أبوظبي (الاتحاد) - ما من علاقة أخوية إلا وتمر بفترات مد وجزر، فتقوى أحياناً ويُصيبها الوهن والفتور أحياناً أخرى، لكنها تبقى في المحصلة وشائج قويةً تربط الإخوة مع بعضهم فتياناً وفتيات، رجالاً ونساءً. كان هذا الموضوع المحور الذي تناوله الصحفي والمحرر العلمي جيفري كلوجر بمجلة «تايم» في بحث نُشر بعنوان «أثر الأُخُوة». وقد تعرض جيفري لموضوع العلاقات الأخوية بشرح واف وتشريح مفصل، مستعيناً بدراسات بيولوجية وسيكلوجية، وأيضاً بذكرياته الخاصة التي عادت به إلى ظروف نشأته في أسرة هجينة وسط إخوة أشقاء وغير أشقاء. ويتساءل جيفري «هل ترتيب من جاء الأول يهم؟»، ويجيب فوراً «نعم، حتماً يهم». فمثلاً، يشعر معظم الإخوة الذين يتوسطون الترتيب بارتباط أقل بأفراد أُسرهم. أما من يأتون في آخر الترتيب، فيكونون أكثر إقبالاً على المغامرة والمخاطرة. ثم يتساءل جيفري «هل يمكن لأبناء لا تربطهم علاقة أُخوة وتربوا مع بعضهم أن تنشأ بينهم علاقة أخوة متينة؟ ويُجيب «يتوقف ذلك على الأعمار والظروف، لكن رُبما يتعين على كل واحد تربى في هكذا ظروف أن يتعلم كيفية النجاح في جعل ذلك أمراً مُحققاً. وحسب كولجر، فإن علاقات الأُخوة تُصنف من بين العلاقات الأعمق والأمتن بين الناس، بل والأكثر استدامةً وبقاءً. ويقول كولجر «بالنسبة للأميركيين الذين طالت آماد حياتهم، هناك عدد متزايد ممن يُرزقون بطول العمر ويشهدون رحيل أصدقائهم وآبائهم، وحتى زوجاتهم قبلهم الواحد تلو الآخر، بينما يظل أبناؤهم وأحفادهم متوزعين هنا وهناك في مدن أخرى متباعدة المسافات ومشغولين بالكد والسعي من أجل كسب رزقهم وتأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم». ويختم كرايج تساؤلاته بالقول «من يظل قريباً من الأبوين أو أحدهما في مثل هذه الحال؟» طبعاً الطفل الذي رباه الأبوان على كبر وترعرع في الوقت الذي كان الشيب يشتعل رُويداً رُويداً في رأسيهما. ويُشير كرايج أيضاً إلى أن المناسبات العائلية السعيدة والحزينة تُقوي العلاقات الأخوية، وأن الدعم المعنوي والنفسي المتبادَل بين الإخوة والأخوات في أوقات الأزمات والشدائد يُسهم إلى حد كبير في تقوية علاقاتهم وتمتينها.