عبد الرحيم حسين، علاء مشهراوي (رام الله، غزة)
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، أمام مجلس الأمن الدولي رفض خطة السلام الأميركية للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني التي وصفها بأنها تشبه «الجبنة السويسرية» ولا تحقق السيادة للشعب الفلسطيني. وقال عباس وهو يعرض خريطة كبيرة لفلسطين كما تقترحها واشنطن «نؤكد على الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة الأميركية-الإسرائيلية.. نحن نرفض الصفقة لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب ومخالفتها للشرعية الدولية».
وقال عباس، إن الخطة الأميركية احتوت على 311 مخالفة للقانون الدولي، مؤكداً أنها لا يمكن أن تحقق السلام والأمن، لأنها ألغت قرارات الشرعية الدولية وسنواجه تطبيقها على الأرض. وشدد على وجوب عدم اعتبار هذه الصفقة أو أي جزء منها، كمرجعية دولية للتفاوض، لأنها أميركية–إسرائيلية استباقية، وجاءت لتصفية القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي لن يجلب الأمن ولا السلام للمنطقة، مؤكداً عدم القبول بها، ومواجهة تطبيقها على أرض الواقع.
وقال إن السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي لا يزال ممكناً وقابلاً للتحقيق، داعياً لبناء شراكة دولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم، الذي ما زلنا متمسكين به كخيار استراتيجي.
وأضاف: قمنا بالفعل بخطوات تاريخية حرصاً على تحقيق السلام، وتجاوبنا مع جهود الإدارات الأميركية المتعاقبة، والمبادرات الدولية، وكل الدعوات للحوار والتفاوض، إلا أنه لم يعرض علينا ما يلبي الحد الأدنى من العدالة لشعبنا، وكانت حكومة الاحتلال الحالية هي التي تفشل كل الجهود.
وأكد رفض مقايضة المساعدات الاقتصادية بالحلول السياسية، لأن الأساس هو الحل السياسي. ودعا الرباعية الدولية ممثلة بالولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وأعضاء مجلس الأمن لعقد مؤتمر دولي للسلام، وبحضور فلسطين وإسرائيل والدول الأخرى المعنية، لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016، ورؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وذلك بإنشاء آلية دولية أساسها الرباعية الدولية لرعاية مفاوضات السلام بين الجانبين.
وجدد التأكيد على عدم قبول وساطة أميركا وحدها، داعياً المجتمع الدولي للضغط على حكومة الاحتلال لوقف ممارساتها الاحتلالية في ضم الأراضي وفرض السيادة عليها، التي حتماً تدمر بشكل نهائي كل فرص صنع السلام الحقيقي.
وأمس تظاهر آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد الخطة الأميركية. وشهدت مدينة رام الله تظاهرة مركزية شارك فيها رئيس الوزراء الفلسطيني إلى جانب ما بين خمسة آلاف وسبعة آلاف متظاهر. وأصيب عشرات الفلسطينيين عندما أطلق جنود الاحتلال وابلاً من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لقمع التظاهرة.
إلى ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين أمس ساحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من قوات الاحتلال. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية، في بيانها، بأن 43 مستوطناً و80 طالباً يهودياً اقتحموا ساحات المسجد. كما اقتحم جنود الاحتلال الحرم الإبراهيمي الشريف، وطردوا الموظفين والحراس الموجودين داخله.
وأصيب شاب فلسطيني، أمس، برصاص الاحتلال أثناء مواجهات في مدينة البيرة. وأصيب فلسطينيان بالرصاص الحي والمطاطي، أحدهما تم بتر إصبع يده، وأُصيب العشرات بالاختناق، خلال المواجهات عند مدخل البيرة الشمالي المقابل لمستوطنة بيت إيل وسط الضفة الغربية.
وتوجه عشرات الشبان إلى محيط المستوطنة المذكورة عقب المسيرة التي شارك فيها الآلاف في رام الله، وأغلقوا الطرقات بعد إشعالهم للإطارات المطاطية، ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة.
ودفعت قوات الاحتلال بدوريات عسكرية إلى المكان، وأطلق الجنود دفعات من القنابل الغازية، ما أدى لوقوع إصابات بالاختناق.