نوف الموسى (دبي)
بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، وحشد من كبار المسؤولين والضيوف من رجال الفن والإبداع من أوروبا واليابان وأفريقيا وكوريا، أطلقت الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان رئيسة مؤسسة الشيخة فاطمة بنت هزاع الثقافية، رئيسة مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، من متحف اللوفر أبوظبي، أمس، مجموعة المجوهرات «جنة»، للجمهور العام من المهتمين والمقتنين والفنانين والمبدعين في مجال المجوهرات وفنون التصميم العالمي، معبرة بذلك عن إحساسها بالجمال، المسكون بُحب جدِّها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبحثها الساحر في كيفية تجسيد قطع من المجوهرات النفيسة التي تبعث روح الإرث الأصيل في ذاكرة أبناء الإمارات، من خلال التعاون الأول من نوعه، مع دار «بولغاري» العالمية.
إن هذه المجموعة من أسمى التعابير الاستثنائية لمعنى أن تصنع عقداً رفيعاً يحمل اسم زايد، ويمتزج مع أرواح نساء هذه الأرض الطيبة. كل شيء بدأ بتلك القصص التي رواها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، للشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان عن تجليات قيام دولتنا الحبيبة الإمارات، تلك الهوية التي بنيت عن إدراك وفهم للقيم الإنسانية، التي أسست فضاء شاسعاً لمختلف ثقافات العالم. وبذلك نشهد اليوم ومن عاصمة الجمال أبوظبي، تلألأ الوردة ذات الخمس بتلات، تلك المنقوشة على جدران جامع الشيخ زايد الكبير، وحبات اللؤلؤ المرتبطة بإرث الإمارات الحضاري في مجموعة «جنة الإمارات»، متغنية برؤية الشيخة فاطمة بنت هزاع، باعتبارها تلك الهدية الغالية قائلةً: «إليك يا زايد الخير أقدم مجموعة جنة الإمارات».
قصة مختلفة
الطريقة الوحيدة لاكتشاف ما تعنيه الشيخة فاطمة بنت هزاع، بتأكيدها أن «عبق الأزهار يشدو عندما تكون الجذور راسخة»، هي تجربة المتعة البصرية بمشاهدة تلك القطع الرهيفة، رغم هيبة تكوينها، إلا أنها تراعي تفاصيل الامتزاج بينها وبين من يرتديها، ولذا فالرحلة عبر نحو 62 قطعة فنية معروضة، جاءت ممزوجة بين اللمحة العصرية، ذات الطراز العالمي، في التشكيلات المقدمة، وبين العبق التراثي، على مستوى الارتباط بين المجوهرات وقصص أهل الإمارات. وعن شكل التعاون بين الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان و«بولغاري» العالمية، تحدثت حوله بشغف وباهتمام لوسيا بوسيني مدير أول للتراث والعلامة التجارية في «بولغاري» لـ«الاتحاد»: إنها المرة الأولى التي تتخذ فيها «بولغاري»، خطوة نحو تعاون بهذا المستوى والنوع، والحقيقة أن السبب الرئيسي لذلك يعود بشكل أساسي لشخصية الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، ذات الامتداد النبيل، وهدفها في أن تجسد تلك القيم الرفيعة التي تنطوي عليها علاقتها الوطيدة مع جدها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. لقد شكلت بالنسبة لنا قصة مختلفة تماماً، لا تعنيها بشكل شخصي، بل على العكس، جاءت بمشروع، يحمل روح مجتمع ودولة بالكامل، وهو ما جعلها مُلهمة بالنسبة لنا. في جميع لقاءاتنا معها كنا نجد مستوى مختلفاً من الاكتشاف والتطلع لثقافة الإمارات، وهو ما استشعرناه بزيارتنا لمسجد الشيخ زايد الكبير التي نتجت عنها علاقتنا مع البتلات الخمس في الورود البهية المرسومة على قباب وجدران المسجد الكبير.
وتابعت لوسيا بوسيني، أن اللافت للانتباه بالنسبة لهم، في ما يخص العمل على الورود، أن مجموعاتهم في «بولغاري»، لم تكن تحمل معنى للورود التي يصممونها، بل مثلت مفهوماً لجمال الطبيعة الأم، وما حدث تحديداً في تعاونهم مع الشيخة فاطمة بنت هزاع، هو أنها أضافت «معنى» للورود، وهو ما أعطى قوة مختلفة لمجموعة «جنة الإمارات»، ومنه نتأكد أكثر كيف أن اكتشاف الخلفيات الثقافية للبلدان من حول العالم، يكسبنا فهماً أكبر ويساعدنا على اكتشاف الأفكار وطرق التفكير التي يتبناها الناس في مجتمعاتهم، فمجموعة «جنة الإمارات»، أعطت بعداً مغايراً حين استخدمت تلك اللغة العالمية وهي المجوهرات لتخلق حواراً بين الإمارات وروما والعالم كذلك، مضيفة بأنها مسألة تتجاوز ما يتصوره الغرب الذين لم يزر البعض منهم المنطقة من قبل، أو أنه حضر للسياحة واكتشف المباني الجميلة والبحر الخلاب، وهو بالطبع أمر رائع، ولكن الأهم من ذلك، هو أن يتشكل الدافع الرئيسي لبدء مسيرة الحوار المتواصل، وهو ما يمكن أن نتلمسه عبر مجموعة «جنة الإمارات»، فنحن من خلالها نتجاوز اللغة الاعتيادية، إلى اللغة الفنية العريقة.
