والحداثة، ومن هنا يعترض هذا الجيل على كل ما يصدر من الشباب»، ويضيف «إن المسرحية تقارب هذا الأمر من خلال علاقة رجل مسن بابنته الشابة، إذ إن الأب لم يدرس، ولم يتعلم ولم يكتب ومع ذلك يريد السيطرة على الابنة»! ويشير ألى أن «العمل لا يتوقف عند هذا المستوى، ولكن يمضي ليكشف عبر هذه المقابلة بين الأب وابنته الكثير من القضايا الاجتماعية مثل (العنوسة) و(العرض والأرض)..». وعن الغلبة في المشهد الاجتماعي في الوقت الراهن للكبار أمام الشباب، يجيب «الكبار بنوا وأسسوا لكن المستقبل للشباب». وكان علي قد أخرج مسرحية «العارضة» 2007، وذلك في ختام ورشة عمل حول فنيات العرض المسرحي ونص المسرحية كتبه العراقي محمود أبو العباس، وفي 2010 شارك بالتمثيل في مسرحية «باب» من إخراج محمد صالح. لكن مساره مع التمثيل بدا واعداً أكثر، فعقب مشاركته في ورشة مسرحية أشرف عليها المخرج العراقي جواد الأسدي 2006 حاز جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن دوره كممثل في مسرحية «مندلي» المقتبسة عن مسرحية «فويسك» للألماني جورج بوشنر، كما حاز جائزة أفضل ممثل واعد عن دوره في مسرحية «ليلة بعمر» تأليف جاسم الخراز وإخراج محمد صالح وإنتاج فرقة المسرح الحديث، وذلك في مهرجان أيام الشارقة المسرحية 2010. ويقول فيصل علي، إن المسرحي الشاب يرى في مهرجان دبي فرصة لمتابعة خبرته الإخراجية وتطويرها، ويضيف «فقط نحتاج إلى المزيد من ورش التدريب، حتى نصقل أدواتنا، كما أدعو المؤسسات المسرحية التي تقيم الورش لأن تكثف الترويج حتى يعرف أكبر قدر من الشباب بهذه الورش»، ويضيف أن مهرجان مسرح الشباب «نجح في تثبيت نفسه وقدم العديد من الأسماء في السنوات الماضية، ونتمنى أن يستمر». وإشار علي إلى الندوة التطبيقية المصاحبة لفعاليات المهرجان، وقال إنها من الملامح المهمة في المهرجان «المناقشات التي تدور تنير طريقنا ونستفيد منها كثيرا في تطوير أعمالنا». وفي إجابته عن سؤال حول مستوى عروض الدورة الماضية، قال إنها متفاوتة، لافتاً إلى أن عروض المهرجان ينقصها أن تكون لكتّاب شباب، «فكيف لمن هو في سن الأربعين أن يقدم نصاً مسرحياً بمضمون شبابي..؟. وينادي علي بفتح الفرصة لاستضافة عروض من الخارج، مضيفاً «حبذا لو صار الاسم (مهرجان دبي لمسرح شباب الخليج)». ويقول عن الجوائز «إنها تحفزنا وتجعلنا نبدع أكثر» يواجه علي مشكلة في التزام أحد الممثلين بتمرينات المسرحية، فهو يحضر اليوم ويغيب في اليوم التالي، وهو يفكر في أن يحل محله، لكنه في الوقت ذاته يخشى ألا ينظر إلى عمله بشكل جيد من الناحية الإخراجية إذا تورط بالتمثيل، ويقول «هناك مشكلة تتعلق بالارتباطات المهنية لبعض الممثلين، فلا يمكنك ترك عملك الأساسي للمشاركة في المسرحية، ولكن نأمل أن يحل الأمر في المستقبل بطريقة ما»، بيد أن وجود فريق التمثيل كاملاً إلى جانبه كمخرج هو ما يهمه، ويقول «بدأت في (البروفات) منذ وقت مبكر حتى أصل إلى المهرجان في أفضل حال والعمل تطور كثيراً ،وفي ما تبقى من أيام سأطوره أكثر».