أبوظبي (الاتحاد) - شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة بورقة عمل في فعاليات المؤتمر العالمي حول الأمراض غير السارية الذي بدأت فعالياته في العاصمة السعودية الرياض مساء الأحد الماضي. تنظم المؤتمر وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية بالتعاون مع المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية وتدور فعالياته حول أنماط الحياة الصحية في منطقة الشرق الأوسط وعلاقتها بتزايد وتيرة انتشار الأمراض غير السارية. وقدّم الدكتور محمود فكري ورقة عمل أمام المؤتمر أوضح فيها تجربة الإمارات في التعامل مع الأمراض غير السارية، ورؤية ورسالة وزارة الصحة بشكل عام في التصدي للأمراض والحفاظ على صحة الفرد والمجتمع. وذكر أن الأمراض غير السارية تمثل أحد التحديات الصحية المعاصرة التي انتشرت خلال القرن الواحد والعشرين لكونها تتسبب في 60 % من حالات الوفيات على مستوى العالم، وتتم 80 % من الوفيات في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض. ومن المتوقع أن يزيد معدل الوفيات بسبب الأمراض غير السارية بنسبة 17 % خلال السنوات العشر المقبلة في جميع دول العالم وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية. وأشار د. فكري إلى أن معدلات الإصابة بالسكري في الإمارات وصلت إلى 19.2 %، كما وصلت معدلات الإصابة بأمراض الضغط إلى 31.6 %، ولفت إلى أن معدل الوفيات بسبب الأمراض غير السارية وصل إلى أكثر من 40 %. وذكر جهود الإمارات في التصدي للأمراض غير السارية من خلال إجراء الدراسات والبحوث المتخصصة بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية مثل جامعة الشارقة وجامعة الإمارات ومؤسسة بيكر. كما أشار إلى اهتمام الدولة بموضوع التشريعات الصحية، مؤكداً أن الإمارات من أوائل الدول العربية التي أصدرت قانون اتحادي لمكافحة التبغ ولائحته التنفيذية، إضافة إلى مسودات قوانين الصحة العامة ولائحة النظام للأمراض غير السارية. وأشار فكري أيضاً في كلمته أمام المؤتمر إلى أن الاستراتيجية الوطنية للصحة في الإمارات بدأت في السبعينيات وركزت على الوقاية ومكافحة الأمراض المعدية، مؤكداً أن هذه الاستراتيجية نجحت خلال الأعوام السابقة في تخفيض عبء المرض ومعدلات لإصابة بالأمراض المعدية، ومثال ذلك في مجال تحصينات الأطفال تم التحكم في كل الأمراض التي تصيب الأطفال، كما تم التخلص من الكزاز الوليدي وشلل الأطفال منذ عام 1992م. كما تم التحكم في الحصبة الألمانية والعادية ومن الإنجازات التي تحققت أيضاً إعلان الدولة خالية من الملاريا في عام 2007 بواسطة منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى أنه يجري الآن التحضير لإعلان الدولة خالية من اضطرابات عوز اليود، ونتيجة لكل هذه الجهود والاهتمام المتزايد بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية، فقد ازداد متوسط العمر المتوقع للفرد إلى 79 سنة وهو مماثلاً للعمر المتوقع في الدول المتقدمة مثل أميركا ودول أوروبا.