قوة الهوية
الوقوف عند كل قطعة يتطلب فهماً وإيماناً بالامتزاج بين إبداع وقوة المشاركين في المنجز الإبداعي، تقول لوسيا بوسيني، موضحةً أن تصميماً واحداً قادر على أن يلهم الإماراتيين ملايين القصص. إنها الهوية، القوة البديعة في أن تكون حاضراً، وتعبر عن الجمال بنكهتك الخاصة، وهو فعلياً ما يميز الإمارات، إنها تسعى وبوعي تام لإيصال هويتها الخاصة، إلى منصات حوار عالمية، تكتشف من خلالها العالم، والعالم بالمقابل يتعمق في فهمها وتقديرها كجزء خلاب وجاذب في المنطقة ككل. وأستطيع القول إن الغرب لديهم الاستعداد والفضول لمعرفة أكبر للإمارات، وأجزم بأنهم سيتفاجؤون، كلما اقتربوا أكثر وقلّت المسافة، لأن ما تحمله الإمارات من إرث، يعد حالة فارقة غنية بالتفاصيل اللافتة والتحولات المتعددة على مدى السنوات الماضية.
أداة للتواصل الثقافي
قدمت دانييلا ماسكيتي رئيسة مزادات المجوهرات الأوروبية في دار «سوذبيز» للمزادات، جولة تاريخية ومعرفية لمحطات دار «بولغاري» العالمية، وصولاً إلى مجموعة «جنة الإمارات»، موضحة لـ«الاتحاد»، أن جمالية المجموعة متأتية من قدرتها على السرد التاريخي للمنطقة، إنها مسألة تتجاوز أن تتعامل مع المجوهرات كشيء يلمع أو نتزين به فقط، بل ما يمكنك أن تعرفه عن الآخرين. ويمكن ملاحظة ما أبدعته الشيخة فاطمة بنت هزاع بتعاونها مع «بولغاري»، وهو إضفاء الشكل العصري، بلمحة الملبوس التقليدي، وربما أهم ما نحتاج إليه في هذه المرحلة، أن تتجه المجموعة إلى المجتمع المحلي، وتتخذ حيزها من النقاش والاطلاع والحوار الذي من شأنه أن يكشف القوة التي تمتلكها تلك المجموعة في إضاءة السيرة الاجتماعية والإنسانية لهذا الجزء من العالم. وأستطيع القول إن المجوهرات تحمل طابع الحس القصصي والدرامي، حيث تتحول إلى حالة سردية، فنحن عند اطلاعنا على مجموعة «جنة» على سبيل المثال، نتخيل مسرحاً مفتوحاً من التواصل الإنساني بين دولة الإمارات والعالم، وعلينا ألا ننسى، أن المجوهرات تعبير فني يعكس إحساسنا الشخصي إزاء الحياة.
كل قطعة لها قصة
مريم محمد الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، أعربت عن إعجابها بالمجموعة، وقالت بحب: كل قطعة لها قصة، لا إرادياً تشعر بنفسك منجذباً لها، إنها فعلاً قريبة من القلب، يمكننا أن نتصور كيف تبرز هويتنا عبر المجوهرات، وتتشكل بشكل أكثر عمقاً وتطوراً، فقط يكفينا أن نتأمل الوردات في كل قطعة حاضرة في مجموعة «جنة الإمارات»، وماذا يمكن أن تقدم لنا في حال تم إنتاج خط لمجموعة قطع للاستخدام اليومي، تتبع هذه المجموعة، متيحة للجميع فرصة اقتناء قصة من قصص الإمارات عبر «بولغاري».
إحساس مختلف من الخليج
أكثر ما استوقف الدكتورة موزة الشحي، مدير مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دول الخليج، هو ارتباط المجموعة بإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقالت: إنها تقدم إحساساً مختلفاً من الخليج. وهو إنجاز كبير للإماراتيين، يحسب للشيخة فاطمة بنت هزاع، بأن تقدم موروثنا عبر ماركة عالمية. وأضافت: العناصر المضافة في كل قطعة، وبالأخص الألوان، تجعلك مفتوناً بالمجوهرات، فلكل لون رمزيته ودلالته الجمالية.
تعبير عميق عن حب الوطن
القطعة ذات الأحجار باللون الأخضر، أكثر ما ألهم المقدم ركن طيار مريم المنصوري، التي أكدت بحب كبير، أن هناك حكاية حب روتها الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان عبر المجموعة، والزمن هو من سيضفي مع الوقت قيمة أكبر لكل قطعة، لأنها تحمل معها تاريخ وإرث دولة الإمارات، قائلةً: «إنه بالفعل تعبير عميق عن الحب».
تراث الإمارات بروح عصرية
بوزينا روستيك، رئيس المجموعة الدبلوماسية لزوجات السفراء في الإمارات، قالت: إنها قصة تراث الإمارات، تحكى بروح عصرية. فالتمازج بين الماضي والتاريخ الحضاري لدولة الإمارات الذي تعكسه رؤية الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان في إبداعها، هو بمثابة إظهار لأثر ودور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مبينة أنها حظيت بفرصة فريدة للاطلاع على تفاصيل مجموعة «جنة الإمارات»، وعيش تجربة ارتدائها للحظات، وصفتها باللحظة الفاتنة.