أكدت دولة الكويت أنها ستقوم بجهود كبيرة خلال الفترة المقبلة لدعم وحدة السودان، مشيرة إلى أهمية إجراء استحقاق الاستفتاء على مصير الجنوب بشفافية ونزاهة في أجواء هادئة لتجنب البلاد أتون الحرب. وقال مدير إدارة الوطن العربي في وزارة الخارجية الكويتية السفير جاسم مبارك المبارك في تصريح خاص لـ”الاتحاد” إن دولة الكويت ستقوم بجهود كبيرة خلال الفترة المقبلة لدعم وحدة السودان، بالتركيز على الجوانب التنموية بمختلف أشكالها في شمال السودان وجنوبه بهدف جعل خيار الوحدة جاذبا للجنوبيين في الاستفتاء معبرا عن حرص بلاده على أمن واستقرار السودان وأملها في أن يسفر الاستفتاء عن وحدة أكثر رسوخا بين شطري السودان. وكشف عن عشر اتفاقيات جديدة ستوقعها دولة الكويت مع الحكومة السودانية في الحادي والعشرين من الشهر الجاري خلال اجتماعات ستعقد في الخرطوم بين وزير خارجية السودان علي كرتي ونائب مجلس الوزراء وزير خارجية الكويت الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح إلى جانب مسؤولين من وزارات كويتية مختلفة، وتتضمن الاتفاقيات مجالات عديدة أهمها الأمن والتعليم والاستثمار والتجارة والشباب والرياضة واتفاقية لتمويل سدي عطبرة وستيت، وعن حجم الاستثمارات المتوقع أن تضخها الكويت في المجالات التنموية في السودان، قال “الكويت تدعم التنمية في السودان بلا حدود”. وأضاف: لكي يكون خيار الوحدة جاذبا في السودان يجب أن نركز على الجانب التنموي، مشيرا إلى أن الكويت تدعم التنمية الاقتصادية في السودان وستواصل هذا النهج خلال الفترة المقبلة من منطلق اعتقادها الراسخ بأهمية التنمية في توحد الشعوب، وقال إن الخيار يبقى في النهاية مرهونا برغبة المواطن الجنوبي ويجب أن تحترم رغبتهم أيا كانت وحدة أم انفصالا، مشددا على ضرورة توصل المسؤولين في الشمال والجنوب إلى اتفاق لمنع العودة إلى الصراع المسلح مرة أخرى. وأشار المبارك إلى أن قنوات التعاون الكويتي مع الجنوبيين مفتوحة موضحا أن السفارة الكويتية خاطبت مؤخرا حكومة الجنوب بإخلاء مستشفى الصباح في جوبا من قوات الجيش الشعبي لإعادة ترميمه وإدخاله الخدمة العلاجية مرة أخرى. وأكد أن الكويت تقف على خط متساو بين شمال السودان وجنوبه وستواصل جهودها من اجل التنمية في الجنوب حتى وإن انتهى الاستفتاء إلى الانفصال، مشيرا إلى أن التنمية الاقتصادية والتي تمس المواطنين في البلدين ستخلق وحدة أكثر جاذبية من تلك التي تتحقق عبر السياسة. وقال إن الجانب الكويتي أكد خلال الاجتماع التحضيري لأعمال اللجنة الوزارية السودانية الكويتية المشتركة الذي انعقد في الخرطوم أمس للمسؤولين السودانيين حرص الكويت على وحدة السودان، مجددا موقف الكويت الرافض لقرار المحكمة الخاص بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير، مؤكدا أن القرار من شأنه إجهاض عملية السلام في دارفور. وأشار إلى أن الكويت ليست طرفا في هذه المحكمة وغير معنية بقراراتها لافتا إلى تطابق الموقف الخليجي الرافض للقرار، باعتباره قرارا يخل بأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وبتشريعات دولية ووطنية أخرى توفر الحصانة لرؤساء الدول.