مهرجان دبي السينمائي يختتم فعالياته اليوم
تختتم في مدينة جميرا بدبي مساء اليوم فعاليات الدورة السابعة من مهرجان دبي السينمائي الدولي بعرض لفيلم “تْرون.. الإرث” للمخرج الأميركي جوزيف كوسينسكي. وكانت هذه الدورة انطلقت في الثاني عشر من ديسمبر الجاري، واشتملت على عرض 157 فيلما محليا وعربيا وعالميا، كما تضمنت عددا كبيرا من الندوات الفكرية المتخصصة، ومناقشة الكثير من الأفلام.
وكان يوم أمس شهد مجموعة من الفعاليات وعروض الأفلام والمؤتمرات الصحفية، وبدأ بتكريم لمسعود أمر الله من قبل السفير الإسباني في دولة الإمارات غونزالو دي بينيتو، حيث قال السفير في كلمة التكريم “إنه لشرف عظيم لي أن اتواجد هنا في هذه المناسبة، لأشاطركم لحظة التكريم هذه في مهرجان يتمتع بمكانة رائدة عالميا، ويعد من أهم الأحداث السينمائية على المستوى العالمي. ويسعدنا أن نكرم مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدول، الذي يتعاون منذ فترة طويلة مع المهرجانات السينمائية الإسبانية، ويسعدنا أن تكون هناك اتفاقية شراكة بين مهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان سان سباستيان السينمائي الدولي لدعم المواهب السينمائية العربية في أوروبا”.
ومن بين العروض الكثيرة التي شهدها يوم أمس، عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة، نبدأ بفيلم “حمامة” للشاعرة والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، ورغم أنه فيلم وثائقي إلا أنه يتسم بقدر كبير من اللغة الشاعرية والصورة المضيئة، وهو يقدم شهادة عن الطبيبة الشعبية الإماراتية المعروفة باسم “حمامة”، مع بلوغها سن التسعين، وإبراز نشاطها وطاقتها على المعالجة، وتواجه العجوز تحديات العمر والمرض، ومن يترددون عليها بالمئات في بيتها بمنطقة الذيد بالشارقة. وقد قام بتأليف قصة حياتها والبحث فيها الشاعر خالد البدور.
ومن بينها فيلم وثائقي طويل بعنوان “قصيدة غزة” “100 دقيقة” للمخرج الفلسطيني المقيم في باريس سمير عبد الله، بالمشاركة مع خير الدين مبروك، ويتناولان في هذا الفيلم، الذي قام سمير بكتابة نصه، تداعيات عملية “الرصاص المصهور” التي شنتها الدولة الصهيونية على قطاع غزة، حيث يجمع شهادات عدد كبير من أبناء غزة الذين عايشوا هذه الحرب الهمجية على القطاع، فنستمع بمرارة وألم إلى الأطفال والشيوخ وشرائح مختلفة من أبناء غزة.
يقول أحدهم “إسرائيل ستدعي أنها تدافع عن نفسها حتى لو كانت على القمر”، ويعبر الناس ببساطة عما جرى لهم من قصف بشع بالأسلحة الأميركية المعادية لكل ما هو إنساني، بما في ذلك مادة الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا، فالمخرجان يذهبان لغزة ويقابلان الناس بين الأنقاض، ويجعلان من الفيلم شهادة أيضا على شجاعة أهل غزة وعزيمتهم على النهوض من تحت الحطام، وبناء عالمهم المحطم.
أما المخرج الفلسطيني عمر شرقاوي المولود في كوبنهاجن لأب فلسطيني وأم دانماركية، فيقدم فيلما بعنوان “أبي من حيفا”، يرسم من خلاله علاقة والده بفلسطين التي غادرها صبيا في الثامنة عام النكبة، فالأب يفتح لابنه المخرج صفحات من دفاتر أيامه وماضيه الأليم.
ومن خلال ما يقارب الساعة، تقدم المخرجة السورية المولودة في فرنسا عام 1979 سؤدد كعدان فيلمها “سقف دمشق وحكايات الجنة”، ويتضمن الفيلم سردا لعدد من الحكايات في طقس غريب وشفاف، وبطريقة الجدات في سرد القصص للأطفال قبل النوم، حيث قصص السمكة الطائرة أو الأفاعي اللطيفة، قصص لم يعد الجيل الجديد يتعرف عليها.
كما يمكننا التوقف مع فيلم لبناني بعنوان “ملاكي”، للمخرج اللبناني خليل زعرور الحائز على عدد من الجوائز العالمية، ويتناول في فيلمه هذا مجموعة من حكايات الحرب الدامية في لبنان، واختفاء أكثر من 18 ألف شخص بلا أثر، وقصص أمهات هؤلاء الغائبين.
المصدر: دبي