(الشارقة)- يحتضن معهد الشارقة للفنون بمقره في منطقة الشارقة القديمة حاليا المعرض الفني “جهات” الذي يشارك فيه ستة وثلاثون فناناً وفنانة من المنتسبين للمعهد، والذين ترجموا المعارف والخبرات التي اكتسبوها من خلال الدورات التخصصية للمعهد، وجسدوها في أعمال فنية متعددة الأطياف والأساليب والاتجاهات الفنية الحديثة والكلاسيكية، في إطار مشترك ينطوي على الشغف بالفن التشكيلي وعلى الرغبة الذاتية في تطوير الملكات والمهارات الإبداعية لدى منتجي هذا الفن. ويحتوي المعرض الذي افتتح الثلاثاء الماضي ويستمر حتى الثالث عشر من الشهر المقبل، على أعمال فنية انحازت للوحة الزيتية والأخرى المنفذة بألوان الإكليريك بينما ذهبت أعمال أخرى في اتجاه التجسيد والتجسيم والتكوينات المحيطية، وذات الأبعاد الثلاثية البارزة والتي ظهرت بقوة في الأعمال النحتية والمجسمات الخزفية. رؤى حاكم الشارقة وفي تصريح لـ “الاتحاد” حول الأعمال المشاركة في المعرض وأهميتها على مستوى الحضور الإبداعي للمنتسبين لمعهد الشارقة للفنون، قال هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة “إن معرض “جهات” كنموذج وكنتيجة، إنما يترجم رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وذلك في سياق اهتمامه الكبير بنشر وترويج الثقافة الفنية والتذوق التشكيلي لدى القطاعات المختلفة في المجتمع، وبما أن الشباب باتوا يمثلون الشريحة الأكبر هنا، فإن معهد الشارقة للفنون يسعى من خلال استقطابه للشباب الموهوبين إلى تأكيد وتأصيل هذا التوجه من خلال الدورات التخصصية التي يقدمها في مجالات الفن المختلفة، مثل طرائق إنتاج اللوحة والمنحوتة والأعمال التركيبية والخزفية والحفر والكولاج، حتى يكون لهؤلاء دور فاعل في استمرارية وتطوير الفن في المكان”. نقطة انطلاق وأضاف المظلوم “يعتبر معهد الشارقة للفنون بمثابة منصة ونقطة انطلاق للفنان الحقيقي والجاد، من أجل انتسابه بعد ذلك لجهات ومؤسسات أكاديمية متخصصة مثل كلية الفنون الجميلة بجامعة الشارقة، وكذلك في رواق الفنون، وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، ولكي يكون هذا الفنان الشاب والموهوب أكثر قربا واحتكاكا بالمناخ الفني الاحترافي”. وحول دور هؤلاء الفنانين في تكوين الملامح المستقبلية للفن في الإمارات، أشار المظلوم إلى أن الفنان الواعد دائما ما نعتبره اللبنة الأولى التي تؤسس لمستقبل أكثر حيوية وأكثر اشتباكا بأسئلة وتحديات الفن الحديث أو المعاصر، ومن هنا ـ كما أضاف المظلوم ـ فإن معرضاً مثل “جهات” يعد بمثابة ترمومتر لقياس مدى التطور ومدى النضج الذي وصل إليه الفنان المنتسب للمعهد كي يكون على موعد مع محطات فنية أكثر عمقا واتساعا، خصوصا إذا أراد هذا الفنان أن يشارك في معرض فردي مستقل يؤسس لاسم وموهبة جديدة في الساحة التشكيلية المحلية. المشاركات “الاتحاد” التقت أيضا بعدد من المشاركات في المعرض للتعرف على طبيعة أعمالهن ومدى اســتفادتهن من الدورات التخصصية لمعهد الفنون، حيث أشارت الفنانة سميرة حسن بوكلاه من الإمارات إلى أن أعمالها ارتكـــزت على نقل المـــعالم الشهيرة في إمارة الشــارقة وتجسيدها في لوحات نفذتها بألوان الإكـــليريك، بينما عمدت في لوحات أخرى إلى مزج الإكلـــيريك بالألوان الزيتية للوصول إلى صورة تعبيرية حالمة ورمزية، خصوصا عند نقل المشاعر الداخلية والعاطفية المرتبطة بصورة البحر في المخيلة الشعبية. وعن مدى استفادتها من دورات المعرض أشارت سميرة حسن إلى أنها تعرفت في هذه الدورات على أهمية “المنظور” عند الدخول في مغامرة إنتاج اللوحة، وما تتضمنه هذه اللوحة من أبعاد بصرية وتكوينات وتجسيدات متوازنة ومقنعة للمتفرج.