هل أحرم من الذرية؟
المشكلة:
أنا شاب تخرجت في الجامعة قبل عامين، وأفكر في الزواج، وخلال بحثي عن عروس مناسبة، كان كل ما في ذهني القناعة تامة بالحديث النبوي الشريف الذي يقول: «تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك». ووجدت الفتاة المناسبة التي يتوفر فيها ما أريد وما أقصد. استخرت الله كثيرا في هذا الأمر، وكلما استخرت أرى فيها خيرا، ويزداد ميلي لها.
لكن المشكلة الحقيقية أنها في يوم من الأيام قالت لي بوضوح أنها عانت من مشكلة صحية ما، وتعافت، لكنها عرفت ألا يمكنها الإنجاب بعد ذلك، وأنها ستبقى عقيمة، وصارحتني بالحقيقة المؤلمة بشجاعة وصراحة، وطلبت أن أفكر في الأمر قبل الإقدام على أي خطوة، رغم أنني أحبها وأتمسك بها كثيرا، ولا أستطيع أن أتركها، فماذا أفعل؟ وبم تنصحني؟ هل أتزوج منها أم لا؟
بشير س
النصيحة:
إن الزواج بلا شك من أسعد ما يمكن أن يحدث بين شاب وفتاة التقيا على شريعة الله، وتزيد سعادتهم لو كان الود والحب يجمع بينهما، وهذا الذي أستشعره في كلامك اتجاه هذه الفتاة الصادقة الشجاعة، ومن جانب آخر فمن حقك بل من الدين أن يسعى الإنسان للزواج من أجل النسل والذرية، وهذه سنة الله في الأرض، وقد يكون أحد أسباب ملل الحياة الزوجية بين كثيرين عدم وجود الأولاد.
أمامك خياران: إما أن تقبل بهذه الزوجة وتضحي بالأولاد وتعيش محروما منهم من أجلها، وإما أن تتزوجها، ثم تتزوج غيرها إذا تأكد لك عدم إمكانية الإنجاب، ومن ثم يمكنك أن تجمع بين زوجتين بشرط العدل بينهما من أجل العاطفة السابقة ومن الذرية والأولاد، أما إذا كنت لا تستطيع فأشير عليك أن تحاول الاقتران بأخرى. قد تكون اليوم متيماً بها، ولا تفكر في الإنجاب، لكن من يضمن أن تبقى قناعتك عند هذا الحد؟ هل تضمن أن حرمانك من الأطفال في المستقبل، وعندما يتقدم بك العمر، لن يجعلك نادماً؟
أعتقد أن أصوب الحلول دائما ما يتفق وطبيعة الأشياء، وطبيعة الخلق، وطبيعة سنة الله في الأرض. فكر جيداً ولا تتعجل، ونتمنى أن يهبك الله القرار السليم.