يفوح في هذا اليوم عبير الورد الجوري ويبوح بالحب في إمارات الدولة كلها. فيما تقطف أبوظبي من مزارع العين ومزارع خارجية أخرى مئات آلاف الورود الجورية لتنثرها في كبرى فنادقها ومرافقها السياحية ومراكز التسوق ومتاجر الزهور وبيوت الأحبة. فالزهور عموماً ارتبطت بحياة الإنسان بشكل وثيق، وزينت مهده الصغير منذ ولادته، وشاركته أفراح نجاحه وذكرى ميلاده وتخرجه وزواجه ومناسبات عديدة، حتى أنها تلحق به لترقد جواره في مثواه الأخير. كما حملت الزهور دلالات لدى الشعوب، خاصة الوردة الجورية التي ترمز إلى الحب كما في قصة «الأب فالنتاين»، فزينت القصائد والقصص والمسرحيات والكتب واللوحات التشكيلية والمنحوتات والأغاني والأفلام. وكان حضورها عبر التاريخ كبيراً بحيث إن أكثر من أسطورة ارتبط سياق وقائعها بزهرة الوردة الجورية.. حتى أن مكانتها في الشرق والغرب دفعت بالأمم لإقامة مهرجانات للزهور تطلقها سنوياً في العديد من دول العالم، وتخصص للورود الجورية معارض بذاتها، تعرض خلالها أنواع وأحجام وفسائل شتى منها. حول هذه الوردة الجورية يقول محمد علي غنام - مدير متجر زهور «لفتت الإمارات بنهضتها أنظار العالم، حتى في مجال الزراعة وامتداد اللون الأخضر فيها على الرغم من كونها منطقة صحراوية، وتابعت مفاجآتها في مجال زراعة الزهور في أرضها، بل وتصدير أنواع منه كالورد الجوري في مزارع العين. إنما تستورد أبوظبي لمناسبة عيد الحب مئات الآلاف من الورد الجوري، القسم الأكبر يأتينا من مزارع العين، حيث يغطي نتاجها بعض أسواق أبوظبي. وتتصف ورود العين بأنها تحافظ على لونها ورائحتها وقوامها أكثر من الورود المخزّنة التي تصل من مزارع «هولندا وألمانيا وسويسرا». ويضيف: كنا قبل سنوات نستورد الورد الجوري من سوريا أيضا، لكن اتساع رقعة الاحتفال بعيد الحب في سوريا يضاف إليه زيادة الطلب من جهتنا في الإمارات جعل الأمر يبدو صعباً، فثمة عجز في توفير كل طلبياتنا، لذا استعضنا بالسوق الأوروبية رغم ارتفاع أسعار الفسائل والطعوم لديها». لا يخفي غنام أن هذين اليومين هما موسم «الورد الجوري» ويشكل مبيعه تجارة رابحة، يقول في ذلك: «تبلغ قيمة تكلفة الوردة الجورية في أي محل لبيع الزهور درهماً واحداً بسعر شراء الجملة، حيث يتم شراء كميات كبيرة من الورد الجوري منذ مطلع شهر فبراير خصيصاً لمناسبة يوم الحب، لكن الوردة تباع بقيمة 10 دراهم، بينما يصل سعر الوردة صبيحة يوم عيد الحب 14 فبراير إلى 50 درهماً، وتباع في أماكن أخرى بقيمة 200 درهم! بل هناك صغار الباعة الذين يخفون بضائعهم من الورد الجوري ويظهرونه في فترة عيد الحب». أما يوسف العيسى- بائع زهور، فيباشر حديثه عن الوردة الجورية بتصحيح مفاده: «يفترض أن نطلق اسم «زهور» وليس «ورود» لأن الوردة هي نوع من الزهور، وليس العكس، لهذا نقول زهرة الوردة الجورية». ويقدم ملاحظة اكتشفها خلال سنوات من عمله في مجال توريد وبيع الزهور، يقول: «إهداء الورود الحمراء ليس حكراً على العشاق والأزواج، فكثير من الأصدقاء والزملاء يتبادلون الورد كرمز محبة وتهاني وأماني. وبعض الزبونات يشترين الورود لأزواج بناتهن أو لأبنائهن أو للجيران.. خاصة أن هناك اكسسوارات وتصاميم كثيرة نبتكرها من الورود بحيث تخرج كأعمال فنية وديكورات منزلية خاصة بهذا اليوم، يدخل في تركيبها المعدن أو الخشب أو القماش، تتراوح أسعارها بين 200 - 500 درهم. كما أننا نبيع ورود اصطناعية مصنوعة من القماش أو البلاستيك لا يمكن تمييزها عن الورود الطبيعية». ويبدي العيسى تحفظاً حول عدد الورود الذي يتوقع أنه يباع في إمارات الدولة، ويقول: «ما من إحصائية ثابتة لدي لكن جميع العاملين في متاجر بيع الورود يستطيعون بحسبة بسيطة توقّع عدد الشتلات والفسائل والعيدان، خاصة أن سوق الزهور في ميناء أبوظبي لا تتوفر لديه الورود الجورية بوفرة بسبب ارتفاع سعرها في هذا الموسم تحديداً! لذا يقتصر وجودها علي متاجر ومحال الزهور في العاصمة وإمارات الدولة، لذا أتوقع أن عددها قد يصل إلى مليون وردة».