«الدبور» مسلسل شامي يحبس الأنفاس
العكيد أبو شهاب (سامر المصري) سيكون نجم الحارة الشامية في موسم 2011، لكنه سيتخذ كما فعل في الموسم الماضي اسم (الدبور)، وستحل حارة الجرن محل (باب الحارة) بعد أن أسدل الستار على الأخير بنهاية الموسم الماضي، وبحسب المتوقع، فإن مسلسل (الدبور) سيتصدر الأعمال الشامية في الموسم القادم.
أحداث مثيرة وواقعية
وقد بدأ في دمشق منذ أيام تصوير الجزء الثاني من مسلسل (الدبور)، وهو تتمة لحكاية الدبور التي لم تنته في الجزء الأول، حيث ستتصاعد الأحداث المثيرة في الجزء الثاني لنعيش مع حارة الجرن تطورات ومصير الشخصيات التي عايشناها في الجزء الأول. وقد تركزت الأحداث حول شخصية الدبور (سامر المصري) الذي تعرض للاضطهاد من قبل زوجة أبيه التي تسببت في طرده من الحارة، وفي الاستيلاء على جميع ممتلكات والده ووالدته، بعد أن لفّقت له تهمة كبيرة، وسلطت عليه الافتراءات الباطلة، فتحول إلى شرير، لكنه ظل مصراً على إثبات براءته، وكشف الحقيقة أمام أهل الحارة، وهكذا ما إن يتوفى والده المخدوع حتى يعود إلى الحارة، ويبدأ صراعه ضد الشر والظلم الذي تعرض له، ومن خلال هذا الصراع تنفتح ملفات وخفايا وقضايا لم تكن معروفة في الحارة، وتظهر شخصيات جديدة بعضها شرير وبعضها خير.
ووسط هذا الصراع تمكن الدبور من استعادة جزء كبير من أملاكه، لكن لا تزال له حقوق عند الآخرين، ولا تزال هناك خفايا لا بد أن تكشف في الجزء الثاني من المسلسل، حيث سينتقل الفنان النجم سامر المصري بشخصية الدبور إلى محاور جديدة، لاسيما في صراعه مع أبو حمدي (خالد تاجا)، وفي لغز اختفاء كريمة، وفي كشف أسرار كثيرة وسط أجواء شائقة تحبس الأنفاس، وأحداث متلاحقة ضمن الحكاية نفسها.
دموع وقهر
كاتب المسلسل مروان قاووق يرى أن الجزء الثاني من (الدبور) سيتضمن دموعاً وقهراً للكثير من الناس في حارة الجرن، وسيكثر الدم والقتل، وسيلقى أبو حمدي (خالد تاجا) نهاية وخيمة، وسيحاسَب الأشرار الذي دعموا مؤامراته ضد الدبور الذي ستعود له حقوقه كاملة، ولكن بعد أحداث مثيرة وشائقة.
ويشير قاووق أن لكل شخصية من الشخصيات دورا مهما مرتبطا بحدث أو قصة من محاور العمل، الذي سيكشف عن العلاقات الاجتماعية في الحارة الشامية في فترة حكم الملك فيصل لسوريا عام 1919.
أما المخرج تامر إسحق فيرى أنه يقدم يوميات شامية حقيقية وواقعية، وأن الجزء الثاني من المسلسل هو تتمة للحكاية التي لم تنته في الجزء الأول، حيث ستندفع الحكاية نحو ذرا درامية جديدة ومثيرة ومملوءة بالتشويق، لاسيما أن في العمل أكثر من مائة شخصية ترتبط جميعها بالمحور الدرامي للدبور.
ويكشف اسحق أن الجزء الثاني من المسلسل سيبدأ من جنازة كريمة بنت أبي حمدي الهاربة من المنزل، ومن هذه الواقعة تتصاعد حدة الأحداث وتتفاقم، وبتدبير من أبي حمدي نفسه تدور الدائرة مجدداً حول (الدبور).
