أطلقت جمعية القلب الإماراتية، الأسبوع الماضي، أول دراسة سريرية تستهدف تقويم المستويات الفعلية للتحكم بالكوليسترول لدى المرضى المترددين على المستشفيات بإخضاع 500 مريض لبرنامج مراقبة، بحسب الدكتور وائل المحميد رئيس الجمعية والمشرف على الفريق الطبي المكلف بالدراسة. وتوقع المحميد في تصريح خاص لـ”الاتحاد”، أن يكون 50% من المواطنين يعانون ارتفاع الكوليسترول في الدم، مشيراً إلى أن هذه الدراسة التي سيتم الانتهاء منها مع نهاية العام الجاري، ستساعد في الوقوف على النسبة الفعلية للإصابة بارتفاع الكوليتسرول. وتجرى الدراسة السريرية لارتفاع الكوليسترول في الإمارات، ضمن أكبر دراسة سريرية في منطقة الخليج تستهدف تقويم المستويات الفعلية للتحكم بالكوليسترول لدى المرضى، وأطلقت مؤخراً وتعرف اختصاراً بدراسة “سيفيوس”، وتشمل 5.300 شخص من مختلف دول الخليج، وفقاً للمحميد. وقال المحميد: “تقوم جمعية القلب الإماراتية بإجراء الدراسة بالتعاون مع (أسترازينيكا)، في إطار برنامج متكامل تحت عنوان “سلامة قلبك، للحد من العبء الكبير المترتب عن أمراض القلب والأوعية الدموية في دول الخليج من خلال الارتقاء بمعايير الرعاية الطبية ورفع مستوى الوعي بسبل العلاج بين أوساط المرضى. وأشار المحميد إلى أن اتباع العادات الغذائية غير الصحية وعدم ممارسة التمارين الرياضية من أهم الأسباب التي ساهمت في إصابة أكثر من نصف سكان الإمارات بمرض ارتفاع الكوليسترول في الدم. ولفت إلى تفاقم خطورة هذا المرض نتيجة عدم تعاون المرض الذين يتجاهلون ضرورة الانتظام في متابعة مستوى الكوليسترول وتناول الدواء المناسب. ودعا الدكتور المحميد إلى تبني إستراتيجية فعالة للحد من معدلات انتشار مرض ارتفاع الكوليسترول، وذلك من خلال تشجيع أفراد المجتمع من مختلف الفئات العمرية على مراقبة مستويات الكوليسترول في الدم بصورة دورية والمحافظة على الوزن واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، فضلاً عن اعتماد نمط حياة نشيط وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. وأكد المحميد دور هذه الدراسة في الحصول على المزيد من المعلومات التي قد تساعد في مكافحة هذا المرض في المنطقة. وقال المحميد: “سنتمكن من خلال الدراسة من تزويد المجتمع الطبي في منطقة الخليج ببيانات ومعلومات مهمة من شأنها أن تساهم إلى حدّ كبير في تحديد المستوى الفعلي لقدرة المرضى على التحكم بالكوليسترول والعوامل المختلفة التي يتوجّب عليهم أخذها بعين الاعتبار لتجنّب المضاعفات الخطيرة المتعلقة بأمراض القلب والأوعية”. وستساعد الدراسة في تحديد الإستراتيجيات الفعالة القادرة على تمكين المرضى في المنطقة من التحكّم بمرض ارتفاع الكوليسترول في الدم. وأفادت دراسة حديثة بأن أكثر من 54% من سكان دول مجلس التعاون الخليجي تعاني ارتفاع الكوليسترول في الدم. وعلى الرغم من أن ارتفاع الكوليسترول في الدم لا يعتبر مرضاً بحدّ ذاته، إلا أنه أحد العوامل المسببة للعديد من الأمراض لا سيما أمراض القلب والأوعية الدموية التي تعد السبب الرئيس للوفيات في المنطقة. وأشار بعض الخبراء المختصين إلى أن ارتفاع الكوليسترول في الدم يمثل تحدياً كبيراً نظراً لعدم ارتباطه بظهور أعراض واضحة، مما يؤكّد وجود العديد من الأشخاص الأصحاء المعرضين للإصابة بمخاطر حقيقية. وكشف الباحثون أن نحو 60 إلى 70% من المرضى الذين يعتمدون على الأدوية المضادة لارتفاع الكوليسترول لم يتمكّنوا من الوصول إلى المستويات الطبيعية المستهدفة للكوليسترول في الدم. وذكر المحميد، الذي يعد واحداً من الباحثين في دراسة “سيفيوس”، أن ارتفاع الكوليسترول في الدم يعد أحد العوامل الرئيسة المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية، لافتاً إلى أن العديد من الأصحاء يجهلون حقيقة إصابتهم بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم نظراً لعدم ارتباطه بظهور أعراض واضحة. وأكد المحميد أنه “في حال لم تتم السيطرة على هذا الارتفاع، من الممكن أن يشكل هذا المرض خطراً حقيقياً، حيث يتسبب في زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب بما فيها النوبات القلبية وأمراض الأوعية الدموية والسكتات الدماغية”. وأضاف المحميد: “أظهرت الدراسات العالمية المتخصصة أن 62% من المرضى الذين يعتمدون على أدوية خفض الكوليسترول لم يتمكّنوا من تحقيق المستويات المطلوبة في الدم”. وتكمن خطورة هذه النتائج في كونها تشير إلى استمرار وجود خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بين العديد من المرضى على الرغم من تناولهم الأدوية الطبية. ويلعب الكوليسترول، وهو مادة دهنية توجد بصورة طبيعية في الدماغ والأعصاب والعضلات والجلد والكبد والأمعاء والقلب، دوراً محورياً في الحفاظ على صحة الجسم، حيث يدخل في تركيب أغشية الخلايا ويساهم في إنتاج الهرمونات وفيتامين “د” والأحماض الصفراوية التي تساعد في عملية إذابة وامتصاص الدهون، إلا أن جسم الإنسان يحتاج إلى وجود كمية قليلة فقط من الكوليسترول في الدم للقيام بهذه الوظائف الحيوية. ويتسبب الارتفاع الكبير في نسبة الكوليسترول في الدم بما يعرف بتصلب الشرايين، حيث تترسب الدهون والكوليسترول على جدران الشرايين في مختلف أنحاء الجسم بما فيها الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب. ومع مرور الوقت، يمكن أن يتسبب تراكم الكوليسترول في انسداد الشرايين التاجية، وبالتالي حدوث نوبة قلبية. ودفعت المخاطر الكبيرة المترتبة على مرض الكوليسترول عدداً من الأطباء المختصين إلى اتخاذ خطوات فعلية للحد من معدلات الإصابة بارتفاع الكوليسترول في الدم على مستوى المنطقة