أعلنت مصادر أمنية عراقية أمس مقتل 7 أشخاص وإصابة 7 آخرين بجروح خلال تفجيرات وهجمات مسلحة متفرقة في العراق. وذكر مصدر أمني عراقي أن جندياً قُتِل وجُرِح آخران بانفجار عبوة ناسفة تحت رتل عسكري لدى مروره في منطقة الحصوة غرب بغداد. وقال المسؤول في قيادة عمليات محافظة نينوى العميد محمد الجبوري إن ثلاثة أطفال أشقاء قُتِلوا جراء انفجار قنبلة كانت موضوعة داخل زهرية أمام منزل عائلتهم في الموصل وأصيبت امرأة من المارة بجروح. وأطلق مسلحون الرصاص على نقطة تفتيش للجيش العراقي، مما أسفر عن إصابة جندي بجروح وتم العثور على جثة شاب مقتول بالرصاص ومقطوع الرأس في المدينة نفسها. وذكر مصدر في شرطة محافظة التأميم أن مسلحين فتحوا النار من سيارة على دورية راجلة للشرطة وسط كركوك فقتلوا شرطياِ واحداً وأصابوا اثنين آخرين بجروح. كما أدى انفجار قنبلة مثبتة بسيارة في المنطقة ذاتها إلى إصابة رجل وابنه بجروح، وقتل مسلحون أحد حراس عضو تركماني في مجلس المحافظة بجنوب المدينة. وأعلن مسؤول في شرطة كركوك اعتقال “إرهابيين خطرين” مرتبطين بجماعة “أنصار السنة” وضبطت بحوزتهم كميات من الأسلحة والمواد شديدة الانفجار. وقال اللواء الحقوقي جمال طاهر بكر “إن معلومات استخبارية وردت إلى مديريتنا من جهاز الأمن التابع للاتحاد الوطني الكردستاني حيث تم تشكيل فريق عمل مشترك تحركوا إلى أحد المنازل بحي واحد حزيران وتم اعتقال الاثنين. كما تم العثور على أسلحة مخبأة في حمام المنزل وهي رشاشات وكلاشنيكوف ومسدسين وكاتم صوت وأربع عبوات ناسفة لاصقة ووسائل تستخدم في تفجير العبوات الناسفة ومواد متفجرة ونترات الأمونيوم”. في غضون ذلك انقشعت بوادر الفتنة الطائفية الجديدة في العراق غداة إعلان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الإفراج عن السنيين الثمانية المشتبه بتورطهم في قتل مجزرة النخيب 22 شيعيا في صحراء النخيب بمحافظة الأنبار مؤخراً، بسبب عدم كفاية الأدلة ضدهم. وقال نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك في تصريح تلفزيوني المطلك إن تحقيقاً سيجرى في كيفية اعتقال الرجال الثمانية الذي وصفه بأنه “أمر مخجل ومعيب”. ولكن عائلات الضحايا طالبت بالقصاص لهم أثناء تشييع جثامينهم في كربلاء أمس الأول. قال ابن عم أحد القتلى عرِّف نفسة باسم حسين كريم”مهما طال الزمن سوف نعرف الجناة وسنحاسبهم بأيدينا” وأضاف “الحكومة قامت بالإفراج عن المعتقلين لأغراض سياسية، هذا الشيء لا يخفى عن الناس. ولكن نحن نعتب على أهل الأنبار يجب أن يحموا الطريق. لا نقول إننا سننتقم بل نعتب عليهم”. ورأت “القائمة العراقية” بزعامة إياد علاوي، في بيان أصدرته أمس أن حادثة النخيب وتداعياتها كشفت (فشل الاستراتيجية الأمنية وإلغاء دور القائد العام للقوات المسلحة (المالكي) وتجاوز الأنظمة والقوانين). وتوقعت تكرارها في حال عدم تعديل الاستراتيجية الأمنية وحصر الدور العسكري والأمني بيد المختصين وتفعيل الشراكة الوطنية. وقال مستشار القائمة هاني عاشور في البيان “إن أمن البلاد مهمة وطنية وليست مهمة حزب واحد أو أشخاص معينين، وما تلا الحادثة من ملاحقة قوة محلية بقيادة شخصية مدنية ممثلة برئيس مجلس محافظة كربلاء لمواطنين عراقيين في مدينة الرطبة والتنكيل بهم واعتقالهم ثم إطلاق سراحهم لعدم ثبوت الأدلة خلال ساعات قليلة، يثبت أن هناك إلغاءً واضحاً لدور القائد العام للقوات المسلحة والقيادات الأمنية، وتجاوزاً للأنظمة والقوانين”. وأضاف “ما حدث لن يكون عاصفة عابرة بل يجب اتخاذ الإجراءات لعدم تكراره خاصة أنه كاد أن يفجر فتنة كبيرة بين أبناء البلد الواحد، ولكن دور رؤساء العشائر والقوى المدنية والاجتماعية أخمد الفتنة، فيما تبين العجز الحكومي واضحا في معالجتها”. وتابع “أن القوى الظلامية الإرهابية يمكن أن تعاود هذا العمل الإرهابي إذا لم يتم تعديل الاستراتيجية الأمنية وحصر الدور العسكري والأمني بيد المختصين وتفعيل القانون والشراكة الوطنية”. من جانب آخر، دكرت إحصائية صادرة في بغداد أمس أن ثُلُث أزواج الأرامل في العراق حالياً قُتِلوا خلال أعمال العنف المستمرة منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003.