دشن الرئيس المصري حسني مبارك الدورة الجديدة للبرلمان المصري بغرفتيه “الشعب والشورى” بالتأكيد على رفضه أي شروط أو إملاءات أو محاولات خارجية للتدخل في شؤون مصر الداخلية. وقال مبارك إن “تعاملنا مع قضايا السياسة الخارجية والأمن القومى تحكمه الصراحة والوضوح ما نقوله في العلن هو ما نقوله وراء الأبواب المغلقة، لا نفرط أبداً في سيادتنا أو استقلال إرادتنا، ولا نقبل شروطاً أو إملاءات، لا نغفل للحظة عن أمن مصر القومى وأمان مواطنيها، ونتعامل مع محاور الأمن القومى بأبعاده كافة، كقضية حياة ووجود ومصير، نمد يد الصداقة والتعاون لشركائنا حول العالم، ولا نسمح لأحد بزعزعة استقرارنا، أو صرف انتباهنا عن قضايا الداخل المصري، وتطلعات المصريين”. وتناول مبارك في خطابه الملامح الرئيسية لسياسة مصر في المرحلة المقبلة، كما حدد القواعد الأساسية للممارسة البرلمانية، من أجل تحقيق المصالح العليا للوطن، ودعم التعاون بين البرلمان والحكومة لتخفيف الأعباء عن المواطنين، والعمل على زيادة حركة الاستثمار، ودعم مشروعات التنمية، وتوفير المزيد من فرص العمل. وقال إن أمن الطاقة جزء من أمن مصر القومي، مشيراً إلى إطلاقه برنامجاً للطاقة النووية للاستخدامات السلمية، وأكد الانتهاء من الدراسات الفنية لبناء أربع محطات نووية، وقال “سنطرح قريباً مناقصة إقامة المحطة الأولى بمنطقة الضبعة”. وأضاف مبارك: “ماضون في تنفيذ هذا البرنامج، متمسكون بحقوقنا الثابتة من دون شروط، ملتزمون بالمعاهدات الدولية للطاقة النووية”. وأكد مبارك اهتمامه بملف مياه النيل كجزء من أمن مصر القومي، وقال إننا “ملتزمون بالحوار ومواصلة تقديم المساعدات لدول حوض النيل”، مشيراً إلى أن تلبية الطلب المتزايد من المياه يتطلب ترشيد استهلاك المياه، والاستفادة من مصادر المياه الأخرى مثل المياه الجوفية، وسوف يطرح مشروع قانون لحماية المياه الجوفية. وقال مبارك “إننا سنواجه محاولات التدخل في شؤوننا والضغط علينا في ملف الوحدة الوطنية، وإثارة الوقيعة مع دول حوض النيل، إننا لا نفرط في سيادتنا واستقلال إرادتنا، ولا نقبل شروطاً بشأنها، ونتعامل مع محاور الأمن القومي كقضية حياة أو موت”. وأكد مبارك، في خطابه، أن الاقتصاد المصري صمد أمام أزمتين عالميتين متعاقبتين ولم تمد مصر يدها لأحد، منوهاً في هذا الصدد بسياسات الإصلاح الاقتصادي التي أعطت قوة جديدة للاقتصاد ودفعت به لانطلاقة قوية بمعدلات نمو مرتفعة. وقال إن الدولة تعمل من أجل انطلاقة جديدة للاقتصاد المصري، تتمثل في إقامة مناطق صناعية وتجارية جديدة، وأخرى للتصنيع الزراعي بهدف رفع الإنتاجية والصادرات، وزيادة متوسط معدلات النمو إلى ثمانية بالمئة خلال السنوات الخمس المقبلة، مؤكداً أن هذه الانطلاقة سوف تنعكس على مستوى معيشة المواطن وسوف تصل ثمارها لمن لم تصل إليهم بعد من الفقراء والمهمشين. وفي هذا الإطار، دعا الرئيس مبارك البرلمان خلال دورته الحالية للانتهاء من تطوير عدد من القوانين لتنظيم التجارة الداخلية والمعاملات التجارية بما يعزز مناخ الاستثمار ويطرح المزيد من التسهيلات للمستثمر الصغير قبل الكبير. وحمل مبارك إسرائيل مسؤولية توقف مفاوضات السلام، داعياً المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة إلى تحرك “جاد وفعال”. وقال مبارك “نعي مخاطر المأزق الراهن للقضية الفلسطينية وقضية السلام، ونحذر من تداعيات تعنت ومواقف وسياسات إسرائيل على استقرار الشرق الأوسط والعالم”. وأضاف “أقول إن على إسرائيل أن تتحمل مسؤولية توقف المفاوضات وأن عليها أن تعلم أن أمن شعبها يحققه السلام وليس السلاح أو الاحتلال”. واعتبر مبارك أن “التحرك الدولي لا يرقى حتى الآن لجسامة هذه التداعيات والمخاطر”. وأضاف “أقول إن على الولايات المتحدة وبقية أطراف الرباعية الدولية أن تتحمل مسؤوليتها على نحو جاد وفعال للخروج من المأزق الراهن”. القاهرة: تأجيل محاكمة «خلية الزيتون» القاهرة (الاتحاد) - قررت محكمة جنايات أمن الدولة العليا المصرية طوارىء أمس تأجيل محاكمة أعضاء التنظيم المعروف باسم “سرية الولاء والبراء “ المعروف باسم خلية الزيتون إلى جلسة 17 فبراير المقبل . وتضم الخلية 25 متهما بينهم فلسطينيان اثنان والمنسوب اليهم جميعا تهم ارتكاب حادث سطو مسلح على محل لبيع المجوهرات بمنطقة الزيتون في شهر مايو عام 2008 واعتناق أفكار متشددة. وجاء قرار المحكمة بالتأجيل للاستمرار في سماع أقوال شهود الاثبات فى القضية الى جانب ضم تقرير مصلحة الأدلة الجنائية في شأن رفع البصمات التي خلفها حادث السطو المسلح على محل المجوهرات، واستجواب المتهم التاسع في القضية فرج رضوان حماد بناء على طلب تقدم به دفاعه.من جانب آخر حجزت محكمة أمن الدولة طوارئ بقنا في صعيد مصر أمس قضية مذبحة نجع حمادي للنطق بالحكم في 16 يناير المقبل. وكانت أحداث هذه المذبحة قد وقعت عشية عيد الميلاد الماضي عندما قام المتهمون، وهم محمد احمد حسين، وشهرته “حمام الكموني”، وقرشيي ابوالحجاج وهنداوي السيد، بقتل سبعة بينهم مسلم وإصابة تسعة آخرين عندما أطلقوا النار عليهم لدى خروجهم من كنيسة نجع حمادي.