المترجمون في الأندية.. قضية كل موسم
مع بداية كل موسم، يتجدد الحديث عن المترجمين بالأندية وأزماتهم المستمرة مع الإعلام في نقل الترجمة الصحيحة من المدربين واللاعبين، ولم تتوقف الأزمة فقط على المشكلات في الترجمة الصحيحة بالمؤتمرات الصحفية بعد المباريات أو قبلها، لكنها امتدت إلى الكواليس وغرف الملابس والترجمة إلى اللاعبين، وقد يصل الأمر إلى أخطاء تكلف الفريق الخسارة في مباراة معينة.
مشكلات لا حصر لها يواجهها الإعلام في التعامل مع المترجمين بالأندية، وهذه المشكلات لا رقيب ولا حسيب عليها، إذ لا توجد رقابة من لجنة المحترفين على عمل المترجمين، رغم أنه اللجنة تشرف على جميع المؤتمرات الصحفية في كل بطولات الموسم.
في الموسم الماضي، حدثت أزمات كثيرة، إما بسبب غياب المترجم المحترف الذي يجيد ترجمة مصطلحات لغة كرة القدم أو ما حدث من بعض المدربين الذين فضلوا عدم الاستعانة بمترجمين، ووصلوا إلى طريق مسدود ورحلوا بسبب هذه المشكلة التي أعاقت عملهم.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر، لم يستعن البرازيلي فارياس مدرب الوصل السابق بأي مترجم، رغم أنه لا يجيد الحديث باللغة الإنجليزية، ولا يعرف سوى البرتغالية، واستعان بمدرب اللياقة لويس، مما كان سبباً في حدوث مشكلات كثيرة بينهما في هذا الجانب، وفي النهاية رحل فارياس دون أن يحقق مع الفريق شيئاً، ونصح فارياس بعد رحيله كل المدربين الذين يدربون أندية في المنطقة العربية أن يكون معهم مترجم محترف، وعلى قدر كبير من الثقة.
وفي الأهلي، كان المؤتمر الصحفي لتقديم أوليري سيئاً للغاية من ناحية الترجمة، حيث ظل أوليري يتحدث أكثر من 10 دقائق، بينما يتولى المترجم مهمة ترجمة كلامه في مجموعة من الكلمات المختصرة، كما واجه الأهلي مشكلة في بداية التعاقد مع النجم الإيطالي فابيو كانافارو ولم يجد حلاً سوى بالاستعانة باللاعب الليبي جهاد المنتصر والذي يعمل مشرفاً على اللاعبين، ويجيد اللغة الإيطالية بعد أن لعب في أحد الأندية هناك، ولا يزال المنتصر هو المترجم في كل المؤتمرات التي يحضرها كانافارو. وفي الشارقة، نفى المدرب السابق للفريق، البرتغالي كاجودا، تصريحات له في «الاتحاد»، وعندما واجهناه بالحوار المسجل، أكد أن المترجم هو من ترجم المعنى بطريقة خاطئة، وبعدها رحل المترجم من النادي مع نهاية الموسم.
ويحتاج عمل المترجمين بالأندية إلى شروط في الاختيار تتركز على قدرة المترجم على ترجمة لغة كرة القدم بكل مصطلحاتها، وأيضاً نقل الحقائق بطريقة أمينة، كما أنه على لجنة المحترفين الإشراف على هؤلاء المترجمين، ووضع شروط لاختيارهم أمام الأندية خاصة أن اللجنة تشرف على المؤتمرات الصحفية بعد المباريات، وهناك مندوبون من اللجنة يحضرون المؤتمرات وبعضهم يترجم لبعض المدربين.
من جانبه، أكد عبدالله ناصر الجنيبي نائب رئيس لجنة دوري المحترفين، أن مهمة اللجنة هي الإشراف على تنظيم المسابقات والمتابعة مع الأندية فقط، أما قضية التعاقد مع مترجمين، فهي شأن داخلي يخص الأندية، مطالباً الأندية بأن تختار مترجمين من أصحاب الخبرة، ممن يجيدون الترجمة الكروية الصحيحة حتى لا يساء للدوري الإماراتي خاصة أن دورينا يضم عدداً كبيراً من المدربين العالميين.
أضاف أن المنسق الإعلامي والمترجم من شروط الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في تطبيق الاحتراف، لدرجة أن النادي يتحمل وجود مترجم في مباريات الاتحاد الآسيوي لو كان أحد أطرافها يتحدث لغة مختلفة، وهذه التعليمات واضحة في لوائح الاتحاد الآسيوي، والأندية تعرفها جيداً، ولا بد من تطبيقها.
