«جسوم ألون» تحرض على الخيال و «الأمير مشغول» تحض على التكاتف الاجتماعي
اختتمت مساء أمس الأول عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، على خشبة مسرح معهد الشارقة للفنون المسرحية بعرض مسرحيتين الاولى بعنوان”جسوم ألون” لفرقة مسرح دبي الشعبي تأليف أحمد الماجد وإخراج محمد سعيد السلطي. والثانية بعنوان”الأمير مشغول” من إعداد وإخراج عمر غباش.
تدور فكرة مسرحية “جسّوم ألون” حول طفل مهمل من قبل والديه فيستعيض عن هذا الإهمال بعلاقة مع حيوانات البيت سواء قطط أم فئران، ويقوم باللهو معهم فتتجسد حميمية العلاقة بينهم جميعا إلى حدّ أنه عندما يهاجم الصوص البيت يقومون بمساعدته في طردهم. هي حكاية تجمع بين المتخيل والواقع، وتدعو في رسالتها الأطفال لا إلى الرفق بالحيوان فحسب إنما إلى أن يستخدم الطفل مخيلته وعقله في إيجاد حلول لما يواجهه الطفل من إشكاليات.
وربما لأن المشهد العام للعمل، بما فيه عناصر السينوغرافيا، أقرب إلى ذاكرة الطفل لجهة أن استدخال الحيوانات الأليفة وإنطاقها ليس غريبا عليه بواسطة الرسوم المتحركة التي يراها على شاشة التلفزيون بالإضافة إلى اشتغال المخرج على ممثليه، وهم من الأطفال الذين يصعدون إلى الخشبة لأول مرة، ما جعل جمهور الأطفال خلال العرض أكثر قربا إلى العمل وانتباها لأحداثه، رغم بعض الارتباك الذي حدث أحيانا لجهة تعامل الممثل مع الديكور وتفاصيله.
في العمل تفاصيل أخرى تنطوي على جوانب تربوية جاءت في قالب درامي، لعل من أبرزها الدعوة إلى القراءة بإبراز أهميتها وضرورتها في حياة الفرد بالإضافة إلى أمور أخرى من شأنها أن تعزز لدى الطفل قيما إنسانية على وجه الإجمال.
إنما، فضلا عن الأداء المتميز للقط والقطة فقد كان أداء “الفأر” لافتا لانتباه الأطفال، ويحسب لهذا العمل مخرجا ومؤلفا أن أشركوا شخصيات طفولية في قالب كرتوني قرّبت المسرح إلى الطفل الممثل ذاته بحيث جعلته يحب المسرح ويظهر أمام جمهور واسع من الصغار والكبار دون خجل ما يعني تبني الدعوة إلى أن من المهم الاهتمام بهؤلاء الأطفال الممثلين الصاعدين إلى خشبة المستقبل. وردا على سؤال لـ”الاتحاد” حول وفاء العرض للنص الأدبي للمسرحية أوضح أنه راضٍ تماما عن العرض وقال: “لكل مخرج رؤية إخراجية خاصة به تجاه أي نص أدبي، وأنا أحترم رؤية المخرج محمد سعيد سلطي التي استطاع من خلالها أن يوصل فكرة العمل إلى جمهور الأطفال”.
أما العرض الثاني “الأمير مشغول” فهو يتناول في فكرته الأساسية الحض على التكاتف الاجتماعي مأخوذا عن قصة فولكلورية من الأدب الإفريقي وتقدم أميرا يدرك أن العيش بين رعيته وعامة شعبه أكثر جدوى من العيش بعيدا عنهم في القصور فيقرر بعد أحداث درامية أن يبني له بيتا بينهم ويعيش هناك ويترك القصر لزوار الدولة وينصرف إلى قضاء حاجات الشعب ومراعاة شؤونه وممارسة الحكم بينهم.
وبدا “الأمير مشغول” أكثر قربا إلى الأطفال من خلال الأغنيات التي استخدمها والتي تنتمي إلى إرث موسيقي من أكثر من بلد عربي إلى درجة إحساسهم بالفرح والانسجام الكامل.
أما على مستوى الأداء، فبدا الممثلون في “الأمير مشغول” وقد شغلوا الخشبة تماما رغم أن الديكور احتل مساحة ليست واسعة منها.ثمة إيقاع لم ينكسر وتناغم بين الممثلين الذين يمتلكون الخبرة والاحتراف في الوقوف على الخشبة، رغم أن العرض ظهر في مفصل من مفاصله أعلى من مخيلة الطفل ومستواه الذهني وخبراته في الحياة والعيش.
وفي صدد السينوغرافيا فقد نفذت ضمن مستوى معقول جدا من الاحتراف في التنفيذ وعلاقتها بالممثل وما يلفظه من كلام وتحديدا الإضاءة.
المصدر: الشارقة