الممارسات الصديقة للبيئة بين الحقيقة والوهم
الشارقة (الاتحاد) - في عام 2007 قامت شركة خاصة بالتسويق البيئي، بإجراء مسح في أميركا الشمالية لتقييم مزاعم المنتجات الصديقة للبيئة، ولسوء الحظ تبين أن هناك منتجاً من أصل 1018 من المنتجات التي خضعت للفحص يمكن أن يطبق عليه هذا الوصف، ولاحظ الفريق القائم على المسح ظهور أنماط بارزة أطلقوا عليها مصطلح الخطايا الست للتحول إلى الممارسات الصديقة للبيئة، وبعد عامين أضافوا الخطيئة السابعة.
ذلك جزء من حديث عمار العقروبي الذي يعمل نائب مدير التسويق بشركة بيئة، الذي تابع تلك الدراسات والمسوحات، وقد ذكر أن الشركات عمدت إلى استغلال هذا التوجه نظراً لزيادة الوعي لدى المستهلكين والوعي العام بين الجمهور إزاء المسائل البيئية، وتلك الشركات تضلل الجمهور من خلال تحفيزهم على الاعتقاد بأن المنتجات ممتازة وبأنها صديقة للبيئة، ومع ذلك لم تكن الحال على هذا النحو دائماً كما تبين من خلال المسح.
خطايا الممارسات الخضراء
ويكمل العقروبي قائلاً إن تلك الشركات تقدم على هذا الفعل لسببين وهما المال والولاء للعلامة التجارية، فالمنتجات الصديقة للبيئة تميل إلى ارتفاع ثمنها، وبالتالي يمكنها توليد المزيد من العائدات للشركة، ومع ذلك لا يمكن أن يستمر هذا الأمر لفترة زمنية طويلة، لأن القدرات المالية للشخص لن تسمح له بالقيام بذلك، ويمكن علاج ذلك باستخدام قضية على أن تكون هذه القضية مهمة وأن تتوافق مع طبيعة الروح البشرية، وعن طريق استغلال البيئة تقترف الشركات ما يمكننا أن نطلق عليه خطايا التحول للممارسات الخضراء، تجاه الناس وولاء لآخرين، الأمر الذي يساعدها على تعزيز الولاء لعلامة التجارية.
وذكر العقروبي أمثلة على ذلك أن شركة معروفة في مجال تصنيع البترول وهي ثاني أكبر شركة على مستوى العالم، أنفقت ما يقارب 200 مليون دولار من أجل إعادة توطيد مكانة علامتها التجارية، ولكي تبرز في عباءة شركة النفط الصديقة للبيئة، ولذلك حولت اسمها إلى شركة ما بعد البترول واستخدمت شعار يدل على الشمس والطاقة الخضراء، ما يعني أنها تعمل في مجال الطاقة البديلة، ومع ذلك فإن طاقتها البديلة تنفق ما يقارب من 105 مليارات دولار على البنية التحتية للغاز، وهو مصدر طاقة لا يعد صديقاً للبيئة.
ويشرح العقروبي تلك الخطايا السبع التي تحدث عنها في مستهل حديثنا، فقال إن أولها خطيئة التبادل المخفي ويحدث هذا عندما تركز الشركة على جانب واحد من البيئة، في حين تتجاهل القضايا الأخرى التي تكون سيئة للغاية. أما الخطيئة الثانية فهي انعدام الدليل وقد تقدم الشركة مزاعم على اتباع الممارسات الصديقة للبيئة، ولكنها تعجز عن تقديم أي دليل على ذلك وهذا يؤدي إلى أنصاف الحقائق مثل كأس من الورق الذي يوجد فيه محتوى معاد تدويره ولكنه لم يحدد ما إذا كان بنسبة 100 في المائة أو 0.01 في المائة.
تضليل المستهلك
وخطيئة الغموض جاءت لأن المنتجات يمكن أن تسوق المزاعم بسهولة، ولكنها لا تكون معرفة جيداً وغامضة لتبدو وكأنها صديقة للبيئة، مع أنها تخلو من النزاهة وهناك الكثير من الأمثلة الشائعة، ومنها المنتجات التي يزعم مصنعوها أنها طبيعية علماً بأن كل شيء في العالم يعد طبيعياً تقريباً، وبالنسبة لخطيئة الملصقات الكاذبة فإنها جاءت لأن ملصق المنتج يهدف إلى تضليل المستهلك ويجعله يعتقد بأن المنتج صديق للبيئة، ومن الأمثلة على ذلك وجود نقطة خضراء كبيرة أو رمز يشبه شهادة شرعية.
هناك أيضاً الخطيئة الخامسة وهي عدم التوافق ويكون ذلك عندما تصنع الشركة مزاعم حقيقية ولكنها لا تكون متصلة مع البيئة أو صنع القرار من جانب المستهلكين، ومثال على ذلك كأن تزعم الشركة أن منتجاتها خالية من الكلورو فلوروكربون، وهي مادة كيميائية ضارة وتستخدم في بعض المنتجات التي تم حظرها قانونياً منذ نحو 30 عاماً على المستوى الدولي، وتأتي خطيئة أهون الشرين لتكون السادسة، وهي أيضاً عبارة عن زعم بعض الشركات أن منتجاتها صديقة للبيئة ولكن قد يكون ذلك المنتج ضاراً مثل السجائر العضوية، لأن السجائر لا يمكن أن تكون صحية.
خطيئة الكذب
أما خطيئة الكذب فتلك السابعة وهي تتعلق بالمنتج الإلكتروني الذي تزعم الشركة أنه صديق للبيئة، ويحمل شهادة نجمة الطاقة، ولكنها في الواقع لم تحصل على تلك النجمة، وعلى الرغم من أن أوهام التحول إلى الممارسات الصديقة للبيئة يعد من المشاكل الشائعة، إلا أن وعي المستهلك بشان هذه القضية اكتسب زخماً، ما ساعد على تراجع تلك الظاهرة وتبين من خلال المسح أن أقل من 1% من المنتجات كانت صديقة للبيئة في عام 2007 وارتفع العدد إلى 2% في عام 2009، وفي عام 2010 ارتفع العدد أكثر من الضعف.