إبداعات الفتاة الإماراتية بلا حدود، كلما استطاعت تحقيق هدف، سعت جاهدة لتحقيق الهدف التالي في أفق لانهائي من الحلم والطموح· ومن هذه الشرفة المفتوحة على الغد دائما، تطل علينا ميرة الحوسني التي برعت في مجال الهدايا التراثية· الحديث عن ميرة حديث طويل، فقد عشقت التراث فتعمقت في أغواره وجواهره· وأكدت للجميع أنها قادرة على التميز والإبداع· لم تجلس قابعة خلف جدار الوظيفة، إنما تعدتها لإثبات وجودها، فبالإضافة إلى عملها في هيئة ابوظبي للسياحة استطاعت أن تصنع لنفسها طريقا تبدع فيه لتصبح مثالا للفتاة الإماراتية المبدعة· مع هوايتها التراثية أسعدنا اللقاء معها وبها· حول بدايتها الفعلية تقول ميرة الحوسني: كان الأمر مجرد هواية بدأت منذ سنتين، فحبي للموروث الشعبي دفعني إلى تقديمه في شكل بسيط وجميل من خلال صنع الكثير من الهدايا التي تتعلق بالتراث· أما السبب فهو الحفاظ على التراث ليبقى شاهدا على حياة الآباء والأجداد، ولتتعرف إليه الأجيال اللاحقة· شكل معاصر أكثر ما يميز أعمال ميرة، كما تقول، استخدامها للمفردات القديمة وتقديمها بطريقة معاصرة وفي ثوب جديد، فـ ''الفنر'' على سبيل المثال حاولت أن أقدمه بصورة مختلفة من حيث التغليف والتصميم ووضع بعض اللمسات الجمالية التي تعطيه شكلا مميزا وملفتا، كذلك الأمر مع الزجاج المهشم والأقمشة القديمة التي صنعت منها بعض المقاسات ذات الحجم الصغير لتزين ''قارورة'' الماء، وهناك ''المهفة'' و''السرود''، وبعض الأدوات التراثية الاخرى التي كانت تستخدم في المنزل لأغراض المأكل أو المشرب· حاولت تجديد كل هذه المفردات وإضافة روح جديدة لها من خلال تزيينها بالورود أو ''التور'' أو الدانتيل أو الشرائط الملونة، وكلها تزيد من جمال التغليف وتتيح للمصمم الإبداع· وتؤكد ميرة أن ''كل عمل من أعمالها حالة خاصة''، فهي ''لا تكرر أفكارها ولا أشكالها''، وتحرص على أن ''يكون لكل عمل خصوصيته''· وترجع ميرة السبب في تميز أعمالها إلى أنها ''ليست أفكاراً إبداعية وغريبة فقط، وإنما يمكن استخدامها فيما بعد، فهي قد تكون جزءا من الديكور أو هدية تذكارية، أي أن لها قيمة وظيفية بحيث يمكن الاستفادة منها واستخدامها''· عمل وهواية وحول التوفيق بين العمل والهواية تؤكد ميرة: إن تنظيم الوقت عامل أساسي في كل أفعالنا، سواء التجارة أو العمل أو الدراسة، لأن العشوائية في تنفيذ المهام تضعف الإنتاج· وعن نفسي أعتمد على تنظيم وقتي، بحيث أقوم بأداء وظيفتي ثم أغتنم وقت الفراغ في إنجاز بعض الهدايا التي لا تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، بقدر ما تحتاج إلى التركيز والإبداع· وحول المردود المالي تؤكد ميرة: عملي في مجال تغليف الهدايا التراثية لم يأت بحثا عن مردود مالي، بل هو هواية أعشقها منذ فترة، كما أنه يفيد الآخرين، أما بالنسبة للجهد اليدوي المبذول فهو لا يقدر بثمن، وإذا حاولنا وضع أسعار لتتناسب مع ما نبذله من جهد، فلاشك أن انتشار منتجاتنا التراثية سيصبح أمرا صعبا·