واعترف الإعلامي كفاح الكعبي بأن هناك أزمة في المترجمين بأندية الدوري بسبب الأخطاء التي يرتكبونها سواء في الترجمة بالمؤتمرات الصحفية أو في نقل المعلومة من المدرب إلى اللاعبين، والأخيرة هي الكارثة الحقيقية، ودائماً مثل هذه الأمور تسبب مشكلات لا حصر لها بين المدرب واللاعبين، وربما تؤدي إلى خسارة الفريق لأي مباراة؛ لأن المترجم لا يعرف مصطلحات لغة كرة القدم.
وروى الكعبي مشكلة في الترجمة حدثت معه أثناء وجود مارادونا وبيليه في افتتاح أكاديمية التفوق الرياضي “أسباير” بقطر، إذ إنه أثناء المؤتمر كشف للقائمين عليه أن الترجمة غير صحيحة، وأن المترجم ليس له علاقة بما يقوله مارادونا، مما كان سبباً في أن يطلبوا منه أن يتولى هو الترجمة، على اعتبار أنه يجيد الإسبانية والإنجليزية، وقال: بالفعل أكملت ترجمة المؤتمر، مشيراً إلى أن المترجم يجب أن يكون رياضياً أو لاعب كرة حتى يجيد مصطلحات الكرة بلغة المدربين.
أضاف: أعرف بعض المترجمين في الأندية لا يترجمون ما يقوله المدرب في المؤتمر الصحفي، ويتعمدون أن يقولوا ما يروق لهم، بل إنه في بعض الأحيان يعكس المترجم معنى الكلمة، وبعض المدربين يدركون هذا الخلل وبعضهم الآخر لا يهتم، مؤكداً أن بعض المدربين يحتاجون إلى ترجمة واضحة لكلامهم؛ لأنهم في بعض الأحيان يقصدون ما يقولونه، وقد يصل كلامهم حد الخروج عن النص، ودائماً يلجؤون إلى ذلك كنوع من الحرب النفسية قبل المباريات المهمة.
وتابع بقوله: يجب على أنديتنا أن تختار المترجم بعناية، ويفضل من سبق له ممارسة الرياضة وبالتحديد كرة القدم، ولا بد أن يدرك الجميع أن دورينا الآن يضم نخبة من المدربين العالميين الذين اعتادوا على الحرب النفسية قبل المباريات وبعدها، ودائماً يقصد المدرب بكلامه التأثير على الفريق الآخر، مثلما يحدث في دوريات أميركا الجنوبية، ولا أنسى أنني كنت في الأرجنتين أتابع كوبا أميركا واتصل بي أحد المسؤولين في الأندية من أجل الحضور للتفاوض مع لاعب يتحدث الإسبانية واضطررت للاتصال بأحد المواطنين الذين يجيدون الحديث بالإسبانية، وطلبت منه الحضور إلى النادي.
وأشار إلى أنه قبل المباريات العالمية مثل لقاء برشلونة وريال مدريد تكون هناك مواجهات ساخنة بين المدربين وحرباً نفسية، يكون دور المترجم فيها مهماً للغاية لتوصيل ما يعنيه المدرب، لافتاً إلى أن وجود مدرب مثل النجم الأرجنتيني مارادونا يدفعنا إلى أن يكون اختيار المترجم مثل اللاعب المحترف له شروط وله خبرة في أندية أخرى، وسبق له العمل مع مدربين من قبل.
وطالب الكعبي لجنة المحترفين بالتدخل، وعمل اختبارات للمترجمين حتى تتجنب المشكلات التي تحدث، والتي تصل إلى درجة أن ينفي المدرب ما قاله في المؤتمر الصحفي؛ لأن بعض ما يقوله يعرضه للعقوبات أحياناً، وبالتالي ينفي ما قاله أو أنه لم يكن يقصد هذا المعنى.
وتطرق الكعبي إلى ما يحصل عليه المترجم من رواتب والتي لا تساوي ما يحصل عليه عامل بالنادي، مما يجعلها مهنة غير مجزية، وقال: من الممكن أن يتعاقد النادي مع مترجم محترف، على أن يكون متعاوناً وليس أساسياً أو أن تتعاقد مع مترجمين برواتب محترمة وتختار بعناية الأفضل والأكثر خبرة.
المصدر: دبي