نجوم وشخصيات
يشارك في الجزء الثاني من الدبور معظم نجوم الجزء الأول: سامر المصري وخالد تاجا وأسعد فضة وعبد الرحمن آل رشي وسليم كلاس ومصطفى الخاني ونضال سيجري ونادين خوري وناهد حلبي وليليا الأطرش ورندة مرعشلي وزهير عبد الكريم وصباح عبيد وسلافة عويشق وجيهان عبد العظيم وآخرون.
ويشكل حضور الفنان الكبير خالد تاجا في شخصية أبي حمدي مركز الثقل لناحية الشر في مواجهة (الدبور) المظلوم، ويشير تاجا إلى أن الشخصية التي يلعبها شريرة جداً، وهي من النوع الذي لا يميز بين الحلال والحرام، لأن المهم عنده أولاً وأخيراً مصلحته، وليس مهماً ما يلحقه من ضرر بالآخرين، لذا نراه يخلق المشكلات ويؤجج الصراع بين أهل حارة الجرن، وهو لا يتورع عن تصفية بعض الأشخاص المتعاونين معه، حتى لا يتحولوا إلى شهود على جرائمه.
وفي موازاة الشرير أبي حمدي، فإن الفنانة ناهد حلبي تسير على الخط نفسه، فشخصيتها في العمل تصل إلى حالة الشر شبه المطلق، وهي تتحدث عن هذه الشخصية فتشير إلى أن الشر الذي كانت تكمنه استفحل ليصبح سلوكها أكثر تقعيداً وشراً.
أما الفنانة رندة مرعشلي التي لعبت شخصية زوجة أبي حمدي، التي تعرفه على حقيقته كشرير ومحتال، فتبقى مغلوبة على أمرها، وتبكي من القهر، وتزداد محنتها بعد موت ابنتها كريمة، فتحاول الإنجاب للتعويض عن فقدانها لها، لكن زوجها المستبد القاسي يمنعها من ذلك.
ويطرأ تطور على الشخصية التي تلعبها الفنانة سلافة عويشق، فتزداد حيوية بعد أدائها لفريضة الحج، لكنها لا تكف عن نقل الأخبار من منزل إلى آخر. ويلعب الفنان (الغضنفر) صباح عبيد شخصية أبي ناجي العائد من تركيا إلى الحارة ليثير الكثير من المشكلات والإشكالات، بينما يعاني ابنه ناجي (الفنان ميلاد يوسف) من عدم التأقلم مع أجواء الحارة، لاسيما أنه شاب حالم ورومانسي، مما يجعله يعيش تجارب جميلة وشائقة.
ويجسد الفنان طارق مرعشلي شخصية رشيد المظلوم أيضاً من قبل أبي حمدي، والذي يتحالف مع الدبور، و يتسلم أعماله كلها.
بينما تستعيد نبيهة شقيقة الدبور (جيهان عبد العظيم) مكانتها وحقها، وتصبح محط اهتمام شباب ونساء حارة الجرن.
صراع الخير والشر
إن كل المؤشرات تقود إلى أن مسلسل (الدبور) سيكون نجم الأعمال الشامية في الموسم القادم، ليس لأنه يضم غالبية نجوم البيئة الشامية وحسب، بل ولأنه يروي حكاية واقعية في بيئة محددة الزمان والمكان، ليسلط الضوء على صراع مرير بين الخير والشر.
وبالإضافة إلى نجوم العمل الذين يضمنون نجاحه بامتياز، فإن المخرج تامر اسحق يتحدى نفسه، ليثبت للمشاهدين أن في الإمكان تقديم عمل شامي واقعي يقول كل شيء ويحمل رسالة واضحة دون أن يغرق في ثرثرات نسائية، أو يستعرض الفولكور للتسلية ولا يقول شيئاً، فهو يراهن في هذا العمل على الحكاية والحبكة الدرامية المتصاعدة، وكأنه يحاول تفادي الانتقادات الموجعة التي وجهها النقاد والمثقفون لمسلسل (باب الحارة) خلال السنوات الماضية.
المصدر: دمشق